1 إرباك إمدادات النفط العراقي لإنقاذ صادرات نفط إيران سلام سرحان العرب بريطانيا
تعطيل صادرات النفط العراقية هو الوسيلة الوحيدة لتفادي خنق العقوبات الأميركية لصادرات النفط الإيرانية.
النفط العراقي في تقاطع النيرانمع تصاعد الاحتجاجات في وسط وجنوب العراق، تتزايد المخاوف من أن تلجأ إيران من خلال الجماعات الموالية لها إلى توجيه غضب المحتجين إلى إرباك صادرات النفط العراقية، كوسيلة أخيرة لتفادي الخنق الوشيك لصادراتها النفطية بموجب العقوبات الأميركية. هناك اليوم جهود عالمية كبيرة لتعويض الإمدادات الإيرانية، لكن إرباك الصادرات العراقية يمكن أن يضعها أمام سيناريو مختلف قد يدفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة بسبب عدم وجود طاقة إنتاج إضافية لدى المنتجين لتعويض إمدادات البلدين. ويمكن لتعطيل صادرات العراق أن يفتت عزيمة واشنطن على خنق الإمدادات الإيرانية، لأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشكو منذ الآن من ارتفاع أسعار النفط ويضغط على منتجي منظمة أوبك لزيادة الإنتاج. المفارقة أن انفجار الغضب في محافظات وسط وجنوب العراق له سبب وحيد هو فساد الطبقة السياسية وخاصة الأحزاب الدينية الموالية لإيران، والتي تدير الحكومة الاتحادية في بغداد والحكومات المحلية في تلك المحافظات منذ أكثر من 15 عاما.
المحور المهيمن على هتافات المحتجين هو المطالبة بإزالة النفوذ الإيراني من العراق. لكن ذلك لا يمنع إمكانية تلاعب جهات بمشاعر الغاضبين لتحقيق أهداف تناقض ما خرجوا من أجله. ولمنع سوء الفهم، ينبغي التأكيد على مشروعية انتفاضة العراقيين ضد الأوضاع المزرية التي يعيشونها في ظل انعدام الخدمات وتفاقم انقطاع الكهرباء ووصولهم إلى العطش في ظل انقطاع المياه وارتفاع ملوحتها التي دمرت مصادر العيش المعتمدة على الزراعة. وتشير التسجيلات التي تتداولها وسائل الإعلام إلى تأكيد قادة المتظاهرين على سلمية الاحتجاجات والحذر من المندسين الذين يمكن أن يدفعوا الغاضبين إلى مهاجمة البنية التحتية وخاصة المنشآت النفطية وموانئ التصدير. لا نريد أن نبالغ في مدى جدية هذا السيناريو، لكن الجميع وبضمنهم قادة المتظاهرين والحكومة العراقية يدركون خطورة أن تنزلق الأوضاع إلى فوضى شاملة بسبب سهولة توجيه الغضب بأصابع خفية لخدمة أغراض خصومهم. في الصورة الأوسع، تجد حكومة إيران نفسها منذ شهرين في طريق مسدود، منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي قبل شهرين، والذي أدى إلى فقدان العملة الإيرانية لأكثر من نصف قيمتها منذ ذلك الحين. تدرك طهران، التي تعاني من أزمات اقتصادية خانقة رغم تصدير 2.5 مليون برميل يوميا، أن عزم واشنطن على إيقاف جميع صادراتها النفطية سيقطع شريان الحياة الوحيد ويؤدي حتما إلى ثورة عارمة تنهي النظام الحاكم. وسبق أن لوح الرئيس حسن روحاني بأن على العالم ألا يتوقع استمرار صادرات نفط دول المنطقة إذا تم خنق صادرات نفط إيران بالعقوبات الأميركية. وقد أيده قادة الحرس الثوري بشدة وبينهم قائد فيلق القدس قاسم سليماني. وقد فهم العالم حينها أن طهران تقصد إغلاق مضيق هرمز، الذي يمر من خلاله أكثر من ربع صادرات النفط العالمية. وسارع المحللون إلى تأكيد أن ذلك شبه مستحيل فنيا وأن طهران يمكن أن تتعرض لضربة عسكرية فورية إذا حاولت ذلك. اليوم يبدو أن هناك وسيلة أخرى لمواجهة خنق صادرات النفط الإيرانية، من خلال استخدام أتباعها في توجيه غضب العراقيين إلى تعطيل المنشآت النفطية. أزمة تشكيل الحكومة العراقية يمكن أن تدفع أطراف إلى تغذية بذور الفوضى الشاملة بسبب ولائها لإيران، التي تشتد حاجتها إلى إبقاء نفوذها في العراق كنافذة لتخفيف أثر العقوبات الأميركية الوشيكة. كما أن تلك الأطراف مهددة بمصير قاتم إذا ما تم إقصاؤها من تشكيل الحكومة، وخاصة ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي وتكتل النصر بزعامة هادي العامري، الذي يضم 3 ميليشيات على قائمة الإرهاب الأميركية. ومع انسداد الطرق أمام تلك الأطراف فإنها ستكون مستعدة لأي سيناريو كارثي ينقذها وينقذ إيران حتى لو كان بإحراق العراق.
2 العراق بعد ستين عاما خيرالله خيرالله
العرب بريطانيا
يعتبر ما يشهده الجنوب العراقي في هذه الأيام، التي تمر فيها ذكرى الانقلاب العسكري للعام 1958، تتويجا لتدهور مستمر قضى على العراق الذي لم ير يوما أبيض منذ ستين عاما.
لا يبدو أنّ هناك أي أمل في الأفق بالنسبة إلى العراق
يدفع العراق حاليا ثمن ما ارتكب قبل ستين عاما، يوم الرابع عشر من تموز – يوليو 1958. لا يمكن فصل أحداث الجنوب العراقي القابلة للتمدد إلى بغداد عن تاريخ عمره ستة عقود. بدأ هذا التاريخ، تاريخ العراق الحديث، بمجزرة قصر الرحاب حيث قضي على أفراد الأسرة المالكة الهاشمية التي كانت تحكم البلد، وانتهى بسيطرة مجموعة من العسكر على السلطة. مهّد ذلك لوصول حزب البعث بكلّ تخلّفه، ثم للاحتلال الأميركي الذي أنتج نظاما فاشلا وفاسدا ومتخلفا في كل مجال من المجالات صار عمره خمسة عشر عاما.
