كانت شرطة أربيل تبحث عنه منذ ست سنوات، وكان مطلوباً في أربع دول أوروبية، لكنه وقع أخيراً في قبضة شرطة أربيل، ويقول أحمد جنكيز إنه نجح في كل العمليات التي نفذها، لكنه خرج صفر اليدين من واحدة من عمليات السرقة.
ولد أحمد جنكيز في مدينة أربيل، ويقيم في أوروبا منذ ثماني سنوات، وحاصل على الجنسية السويسرية، حيث أكمل دراسته الجامعية في مجال البرمجة، وقبل إلقاء القبض عليه كان يدرس علم النفس في جامعة قبرصية.
تحدث جنكيز بعد القبض عليه، لشبكة رووداو الإعلامية، وقال إنه عندما ذهب إلى الخارج، تعرف إلى عصابة مافيا في اليونان، ثم انتقل إلى سويسرا وبدأ البحث عن المافيا فيها، وتقرب إليها. بعد كل هذا ارتبط بالمافيا في كل من سويسرا، اليونان، تركيا، قبرص، وإيطاليا. ويقول جنكيز: “كانوا معجبين بمخططاتي وطريقة تفكيري”.
ذاع صيت جنكيز سريعاً، وأصبح من عناصر المافيا الثرية، واشترى عدداً من الفنادق في أوروبا، ولما انتقل إلى فرنسا تعرف فيها إلى رجل أعمال وعمل معه، ثم تزوج ابنته وأنجب منها طفلاً.
قرر جنكيز مواصلة عمله المافيوي في تركيا، ويقول: “كانت مكاناً مناسباً لي، وفيها كان بإمكاني الاتصال بجميع المافيا، والإشراف على مئة مافيا ألبانيين ويونانيين وإيطاليين وأتراك”.
ويعتقد جنكيز أنه قدم خدمات كثيرة من خلال عمله: “كان الكثير من الشباب الكورد، القادمين إلى تركيا للسياحة أو الدراسة، يقعون في قبضة المافيا، ولولاي لسلبوهم كل ما معهم من مال، وكانوا سيتعرضون للاعتداء، ثم القتل”.
ومن بين الشباب الذين يقول جنكيز إنه أنقذهم، شاب يدعى كاردو كان يحضر للماجستير في قبرص، ووقع في فخ المافيا لكن جنكيز أنقذه.
وأخبر كاردو الشرطة بأنه “بعد ذلك الحادث، أصبح أحمد (جنكيز) صديقاً لي، وكان يعطيني المال أحياناً، بعد ذلك قال بأن علي أن أساعده في كوردستان، وأراقب دور الأثرياء في أربيل، فقلت إني لن أفعل، فرد علي بأن له رجالاً في كل مكان، وهددني بقتل والدتي وخطيبتي، لذا اضطررت للإذعان له”.
كان أحمد جنكيز مطلوباً للشرطة في أربع دول، وقد ألقي القبض عليه عدة مرات، لكن علاقاته القوية مع مسؤولي الشرطة في تلك الدول ساعدته على الخروج من السجن بعد ساعات من القبض عليه في كل مرة.
كان جنكيز يعود إلى أربيل في فترات متقاربة، لتنفيذ عمليات سرقة، ونفذ 12 عملية سرقة كبيرة لبيوت الأطباء والتجار، من خلال فتح خزانات النقود في تلك الدور.
وفي واحدة من تلك السرقات، وجد جنكيز مبلغاً كبيراً من العملة الأمريكية وكمية كبيرة من المصوغات الذهبية في خزانة واحدة من تلك البيوت، لكنه أخذ المصوغات وترك المال، وعن السبب، يقول “كانت الأوراق النقدية متسلسلة، وكان ذلك سيسفر عن الكشف عن حسابي المصرفي”.
يتحدث جنكيز العربية، التركية، الألمانية، الفرنسية والإيطالية، وعمل مع المافيا في سبع دول.
ويقول جنكيز إنه فشل في عملية واحدة من العمليات التي نفذها، وكانت عملية سرقة في اليونان: “فتحت خزانة بيت ثري يوناني، وكان فيها 30 مليون دولار، لكنها كانت جميعاً مزورة، فخرجت صفر اليدين”.
كانت شرطة أربيل تبحث عنه منذ ست سنوات، إلى أن تمكنت من العثور عليه عن طريق كاردو، فبعد القبض على كاردو، طلبت منه الشرطة الاتصال بجنكيز وإخباره بأن هناك داراً ليسرقها. طار أحمد جنكيز من قبرص إلى بغداد، ثم استقل سيارة إلى أربيل، ولكنه كان يجهل أن ذلك فخ قد نصب له، فوقع في الفخ وقبضت الشرطة عليه.
وصرح المتحدث باسم شرطة أربيل، هوكر عزيز، لشبكة رووداو الإعلامية: “كنا نبحث عن عنصر المافيا هذا منذ ست سنوات، كان خبيراً في عمله ولم يكن يترك أي أثر بعد كل عملية ينفذها، بل كان يغادر كوردستان فوراً بعد كل عملية سرقة ينفذها، ويعود إلى قبرص أو إلى تركيا، وكان يغير من مظهره باستمرار وخاصة لون شعره ولون عينيه”.
وأضاف عزيز، أن الأطباء ورجال الأعمال والتجار كانوا يتصلون به ويبلغونه عن سرقات، ويضيف: “خلال شهر رمضان المنصرم، كانت هناك ثلاث عمليات سرقة كبرى”.