1 طاعة المرشد الإيراني لن تكون فريضة على العراقيين حامد الكيلاني العرب بريطانيا
استعراض الفعاليات السياسية والدينية ومهازل الإرهاب والفساد والكراهية لن يبني دولة، وطاعة المرشد لن تكون فريضة على العراقيين الذين كسروا حاجز الخوف والانقياد الأعمى وتعلموا الدرس من كارثة الموصل.
نقطة ضعف الأحزاب الحاكمة تبعيتها للولي الفقيه
لو أعدنا مراجعة مقالات الكتاب العراقيين بعد الاحتلال الأميركي في أبريل 2003 وحصرا في فصل الصيف وتحديدا في شهري يوليو وأغسطس، لتبين لنا أن تظاهرات المواطنين واحتجاجاتهم متواصلة، وكذلك العنف ضدها ومشاهد الدماء والغضب وتغييب الناشطين وتشييع الضحايا، وكذلك وعود النظام السياسي بالإصلاح وتوفير الخدمات، لتهدأ بعدها التظاهرات وتذوب في مداخلات ومحاذير المندسين بما تروّجُ له الأحزاب وأصحاب الغرض لحماية مكاسب السلطة.
عند قراءة تلك التحليلات نصل إلى أن العراقيين يعيدون إنتاج ذات الانفعالات على مدار السنة وفي مواضعها الزمنية والمكانية، ومع مناسيبها تطبعت أخلاق المنطقة الخضراء ومناهجها في إطلاق سراح الهياج الجماهيري وفق معايير اللحظة المطلوبة، أو لجمها عند حدود وغايات طائفية أو سياسية أو انتخابية.
ممارسات تعدت أحيانا إلى ركوب موجة المندسين الجاهزة لتكون حلا في قمع تظاهرات سلمية واعتصامات لمجموعات نطلق عليها أحزاب المتنبي نظرا لسماتها في الوعي وإيمانها بدور الثقافة والفن في رسم مدنية الدولة، وهي من الحالمين بمبتكرات ديمقراطية حضارية تعرض فيها أساليبها وشعاراتها التي تصطدم دائما بمندسين فاعلين من الأحزاب الطائفية والجماعات الميليشياوية، وجريمة طعن الشباب المعتصمين ليلا بالسكاكين والهجوم عليهم بالعصي وإزالة الخيام من تحت نصب الحرية في ساحة التحرير ببغداد رغم تواجد الشرطة، ماثلة في الذاكرة.
تكررت تلك الأحداث في محافظات الجنوب أيضا، مثل الجرائم الكبرى في فض الاعتصامات بعـد خلق مبرراتها وأسبابها ثم تنميتها بالتهديدات وعدم الاستجابة لمطالب الإفراج عن النساء المعتقلات، للضغط على الموقوفين لانتزاع اعترافاتهم تحت التعذيب.
أدت هذه التصرفات إلى تنفيذ مخططات لم تعد غامضة الأهداف، وإن كانت في بعضها بلا ملامح حتى الآن، فالأيام كفيلة بسرد دوافع المجازر والإبادات التي تعرض لها العراقيون بمختلف أديانهم ومذاهبهم وقومياتهم وإن تفاوتت بحجم كوارثها بما يتناسب مع ما رصد لها من نزيف دم وإهانة وتوصيل رسائل معقدة، تقف خلفها أجندات فكرية وطموحات تنسج على منوال الأداء السياسي في إدارة الدولة.
أكثر من 15 سنة وأزمة الكهرباء تجتر ميزانية العراق وتستهلك الوزراء والشركات والتعاقدات وسوء الاختيارات الفنية للمنظومات في سلسلة تجارب استهلكت بقايا الثقة بين الدولة والمواطن، كما استنفدت الصبر وطاقة التحمل.
كان الهدف ربط العراق ومستقبله الاقتصادي بنظام الملالي في طهران، والحقيقة أن النظام السياسي لعمالته المفرطة ولقصر في رؤيته ارتهن مصيره بتاريخ علاقة أحزابه أو بالأحرى ميليشياته بذلك النظام في توقيت حرج كانت فيه رحى الحرب الإيرانية العراقية تدور بكل تداعياتها ودمويتها وبسلوكها المشين ضد بلادها.
نقطة ضعف الأحزاب الحاكمة هي تبعيتها للولي الفقيه، تبعية عقائدية تتجاوز الوطن وتجاهر بالاستسلام لمشروعه الطائفي في المنطقة، ليس من باب رد الوفاء لإيوائها فقط، بل لإيمان هذه الأحزاب بإمكانية تحويل العراق، أرضا وشعبا، إلى ملحقية تابعة للسفارة الإيرانية في بغداد.