يعتبر ما يشهده الجنوب العراقي في هذه الأيام، التي تمر فيها ذكرى الانقلاب العسكري للعام 1958، تتويجا لتدهور مستمر قضى على العراق الذي لم ير يوما أبيض منذ ستين عاما. كانت العقود الستة التي مرت منذ مجزرة قصر الرحاب بمثابة كابوس كشف ما يمكن أن تؤدي إليه الانقلابات العسكرية، وإلى أين يمكن أن تصل ببلد كان قادرا على أن يكون بين الأفضل، بل الأفضل من كلّ النواحي، في المنطقة.
كان العراق، بفضل ما يملكه من ثروات، في مقدّمها ثروة الإنسان، مؤهلا لأن يكون، لو سمح له بالتطور بطريقة طبيعية بعيدا عن الشعارات الطنانة، من نوع تحرير فلسطين، أحد النمور الاقتصادية في المنطقة. ولكن ما العمل عندما صار عليه أن يدفع ثمن المدّ القومي العربي الذي أسس له جمال عبدالناصر بانتصاراته الوهمية. تلت انقلاب 1958 مرحلة تسلط العسكر، ثمّ جاءت الحروب التي تسبب بها صدّام حسين، وصولا إلى الاحتلال الأميركي الذي جعل العراق، عمليا، تحت الهيمنة الإيرانية المباشرة وغير المباشرة، وذلك منذ أكثر من خمسة عشر عاما.
ما الذي يمكن أن تؤدي إليه سنوات طويلة من المآسي المتتالية غير ذلك المشهد الذي نراه اليوم في البصرة والنجف والناصرية ومدن وبلدات أخرى في الجنوب؟ ما الذي يمكن أن تؤدي إليه سنوات طويلة من حكم الجهلة، من عسكر وبعثيين، توجت بنظام فاسد تتحكّم به الغرائز المذهبية والميليشيات التي تسيّرها إيران؟
ليس غياب الكهرباء عن البصرة سوى جانب من جوانب المآسي العراقية التي يمكن تعدادها بالجملة والتي يختزلها سؤال في غاية البساطة: أين ذهبت الأموال التي جناها العراق من نفطه منذ العام 2003؟ كيف يمكن أن تصرف كلّ هذه الأموال من دون أن تكون في البصرة كهرباء؟
ما نراه اليوم يحدث على الأرض العراقية ليس مجرّد انتفاضة شعبية لشباب يبحث عن كهرباء وفرص عمل في بلد مفلس لا تزال أحواله تسير نحو الأسوأ في كلّ يوم. إنّه بلد توزع الناخبون فيه على أحزاب مذهبية لا تمتلك أي برامج سياسية أو اقتصادية. بلد صارت فيه الجامعات مكانا لممارسة الشعائر الدينية، بدل أن تكون مراكز علمية تخرّج أطباء ومهندسين وعلماء وتستفيد من الثورة التكنولوجية التي يشهدها العالم.
لعلّ أخطر ما شهده العراق في السنوات الأخيرة يتمثل في تمزيق ما بقي من النسيج الاجتماعي للبلد. في أساس ذلك تحكّم الأحزاب المذهبية بكلّ نواحي الحياة وفرضها قيما لا علاقة لها بكلّ ما هو حضاري في هذا العالم. لم يعد مكان في العراق لربّ عائلة يريد تربية أولاده بطريقة سليمة. لم يعد هناك من مستقبل لغير الفاسدين الذين يعملون لدى أحزاب دينية أو لمنافقين قبلوا أن يكون بلدهم مجرّد تابع لإيران.
أين كان العراق قبل ستين عاما؟ وأين صار الآن؟ الأكيد أن النظام الملكي لم يكن نظاما مثاليا، لكنه كان نظاما قابلا للتطوير. كانت العائلة الهاشمية تمتلك قيما مختلفة أبعد ما تكون عن ممارسة العنف. كانت هناك في العراق قيم تستند إلى التسامح والانفتاح على العالم، على الغرب تحديدا. لم تكن هناك قيم تقوم فقط على إلغاء الآخر لمجرّد الشك في ولائه. فوق ذلك كلّه، كانت هناك استعانة بأفضل العراقيين لتولي المناصب العامة بغض النظر عن الدين والطائفة والقومية. هل يعقل أن يكون الآن في العراق رجل دين لا يمتلك أي ثقافة سياسية من أيّ نوع يسعى إلى قيادة البلد وتنظيم الحياة السياسية فيه؟
لعلّ أخطر ما يمرّ فيه العراق حاليا أمران. يتمثل أوّلهما في فشل الأكراد، في ضوء النتائج الكارثية لقرار السير في الاستفتاء على الاستقلال في أيلول – سبتمبر الماضي، في إقامة منطقة تشكل نموذجا ناجحا لما يمكن أن يكون عليه العراق مستقبلا.
أمّا الأمر الثاني فيتمثل في إمكان استخدام إيران للعراق في عملية تستهدف التأثير على إمدادات النفط في العالم. من هذا المنطلق ليس مستغربا أن يكون كلام المسؤولين العراقيين عن وجود “عناصر مندسة” تعمل على تصعيد الموقف يستهدف الإشارة إلى عناصر تابعة لإيران. ما لا يمكن تجاهله أن إيران تمرّ حاليا في مرحلة صعبة في ظل مخاوف من مزيد من العقوبات الأميركية يكون التركيز فيها على تصدير نفطها.
