قالت يني شفق في تقرير لها اليوم ان الصراع بين السعودية وإيران بدأ يتجسد على أرض الواقع ولكن في العراق، وبات الوضع ينذر بنشوب حرب أهلية داخلية، منحدرة من البصرة نحو العاصمة بغداد وسائر المدن العراقية.
ورفعت السلطات التركية من مستوى الاتصال الدبلوماسي مع الجانب العراقي، عقب الاحتجاجات الأخيرة في مدينة البصرة جنوبي العراق، والتي ساهمت في خلق جو من عدم الاستقرار ساد المدينة وبدأ ينذر بانتشار عام في بغداد وكافة المدن العراقية، وهذا بحدّ ذاته يهدّد أمن العراق وتركيا.
المظاهرات في البصرة بدأت جرّاء احتجاج المواطنين هناك على عدم نيل نصيب مدينتهم حظها المستحق من النفط وعلى سوء المعيشة المتردّي من جانب آخر، إلا أنّ محللين سياسيين رأوا أنّ تلك الاحتجاجات تمثّل الصراع بين السعودية وإيران، حيث عملا على نقله إلى الداخل العراقي، على غرار ما يجري في سوريا واليمن.
وليس بالأمر المستبعد أن تستغلّ بعض القوى في الشرق الأوسط أي احتجاجات سلمية من أجل تصفية حسابات بينيّة لا علاقة للشعوب بها، والحرب السورية خير دليل على تصفية الحسابات الإقليمية والدولية. حسب خبراء ومحللين أتراك.
الولايات المتحدة هي الأخرى ترغب باستمرار وضع الأمن الضبابيّ في الشارع العراقي، حيث لا تبدو مطمئنة حتى الآن من فرض الوصاية الإيرانية على القرار العراقي؛ وإن بات حجمه قليلًا مقارنة بالسنوات الماضية؛ لا سيما في عهد نوري المالكي.
أما تركيا فإنّ أكثر ما تسعى إليه هو الحفاظ على وحدة التراب العراقي، وبدا ذلك واضحًا من موقفها المعارض بشدّة لاستفتاء البرزاني في العام الماضي على انفصال إقليم شمال العراق واستقلاله. ولذلك رفعت تركيا من مستوى الاتصال الدبلوماسي مع الجانب العراقي أملًا في عدم خروج الأمر عن السيطرة، والمحافظة على عراق موحد وآمن خصوصًا بعد الانتهاء من حرب تنظيم داعش الإرهابيّ.
حيث أعربت تركيا أكثر من مرّة لحكومة بغداد أنها على استعداد لتقديم الدعم والعون في المحافظة على وحدة وأمن العراق، ومن جانب آخر يواصل السفير التركيّ في العراق فاتح يلدز جهوده الدبلوماسية مع السلطات العراقية تحقيقًا لهذا الهدف.
العلاقات التركية العراقية تسير نحو الأمام
ويجدر بالذكر أن العلاقات التركية- العراقية تعيش مرحلة من القوة والتواصل الدبلوماسي المكثف، والاتفاق في الرؤى ضمن عدة مسائل إقليمية. حيث عملا معًا على إفشال مشروع مسعود البرزاني في انفصال إقليم الشمال عن العراق.
ومن جانب آخر عملت حكومة بغداد على تقوية التعاون والعلاقات الثنائية مع تركيا، وبالمقابل قدمت تركيا أكبر دعم ماليّ لإعادة إعمار العراق حيث أنها تعهدت بمنح بغداد 5 مليارات دولار، كما أنها لم ترفض طلب حكومة بغداد بإطلاق سد نهر دجلة نحو العراق.
وقرر الجانبان التركي والعراقي فتح معبر جديد بينهما “أوفاكوي”، وأشار السفير التركي في العراق فاتح يلدز أنّ المعبر الجديد سيجلب مزيدًا من الانتعاش التجاري والاقتصادي لمدينة الموصل العراقية.
وتأكيدًا على متانة العلاقات الثنائية بين العراق وتركيا اتفق الجانبان على فتح قنصليتين لتركيا في مدينتي البصرة والموصل.