قطع إمدادات الكهرباء بقرار إيراني وضع حزب الدعوة والأحزاب الطائفية أمام فقرة المساءلة عن أسباب سوء الأداء وتراجع سقف إنتاج الولاء للمرشد، في فترة أحوج ما يكون فيها إلى تثبيت إرادته وتجارته وميليشياته وخروقاته للعقوبات المقبلة على نظامه وتمدده الإرهابي.
تؤكد المصادر أن فائض إنتاج الكهرباء في إيران يقترب من 15 ألف ميغاواط، بينما استهلاك العراق من تلك الطاقة 1200 ميغاواط، لهذا يكون عدم التسديد بالعملة الصعبة أحد الموجبات المنطقية لقرار القطع، لأنه في المحتوى يدلل عن خلل في طبيعة العلاقة التقليدية بين النظام الإيراني وميليشياته الحاكمة في العراق، وهي خطوة تنفيذية في استجابة صريحة للتبليغات الأميركية وما يتعلق منها بالعقوبات رغم ما في عقود الكهرباء مع إيران من صفقات فساد سياسية واقتصادية تعمدت إضفاء الشرعية القانونية على تزويد إيران بأموال تعادل إنشاء محطات توليد طاقة كهربائية تغطي حاجة العراق بأكثر من الضعف.
قطع إمدادات الكهرباء من إيران بمثابة تبليغ رسمي مقابل للولايات المتحدة بعدم السماح لأي تململ أو تغيير يطرأ على جوهر العملية السياسية؛ وباتجاه آخر تصبح المعادلة مفتوحة على كل الاحتمالات في إبقاء العراق ضعيفا ومنهارا وهامشيا وخاضعا للإملاءات الإيرانية، إن في إثارة الشارع أو الانتقام منه، لأن شعب العراق هو من قاتلهم ومنع احتلالهم لأراضيه، لذا مقولة إن القادة والضباط والطيارين هم فقط على لائحة الانتقام والثأر لم تعد تفي بتنفيذ لائحة أهدافهم.
ما لا يغتفر للعراقيين ما قامت به الجماهير المنتفضة من حرق لصور الخميني في إشارة تلقفتها ميليشيات الحشد الشعبي وزعماء حزب الدعوة وغيرهم من عملاء إيران، وكذلك القيادة في طهران، ورغم أنهم تجاهلوا إعلاميا الخوض في الآثار الجانبية، إلا أنهم سارعوا إلى ترميم الصور واللافتات بما ينذر بتصعيد ردة الفعل تجاه التظاهرات أو بواجبات المندسين فعلا من الميليشيات المتمرسة على خلق مبررات العنف.
استعـراض الفعاليات السيـاسية والدينية ومهـازل الإرهـاب والفساد والكراهية لن يبني دولة، وطاعة المرشد لن تكون فريضة على العراقيين الذين كسروا حاجز الخوف والانقياد الأعمى وتعلموا الدرس من كارثة الموصل وانتفاضة الشعوب الإيرانية على نظام الملالي المتخلف بما تسبب به من جوع وفقر وعطش وقمع مستمر طيلة 40 سنة.
محاولة دهس المتظاهرين بالعجلات العسكرية من قبل سلطة الوقت الضائع في مدن العراق، تهور يشبه ما قامت به القوات الأمنية عند مهاجمتها لمعسكر أشرف للمقاومة الإيرانية قرب مدينة الخالص، بما يؤكد نوعية الأوامر ومصادرها وتدريبها وما تنبئ به الأيام القادمة من استنفار في سلاح الميليشيات لمواجهة تظاهرات الصيف أو الشتاء.
2 بين الحشد الشعبي في العراق والحوثي في اليمن يا قلبي لا تحزن!! أحمد بودستور الوطن الكويتية
الحكمة العربية تقول (بقدر الهموم تكون الهمم) والهموم تحوم حول دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الكويت فنجد من الجنوب هناك اليمن التي يعيث فيها الحوثي الوكيل الحصري للراعي الرسمي للإرهاب العالمي النظام الإيراني فسادا ودمارا ومن الشمال أيضا يعيث ذراع النظام الإيراني العسكري الحشد الشعبي فسادا ودمارا في العراق .