لا يمكن استبعاد فرضية أن إيران التي هددت بإغلاق مضيق هرمز في حال منعها من تصدير نفطها، تريد توجيه رسالة عشية قمة دونالد ترامب – فلاديمير بوتين. فحوى الرسالة أنّه إذا لم تكن إيران قادرة على إغلاق مضيق هرمز، فهي قادرة على استخدام العراقيين في تعطيل عملية تصدير النفط العراقي. سيكون لذلك تأثير كبير على السوق العالمية وعلى سعر برميل النفط.
أيّا تكن أبعاد التحرك الشعبي في الجنوب العراقي، وبغض النظر عمّا إذا كان عفويا بالفعل، وهو عفوي في جانب منه، وبغض النظر أيضا عمّا إذا كان سيصل إلى بغداد، هناك مشهد حزين لا مفرّ من التوقف عنده. في خلال ستين سنة جرت عملية تدمير ممنهجة للعراق. بدأها الغوغاء الذين قتلوا أفراد العائلة المالكة، بمن في ذلك فيصل الثاني. تحدث هؤلاء بعد ذلك عن “ثورة”. كيف يمكن لضباط حاقدين من أشباه الأمّيين وضيقي الأفق، ضباط لا يؤمنون سوى بالقتل، القيام بثورة؟
لم تنته عملية التدمير هذه بعد، على الرغم من أن إيران التي كانت الشريك الآخر في الحرب الأميركية على العراق، انتقمت من كلّ طيّار وضابط كبير شارك في حرب 1980 – 1988، بل عملت على تدمير كلّ مرفق عراقي ذي أهمية حيوية، وأشرفت مباشرة على عمليات تطهير ذات طابع مذهبي في كلّ المدن والمناطق العراقية.
لا يبدو أنّ هناك أي أمل في الأفق بالنسبة إلى العراق، على الرغم من وجود شعور عام برغبة في التخلص من الهيمنة الإيرانية، حتّى لدى الشيعة. أسوأ ما في الأمر أن إيران قد تكون في وضع يمكّنها من استغلال نفط العراق لمآرب خاصة بها. تبدو إيران وكأنها لم تشبع بعد من الدم العراقي ومن كلّ ما جنته إلى الآن من الاحتلال الأميركي لهذا البلد الذي صنع في الماضي القريب، أي قبل ستين عاما، أملا بأن يقوم في المنطقة كيان سياسي من نوع آخر قابل للتحول إلى دولة حديثة.
3 العراق يشهد صحوة وطنية ضد حلفاء أمريكا وارث احتلالها محمود كامل الكومى راي اليوم بريطانيا
مَن أتى على ظهر دبابة الأستعمار والطغيان , وأستباح لنفسه تصفية الحساب وتنفيث الغل والأحقاد – على حساب الشعب والأوطان -وذاب الى مالانهاية حتى غدا مُحَللاً للأمبريالية والصهيونية والأستعمار , ورأى فى قصف الطائرات العملاقه لكل جزء من العراق بأسلحة الفتك والدمار ومنها المحرمة دوليا سواء كانت ذرية او مايشابهها , سيمفونية تعزف على أوتار أشلاء الأطفال الصغار ليصير أنينهم نغم هادر على شاطىء دجلة والفرات فى سمع وبصر قيادات جاءت من الخارج تسمى معارضة العراق لحكم صدام , وفى محجر أعينهم تبدل الدم القانى فى الرافدين بفعل الدماء التى أسالها مارينز الأمريكان لشهداء الشعب العراقى , عذب فرات , وبدا زفير أنفاسهم مصدر أستِزادة وتلذذ من أفراد الجيش الأمريكى وهم يهدرون أدمية قاطنى سجن أبو غريب , ويمارسون معهم الشذوذ واللواط , فكانت المعارضة العراقية الآتيه من أوروبا وأمريكا الأكثر سادية من قوات الأحتلال الأمريكية , وبدت هى العار وآلة الدمار الأمريكية , وهى مازالت الى الآن يلحقها حكم المحلل لطلاق بائن بينونة كبرى , والمُحلل هنا فى حكم الديوس , والزواج الآتى بعده زنا .
أربعة عشر عاما منذ الغزو الأمريكى لبغداد والزاحف على ظهر دباباته وعلى متن طائراته وفوق اجنحة صواريخه المدمرة من تسمت بالمعارضة العراقية , التى آتت وهى فى غبطة وأنشراح أن يدمر ويحتل العراق , وقبلت أن ينظمها “برامير” ويُسيرُها على وقع دستوره الذى فتت البلاد , وعمق الفتن الطائفية , والنعرة المذهبية , وصار الأقتتال على كل الألوان وبين كل النحل والقوميات والأثنيات بل والأديان , وكان الهدف الدنيىء للأحتلال تجريف ميزبوتاميا من الحضارة والتاريخ , فصار النهب المنظم لأثار العراق ,تحت وقع وسمع من ولاهم الأحتلال مظهريا حكم العراق ممن آتى بهم على ظهور الدبابات , وأمام أعينهم قتل الموساد والمخابرات الأمريكية خيرة أبناء العراق من العلماء فى كافة المجالات .
لايشفع للمعارضة العراقية أنها آتت مع الأمريكان لتخليص البلاد من حكم الديكتاتور , ولتنعم العراق بالحريات , فقدغام عنها العقل وأعماها الغل وصارت كالمجنون الذى يستثار ,فلم تدرك معنى القاعده الشرعية أخف الضررين ,فأنحازت الى كل الضرر والضرار , وبدت أدة لتدمير البنية التحتية والأقتصادية للعراق فأعادت العراق الى مابعد اجتيحاح المغول لبغداد.
لم تكن افغانستان بعيدة عن أعين حكام العراق الآن – وهم من آتى بأغلبهم الأحتلال الأمريكى – فقد كان عليهم ببصيص من ضوء أن يدركوا حقيقة الغزو الأمريكى لأفغانستان وأدواته الذين حكموا هذا البلد من خلال المخابرات الأمريكيه فحولوها الى مجاهل التاريخ , وأستوطن الأحتلال الأمريكى فيها الى الآن, فكيف لم يدركوا ذلك اِلا لأنهم أدوات لتنفيذ مهمة الأحتلال , ولو كانوا غير ذلك لألهمهم الله العقل الراجح والبصيرة المتقدة ليقفوا حائلا بين العراق والأحتلال الأمريكى , أى ما كان صدام!.
لم يرض الأحتلال الأمريكى أن يغادر العراق اِلا وأرسل لها من يعيث فى الأرض فساد فكانت داعش نسيج من الصهيونية والأمبريالية الأمريكية ,وعلى أثرها ,عاد الأمريكان فى صيغة خبراء وطيران ومارينز من جديد بمقولة دعم من أتوا بهم كمحلل لخراب البلاد , وغدت قواعد أمريكية , فى حضرتها دخلت تركيا شمال العراق , وعلى الخط ايضا لابد أن تتواجد ايران , طالما استعان الأكراد بالصهاينة الأسرائيلين.
أربعة عشرعاما منذ سقوط بغداد وحكم صدام والقوى الآتيه مع الأمريكان والمنتظمة بدستور “برايمر” تحكم العراق على وقع الفساد وأنهيار الخدمات , والتساهل مع سرقة بترول العراق , الى أن عم الفساد ربوع البلاد وأستشرى وصارت الكهرباء فى عز الحر والقيظ غير موجوده اِلا فى نادر الساعات ومياه الرافدين بدت تشح بعد فيضان , وصار الغلاء عنوان كبير , خاصة مع تدهور الدينار العراقى كل يوم , وبدت الحكومات والبرلمانات , تأخذ منحى هنا وهناك بعيدا عن خدمات شعبنا العراقى ورفع المعاناة عنه خاصة وانه يعانى منذ العام 1990 الى الآن , لانقول ان ترفع المعاناة كليا لكن الشعب العراقى أدرك انه يدور فى حلقة مفرغة من التوهان وشظف العيش وتدنى الخدمات , وأدرك ان هناك من صنع منطقة خضراء يلوذ بها علية القوم والحكام , متعمدا أَلا يبالى بسكرة الموت التى بدت على شعبنا العراقى فراح يلملم أطرافه ويستجمع قواه ويثور على من حولوا قصور صدام الى مضاجع للأمريكان , وأحتموا فى منطقتهم الخضراء وزرعوا الفساد .
بدأت مظاهرات شعبنا العراقى فى البصرة جنوب البلاد وأمتدت الى النجف مرقد الأمام , ومنها الى كثير من الأنحاء , قد تمتد فتخمد وقد تعم أرجاء البلاد – وهنا السؤال .. هل يدرك حكام البلاد أن اس البلاء أنهم أمتطوا دبابات الأحتلال فأحتلوا العراق ؟ فخنعوا الآن لكل مطالب الأمريكان وأن الأمريكان لايبغون للعراق نهضة أو فواق – اِذا أدركوا ذلك فعليهم التكفير عن ذنبهم والتصدى للأمريكان والأنصياع لمتطلبات الشعب العراقى الذى فاض به الكيل الآن .
وغير ذلك معروف فالثورة آتيه مهما الأيام تطول .
4 هل يتحرر العراقيون؟ د. شملان يوسف العيسى الاتحاد الاماراتية
دعا زعيم تحالف «سائرون» الفائز في الانتخابات العراقية الأخيرة، مقتدى الصدر، الكتل السياسية العراقية إلى قطع حواراتها حول تشكيل الحكومة مع الولايات المتحدة ودول الجوار (في إشارة إلى إيران)، مؤكداً أن هذا الأمر عراقي فحسب. ودعا إلى خلق تحالف عابر للمحاصصة الحزبية والطائفية والقومية، ناصحاً جميع الكتل السياسية بالابتعاد عن التخندقات والتحالفات الطائفية والعرقية المقيتة.
والسؤال هنا هو: كيف يمكن تشكيل تحالف وطني بعيداً عن الطائفية في الوقت الذي يجتمع فيه زعيمان سنيان هما نائب الرئيس العراقي وزعيم تحالف «القرار» أسامة النجيفي، ورئيس البرلمان السابق سليم الجبوري، ويجريا مباحثات منفصلة مع مبعوث الرئيس الأميركي ماكفور برت حول جهود الكتل السياسية الرامية إلى تشكيل الحكومة المقبلة؟
ومن طرف آخر، فقد اجتمع نجل المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامئني (مجيتي)، ومعه اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني، وأجريا مباحثات مع قادة التحالفات الشيعية لحثهم على تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر التي سترشح رئيس الحكومة المقبلة.
ومن طرف آخر أيضاً، قال نيجرفان بارزاني عند افتتاح أكبر قنصلية أميركية على مستوى العالم في أربيل، يوم الجمعة 6 يوليو الجاري، «إن افتتاح أكبر قنصلية أميركية في أربيل له أهميته، ويعني بقاء الوجود الأميركي في شمال العراق».
لذلك نتوقع أن تشهد المنطقة العربية، خلال الأشهر القادمة، أحداثاً ومفاجآت لم يحسب لها أحد حسابها. وعلى ما يبدو فإن واشنطن تسعى إلى تحويل العراق إلى ساحة نزاع للأطراف الإقليمية والدولية، وستكون كردستان ضحية من ضحايا السياسة الأميركية الجديدة التي تحاول جاهدة زج المنطقة في حروب وصراعات دامية، وذلك من أجل التلاعب بمصير وثروات هذا الجزء من العالم وتحويل دوله إلى سوق دائم للسلاح الأميركي.
هل يمكن أن تتحقق تمنيات الزعيم مقتدى الصدر بتشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية، بعيداً عن تأثيرات إيران أو الولايات المتحدة؟ وكيف يمكن التخلص من الأحزاب الطائفية، السُنية والشيعية والكردية، بينما كل طرف منهم لديه مصلحة حزبية أو طائفية مع طهران أو واشنطن؟
مشكلة العراق أن كثيراً من الوزراء ونواب البرلمان وأعضاء السلطة القضائية فيه، أياديهم ملطخة بالفساد، وهم يستغلون اللعبة الديمقراطية والانتخابية حتى يعاد انتخابهم كل أربع سنوات.