إن منطقة الخليج بين سندان العراق ومطرقة اليمن وبعد أن اجتاحت المظاهرات والفوضى المدن العراقية هناك مخاوف أن يتكرر السيناريو اليمني في العراق وبدعم مكشوف من النظام الإيراني سوف يتمكن الحشد الشعبي من السيطرة على بغداد وباقي المحافظات العراقية فهذه الميليشيات بالتفاهم مع عصائب الحق وفيلق بدر تتصدى للمتظاهرين من الشعب العراقي وتستخدم القوة المفرطة معهم فهناك قتلى و جرحى ومعتقلين فهي تقوم بمهمة الجيش العراقي الذي يرفض أن يطلق النار على المتظاهرين المدنيين الذين يطالبون بمطالب عادلة بطريقة سلمية .
إن ما حدث في اليمن هو انقلاب الوكيل الحصري للنظام الإيراني على السلطة الشرعية بمساعدة المقبور علي عبدالله صالح وكذلك النظام الإيراني الذي يرسل الأسلحة والصواريخ الباليستية والمستشارين لعصابة الحوثي من خلال ميناء الحديدة.
الوضع في العراق أسهل بكثير من اليمن بالنسبة للنظام الإيراني فهناك حدود مشتركة بين العراق وإيران طولها آلاف الكيلومترات وهناك أحزاب وكتل سياسية وميلشيات عسكرية موالية للنظام الإيراني ومستعدة أن تنفذ الأجندة الإيرانية متى ما طلب النظام الإيراني منهم ذلك فهم ولاؤهم ليس للعراق بل لإيران.
لاشك أن النظام الإيراني وراء الفوضى التي يعيشها العراق وذلك لعدة أسباب فبعد العقوبات الأمريكية تحاول إيران بمساعدة أذنابها في العراق وقف إنتاج العراق من النفط حتى ترتفع أسعار البترول وتفشل الدول المنتجة في تعويض النفط الإيراني والعراقي والذي يصل إلى 5 ملايين برميل يوميا.
أيضا هناك سبب هو خلق فراغ دستوري في العراق حتى تضغط على الكتل السياسية بالموافقة على مرشحها لتشكيل الحكومة وكذلك تعيين رئيس وزراء جديد للعراق يكون مواليا للنظام الإيراني.
إن الشعب العراقي يشعر بالظلم بسبب سيطرة النظام الإيراني على العراق ونهب خيرات العراق ويترك المواطن العراقي تحت خط الفقر ولهذا هناك شعور بالكراهية ضد إيران والمطالبة برحيل هذا النظام القمعي وتحرير العراق منه .
نعتقد أن المجلس التنسيقي بين الكويت والسعودية جاء في الوقت المناسب فهناك مؤامرة إيرانية تلوح في الأفق وهي تأتي ردا على العقوبات الاقتصادية الأمريكية وملامحها هي أن تعم الفوضى المدن العراقية وهنا يبرز الحشد الشعبي الحليف للنظام الإيراني كقوة تتصدى للمتظاهرين من الشعب العراقي وبعدها تفرض شروطها على الكتل السياسية العراقية بالقوة وهنا يتكرر النموذج اليمني ولكن بالشكل العراقي ويكون على حدود الكويت والمملكة العربية السعودية ولذلك ينبغي الحذر من هذا المخطط والاستعداد له والتصدي لهذه المؤامرة الإيرانية. لا أحد يريد أن يكون هناك تدخل عسكري من التحالف العربي في العراق كما حدث في اليمن ولكن ينبغي توقع غير المتوقع خاصة في ظل تخاذل أمريكي كما يحدث في سوريا وأن يكون هناك استعداد لأي طارئ ودعم الكتل السياسية الوطنية التي ولاؤها للعراق وكذلك دعم الشعب العراقي الذي يجثم على صدره النظام الإيراني وحسنا فعلت الحكومة الكويتية بتزويد العراق بمشتقات البترول لتشغيل محطات الكهرباء بتوجيهات من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله وأن يكون هناك تواجد للدول الخليجية في العراق وعدم ترك الساحة العراقية للنظام الإيراني.
إن الأمة العربية ابتليت بهذا الوباء الذي هو أشبه بداء السرطان الذي يتمدد في الدول العربية ويهدد أمنها واستقرارها وهو النظام الإيراني الذي يسعي لمحاصرة دول الخليج من خلال الحشد الشعبي في العراق والحوثي في اليمن فهو لايستطيع المواجهة لأنه جبان ونمر من ورق لذلك يحارب بالوكالة من خلال أذنابه من الخونة في الدول العربية مثل حزب الله والحشد الشعبي والحوثي وباقي الأذناب المعروفة.