والسؤال مجدداً هو: كيف يمكن إصلاح الوضع في العراق؟
ليس من السهل التكهن بالمستقبل العراقي، لأن هناك دولاً في الإقليم وخارجه لديها أنصارها في العراق، وهم يتحركون حسب مصالح الدول الداعمة لهم. فارتباط الساسة العراقيين برعاتهم الخارجيين أقوى من ارتباطهم بالعراق نفسه.
وحتى نكون واقعيين، لا يمكن إصلاح الوضع في العراق من دون إصلاح المجتمع العراقي نفسه.. فالشعب هناك بدأ يعي حقيقة أن الساسة والمسؤولين الحكوميين وممثلي السلطتين التشريعية والقضائية.. أغلبهم فاسدون ولا يمكن تغييرهم إلا عن طريق الانتخابات الديمقراطية النزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة.. وهذه العملية تحتاج إلى وقت.
واليوم ثار الشعب العراقي في محافظة البصرة، رافعاً مطالبه البسيطة، ألا وهي توفير الخدمات، من كهرباء وماء وطرق وصحة وتعليم ووظائف.. فهذا التحرك الشعبي هو الذي سيدفع الجميع للمشاركة في الانتخابات لاختيار قيادات جديدة.
5 اطلبوا الأمن ولو بالصين
مبارك مزيد المعوشرجي الراي الكويتية
بعد تجربة الغزو العراقي الغاشم علينا، لم تعد القيادة السياسية للبلد تتردد أو تشاور أو تجامل أحدا عندما يتعلق الأمر بسلامة الوطن واستقراره للخطر، لذلك كانت سلسلة الاتفاقيات الاقتصادية والاستراتيجية والاستثمارية مع جمهورية الصين التي وقعها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد – حفظه الله ورعاه – ضرورية… فالقوة الاقتصادية والاستراتيجية مع الدول الكبرى لا تقل عن قوة العتاد والرجال، فاستثمار بمئات المليارات واتفاقيات تجارية وإنشاء الموانئ وفتح ممرات مائية للناقلات الضخمة مع دولة بحجم الصين التي استطاعت وبسرعة ملء الفراغ الأمني الذي خلقه انسحاب القوات الغربية من الشرق الأوسط.
اتفاقيات فيها دعم للكويت وجوداً وحدوداً، لذلك لقيت هذه الاتفاقيات الرضا والترحيب من الشعب الكويتي، ومن امتعض له أجندات خارجية. وكان من الطبيعي أن تجد هذه الاتفاقيات الانتقاد مِن مَن يريدون أن تكون الكويت مختطفة الرأي والقرار والتابعة لسياسات ليست لها فيها مصلحة… فبعد اضمحلال دور الجامعة العربية وتصدع مجلس التعاون الخليجي المشترك، بدأ البحث عن المصالح الوطنية وتبدل الحديث عن القضايا القومية وتحرير فلسطين إلى كلام عن صفقة القرن والصلح مع إسرائيل.
والكويت هي الدولة الوحيدة التي لم تصطف في طابور السلام، وإن كان لا بد من الصلح، فليكن مع الجارة المسلمة إيران، ولنحكم العقل على العاطفة، وألا تدفع دول الخليج فاتورة حرب ترامب مع النظام الايراني كما يطالب، فقد قلت وكررت قولا مصريا مأثورا «المتغطي بأميركا عريان»، فلا فرق بين أوباما وترامب بتقديم مصلحة إسرائيل الأبدية على مصالح بقية دول العالم.
6 آلام جنوب العراق وأسباب الحراك غانم النجار الجريدة الكويتية
على شط العرب في مدينة البصرة هناك منطقة تدعى البراضعية تطل على الشط، وهي للأثرياء، وليس ببعيد عنها أقام الحاكم السابق قصراً داخله جسران، إلا أنه لم يزره إطلاقاً. بعد السقوط في 2003 اتخذت بعض وحدات القوات البريطانية من ذلك القصر مقراً لها.
في المقابل، وعلى مسافات متباعدة ومتكررة، كما هي آلام البصرة المتكررة، تقع مناطق “الخمسة ميل والجمهورية والحيانية”، وهي مناطق مخصصة للفقراء و”طايحين الحظ”، كما يقول صديقي البصراوي أبونواف. شريط الفقر يحيط بالمدينة كإحاطة السوار بالمعصم.
انطلاق التظاهرات في البصرة والمناطق الجنوبية من النجف إلى الناصرية إلى العمارة والمثنى والحلة، وإن كانت البصرة – كما هي العادة – تبدأ الشرارة الأولى بها، لم يكن غريباً، بل كان عدم انطلاقها مستغرباً.
بالمقاييس السياسية والاقتصادية الممكنة، فإن العراق يعد من أغنى دول العالم، موقعاً وحجماً وموارد وسكاناً وتنوعاً، فلم يكن مستغرباً كون هذه الرقعة الجغرافية مهداً للحضارات؛ سواء أطلقنا عليها العراق كما يعرف اليوم، بعد تفاهمات بريطانية – فرنسية عقب الحرب العالمية الأولى، أو أي اسم آخر، فالمنطقة مليئة بالتسميات والأديان واللغات والثقافات، تنوع لا تنوع بعده.
تكالبت على العراق القيادات السياسية الركيكة أو الفاسدة أو المغامرة، وسحبت الجسد العراقي على الشوك واستنزفت ثرواته وأحالته إلى بلد فقير. يقول الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب “وفي العراق جوع… ما مر عام والعراق ليس فيه جوع”. وللسياب حكاية سنعود إليها في مقالة لاحقة.
نزور العراق كغالبية جيل الخمسينيات منذ أن كنا أطفالاً، واستمرت الزيارات مع تقدم العمر، لم تكن تعجبني الأنظمة المتعاقبة لقسوتها وانفرادها بالسلطة وتصفية خصومها، ولكن البشر والأصدقاء والتنوع والثقافة والنخيل ودجلة والفرات والعمق التاريخي الحضاري لي معهم علاقة مريحة.
وأثناء الغزو سنة 1990 زرت العراق مرات كثيرة هذه المرة بشكل مختلف، حين نظمنا زيارات أهالي الأسرى في معتقلات بعقوبة وموصل وتكريت والرمادي، ثم لاحقاً حين تم أسرنا وإيداعنا في سجن بوصخير بشمال البصرة.
كانت الخدمات حين ذلك – قبل فرض أي حصار – في حالة سيئة بالمناطق الجنوبية والبصرة تحديداً، وبالذات في الماء والكهرباء والصرف الصحي. تحررت الكويت وعدنا إلى بلادنا واستمر الإهمال الكامل للمناطق الجنوبية.
وبعد سقوط النظام السابق بغزو أميركي، زرت العراق عشرات المرات في مهمات إنسانية، بدءاً مع الهلال الأحمر الكويتي، ثم مع منظمة العفو الدولية لمراقبة ورصد القوات الغازية ومدى التزامها بالقانون الدولي الإنساني، أو بدعوات متكررة من الأمم المتحدة. ترتب على ذلك زيارات لكل أطراف العراق من شمالها إلى جنوبها.
مهماتنا كانت إنسانية دفاعاً عن المدنيين، وكانت تتطلب دقة ومتابعة للسجون ومواقع الألم المنتشرة في الجنوب من سوق الشيوخ إلى كوت الزين إلى أبو الخصيب وغيرها. أما الأم البصرة، التي كنت أتوقع لها أن تكون قد تغيرت بعض الشيء عن التسعينيات وقبل التسعينيات، فظلت في حالة يرثى لها، وبالذات مرة أخرى في الماء والكهرباء والصرف الصحي.
كان يقال دائماً إن إهمال السلطة العراقية السابقة للجنوب ينطلق من منطلقات طائفية، ربما. فإن كان الأمر كذلك، فماذا جرى للجنوب بعد أن تغيرت السلطة؟ بعد 15 سنة من ذهاب تلك السلطة البائسة، لايزال الإهمال للجنوب سائداً، ولكنه هذه المرة بطعم أكثر مرارة.
7 فوضى على حدود العراق
عبد الرحمن الراشد الشرق الاوسط السعودية
صيف غير عادي في جنوب العراق، حر من جهنم، وبضع ساعات من الكهرباء في اليوم بعد أن قطعتها إيران، ودولة كبيرة بلا حكومة، عدا عن أن الصيف العراقي موسم مهيأ للمشاكل، وله سوابق في إشعال الفوضى والغزو والثورات.
المسافة بين مدينتي النجف والبصرة بعيدة، أكثر من أربعمائة كلم، ومع هذا وصلت الفوضى المدينتين. والبصرة تحديداً أكثر معاناة من بقية مدن العراق، ومن مسار الأحداث تبدو هناك نية مبيتة للتصعيد في الجنوب لإضعاف الحكومة المركزية وتهديد المنطقة. والعراق كله، لا البصرة وحدها، يصارع للخروج من بقايا مرحلتين مضطربتين. حَكم صدام، وكانت مرحلة كثيرة الحروب والأزمات دامت خمسة وعشرين عاماً، ثم مرحلة الغزو وما تلاه، حيث غرقت البلاد في الفوضى. وبعدها رأينا شيئاً من التعافي البطيء مع تولي حيدر العبادي الحكم.
فوضى البصرة نتيجة طبيعية لضعف السلطة المركزية، فالحكومة في بغداد مريضة ولا تستطيع أن تمارس دورها، نتيجة كثرة الشركاء في الحكم من ميليشيات ومرجعيات وأحزاب، وكذلك مع الصراع الإيراني الأميركي الذي بات واضحاً للجميع. ولا شك أن إيران تمثل التحدي الأكبر أمام قيام عراق مستقل ناجح، فالنظام في طهران يعتبر الجارة العراق امتداداً جغرافياً وطائفياً وملحقاً به. وهو خلال السنوات القليلة الماضية نجح في خلق كيانات أضعفت بغداد بقوة موازية مثل الحشد الشعبي، واتفاقات ثنائية غير عادلة، واستخدام لمداخيل النفط لتمويل عملياتها، والسعي للسيطرة الكاملة بفرض حكومة دمية لها. لم تنجح طهران تماماً، لكنها تمكنت من شلِّ السلطة في بغداد حتى أصبحت عاجزة عن توفير ما يكفي من الكهرباء، وعاجزة عن إخراج الميليشيات التي تُمارس التسلط على المدن، وعاجزة عن تأمين الوظائف، وعاجزة أيضاً عن وقف تدخلات إيران وميليشياتها في شؤون جنوب العراق.
وزاد الوضع حرجاً منذ انتهاء الانتخابات حيث توجد اليوم أزمة فراغ في الحكم ضاعف من المعاناة. وصارت أجهزة الحكومة شبه معطلة في انتظار إعلان اسم رئيس الوزراء ومن يدخل في التحالف وسط تراشق حزبي قد يطيل فترة الفراغ، ويمد في عمر أزمات البلاد. هذا بالنسبة للشأن الداخلي.
والعراق مع الكويت وإيران يشكل رأس الخليج الشمالي، وهي منطقة توتر محتملة دائمة نتيجة تشارك الثلاث قوى حدودها البرية والمائية، قواتها في قلق إضافة إلى وجود عسكري أميركي كبير براً وبحراً، ضمن توازن عسكري معقد في هذه المنطقة الحساسة.
إيران تريد أن تلعب نفس لعبة لبنان واليمن، بفتح جبهات جديدة لإضعاف خصومها وابتزاز المجتمع الدولي. الميليشيات في جنوب العراق مهيأة من قبل الحرس الثوري لأن تكون مثل حزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، كتائب متقدمة تحارب بالنيابة عن الحرس الثوري الإيراني.
نرى ملامح أزمة تريد إغراق منطقة الخليج بالفوضى وافتعال معارك داخل العراق وأخرى مع جيرانه، وسنسمع من طهران لاحقاً أنها مستعدة للتوسط وإيقاف الاقتتال مقابل الرضوخ لشروطها. ففي الضغوط الأميركية المتزايدة تحاول السلطات الإيرانية رفع الكلفة على الجميع، وإفشال خطة إدارة دونالد ترمب بخنق إيران اقتصادياً وسياسياً الذي يسعى لإجبارها على التوقيع على اتفاق نووي أفضل شروطاً من السابق. جنوب العراق قد يكون الملعب الجديد للنظام الإيراني بعد أن مني بخسائر هائلة في الحرب السورية نتيجة الهجومات الإسرائيلية على قواته وميليشياته هناك وتبدل الموقف الروسي ضده.
8 في العراق.. الجوع يجيّش الجموع ! هاني الظاهري عكاظ السعودية
الانتفاضة الشعبية التي تشهدها محافظات جنوب العراق هذه الأيام ليست نتاج معارضة سياسية أو توجيهات ودعوات حزبية أو طائفية كما قد يظن البعض، وإنما هي انتفاضة جياع بكل ما تعنيه الكلمة، فمعظم العراقيين الذين يرقدون على بحار من النفط، لم يعيشوا يوماً جيداً منذ أكثر من ربع قرن، إذ بدأت مأساتهم عقب غزو نظام صدام حسين للكويت وما تبع ذلك من حصار اقتصادي امتد لسنوات دفع ثمنه الشعب المغلوب على أمره ثم انتهى الحصار باحتلال الولايات المتحدة للعراق، لكن الحال لم تتغير بعد ذلك، إذ دخل العراقيون في دوامة جديدة من الصراعات الحزبية والطائفية والسباق على مكاسب السلطة، وعانوا من التدخل الإيراني الاستعماري الناعم ومن ثم الحرب على الإرهاب حتى وصل بهم الحال إلى ما هو عليه اليوم.
فصل طويل من المعاناة والمرارة لا يمكن طيه بسهولة، ولن يشعر به سوى المواطن العربي العراقي المظلوم الذي لا ذنب له في الحياة غير أنه وُلد في هذه البقعة من العالم خلال أسوأ مراحلها التاريخية، لكن هذا الإنسان الجائع أدرك اليوم أن الشعارات الطائفية والحزبية لا تُطعم خبزاً ولا توفر ماءً أو علاجاً ولا يمكنها أن تولّد الكهرباء أيضاً.
أدرك العراقي فوق ذلك أن السياسيين الذين رفع صورهم وجاب بها الشوارع معادياً إخوته من أجلهم، عاجزون تماماً عن معالجة أزماته المتتالية، ما دفعه للخروج اليوم صارخاً في الطرقات ضد كل شيء بلا استثناء متوحداً مع أخيه العراقي دون التفات لطائفته أو انتمائه السياسي؛ لأن الجوع وحده هو موحد الجموع ومجيشها وتسقط أمامه كل الشعارات، وقديماً قال الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري: «عجبت لمن لا يجد القوت في بيته كيف لا يخرج على الناس شاهراً سيفه».
لا أحد في العالم العربي اليوم يرغب في أن ينزلق العراق إلى المصير الذي انزلقت إليه سوريا، فعراق عربي موحد قوي عون لمحيطه العربي خير من كانتونات متناحرة تصدر الدمار للعالم، لكن هناك قوى متربصة يهمها تفكيك العراق والتهام نفطه وأراضيه وعلى رأسها جارة السوء إيران ونظامها الكهنوتي المجنون الذي يحلم بالاستيلاء على الجنوب العراقي لاعتبارات طائفية وخزعبلاتية، وقد نرى خلال الأسابيع القادمة (إن تصاعدت حدة الانتفاضة العراقية) تدخلاً عسكرياً أو مليشياوياً إيرانياً بحجة حماية المراقد المقدسة، كما كانت حجة مخابيل طهران عند بداية تدخلهم في النزاع السوري، وهذا ما يجب أن تتكاتف الجهود الدولية لمنعه بدءاً من اليوم عبر الضغط على الحكومة العراقية للاستجابة لمطالب المحتجين وقطع الطريق على الإيرانيين، كما يجب أن لا تغفل الحكومات العربية أهمية الملف العراقي وضرورة العمل مع العراقيين على حل هذه الأزمة بحكمة وبأسرع وقت، فقد جرب العرب أن يتجاهلوا الملف العراقي سابقاً وكانت النتيجة أن ملأ الإيرانيون الفراغ، وهذا برأي جميع العقلاء أمر لا ينبغي أن يتكرر.
9 مظاهرات العراق: هل هي رسالة لطهران؟ افتتاحبة صحيفة اليوم السعودية
يكتشف العراقيون، وتحديدا في مناطق الجنوب يومًا بعد يوم أن غبطتهم بسقوط النظام السابق قد أنستهم تماما البديل الذي تسلل إليهم شادّاً عضده بإيران، التي تغلغلتْ في مفاصل حياتهم السياسية والاقتصادية، مستغلة شعاراتها الطائفية لتأمين موطئ قدم لها هناك، وذلك بغية دفع العراقيين إلى مزيد من الصراع على الهوية المذهبية لتتفرغ هي لنهب ثروات بلادهم، والتحكم بمصيرها عبر رجالاتها كنوري المالكي وغيره، حيث بات العراق فعلا كالمستجير من الرمضاء بالنار، إذ لم تفلح حتى الآن سياسات إعادة البناء في سد لقمة الجياع في كافة محافظات العراق الغني بثرواته ورجالاته قبل أن تمزقه طائفية إيران، وتجعل الكثير من مدنه وبلداته تشكو ضعف وسوء الخدمات الضرورية، وبالأخص في مثل هذه الأجواء اللاهبة من شهر يوليو، حيث هبت المظاهرات الشعبية في العديد من مدن الجنوب مثل كربلاء، والنجف، والناصرية والعمارة، وميسان احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، إلى جانب المطالبة بتحسين واقع مياه الشرب، ومعالجة البطالة والظروف المعيشية القاسية التي كشرت عن أنيابها نتيجة الفساد، واستشراء الذراع الإيرانية في الداخل عبر أزلامها الذين تفرغوا لسرقة العراق والعراقيين.
ورغم أن هذه المظاهرات قد بدأت سلمية، إلا أنها، ومع تزايد أعدادها وامتداد شرارتها إلى معظم مناطق الجنوب، قد أخذت منعطفا خطيرا، خاصة بعد اقتحام محافظة ميسان وتخريب محتوياتها، ومقتل شخص وإصابة آخرين قرب حقل القرنة 2، وهي الأحداث التي تنذر بالكثير من العواقب جراء استفحال الدور الإيراني الشرير في الداخل العراقي، ليبقى هكذا مجرد ساحة لمغامرات معممي طهران، ومنفذًا لعبور فيالقها إلى منطقة الهلال الخصيب لإحكام سيطرة نظام الملالي، والاستمرار في دعم حلفائه في جنوب لبنان وقطاع غزة.
واللافت أن هذه المظاهرات ربما تكون بداية اليقظة لما أنجزه التدخل الإيراني من الخراب السياسي والاقتصادي والخدمي، وإلى ما تضمره لهم ولبلادهم سنة وشيعة، عربا وكردا من العداوة والأحقاد التاريخية، ليتجاوزوا خلافاتهم المفتعلة، ويوحدوا كلمتهم بوضع أيديهم بأيدي أشقائهم العرب، وفي طليعتهم المملكة التي استقبلتهم بعيدا عن الشعارات الطائفية لينقذوا بلادهم من براثن الحقد الإيراني، ويستردوا له قراره ليعود من طهران إلى بغداد، وإلى أبناء العراق، ويستعيدوا سيادتهم كاملة غير منقوصة، قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه.
10 إسقاط “رمزية” عملية العراق السياسية وليد الزبيدي
صحيفة الوطن العمانية
رغم قناعتنا أن ما يسمى بـ”العملية السياسية” في العراق قد ولدت في العام 2003 خاوية جوفاء، وتأكيدنا طيلة السنوات العجاف على أن خطورتها تزداد يوما بعد آخر، وهذا ما أثبتته الأيام خاصة أننا في مخرجات هذه الكارثة ولم نعد في بداياتها، إلا أن جميع المعطيات على هذا الصعيد تؤكد إسقاط “الرمزية” الكالحة للعملية السياسية في هذا البلد. ولم يعد لها أي وجود لولا التسلط الأمني وما تريده أميركا ودول أخرى لخدمة مصالحها على حساب حاضر ومستقبل أبناء العراق.
إذا بدأنا من المظاهرات الواسعة التي اجتاحت العديد من المدن العراقية انطلاقا من البصرة في أقصى جنوب العراق، مرورا بالعمارة والناصرية والديوانية والنجف وكربلاء وبابل وصولا إلى بغداد، سنجد أن الصورة في غاية الوضوح، إذ يستشيط العراقيون في كل بقعة من البلاد غضبا على الطبقة السياسية المتحكمة والمتسلطة، فعلى صعيد الشعارات والهتافات وقبل ذلك الممارسات أخرج العراقيون ما بدواخلهم من حقد وغضب تراكم على مدى عقد ونصف العقد، هذه السنوات المرعبة في حياة العراقيين، التي حصلت خلالها أبشع أنواع الانتهاكات والجرائم الحكومية بحق الشعب العراقي في جميع مدنه وقصباته وبدون استثناء، فهناك السجون السرية التي يتم فيها تغييب العراقيين والعراقيات دون أن يعرف أهلهم وذووهم سبيلا لمعرفة مصيرهم، وتتسرب الكثير من قصص التعذيب الوحشي الذي تمارسه الأجهزة الأمنية الحكومية بحق الأبرياء الذين يتم اقتيادهم من جميع مناطق العراق، وهناك الكثير من هؤلاء الذين قضوا تحت التعذيب، ولا أحد يعرف أعداد المعتقلين المعذبين في بلاد الرافدين، لكن الأعداد بمئات الآلاف، أما الذين يقبعون في السجون العلنية فإن حالهم ليس بأفضل من نزلاء السجون السرية، إذ يضاف إلى بشاعة التعذيب وقاحة الابتزاز الذي لم يتوقف لسنوات طويلة، وفي المحصلة يعيش العراقيون أوسع وأكبر انتهاكات عبر التاريخ.
وفي ثنايا الصورة تبرز سرقات الأحزاب الحاكمة، التي لم يشهد العالم لها مثيلا على الإطلاق، إذ يقدر المختصون مجموع الأموال التي دخلت ميزانية البلد حتى أواخر العام 2016 بما يزيد عن الألف وخمسمئة مليار دولار، في حين مجموع واردات العراق من تصدير النفط منذ بداية اكتشافه أواخر عشرينيات القرن الماضي (القرن العشرين) بلغت 295 مليار دولار حتى عام الاحتلال الأسود 2003، وفي الوقت الذي تضخمت جيوب وبنوك الطبقة السياسية لم يحصل العراقيون على أي شيء، لا أمن ولا تعليم ولا طرق ولا صحة، أما أعداد اللاجئين في الخارج والنازحين في الداخل فقد سجل أعلى الأرقام في العالم.
وفي حال أردنا البحث في جوانب وزوايا المشهد العراقي فإن القائمة ستطول جدا، ولن تتوقف من حجم الخراب والتخريب الذي يعيشه العراق من جراء تسلط الطبقة السياسية التي جاء بها المحتل الأميركي، هذه الطبقة التي احتمت بما أطلقوا عليه “دستور 2005″، الذي ينطوي على مختلف أنواع المعاول والقنابل الموقوتة، وإذا ظهرت بعض من جوانب اخطار هذا الدستور، فإن استمراره ووجود أدواته من الأحزاب وما يسمى بـ”السياسيين” سيصل بالبلاد إلى الهاوية والشعب إلى الكوارث.
لقد سقطت جميع أقنعة العملية “السياسية” في العراق، وهذه حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها على الإطلاق.