1 «الحشد الشعبي» في اليمن: ثلاثة أخطار وخندق كاذب افتتاحية القدس العربي
ليس جديداً أن تحظى حركة «أنصار الله» الحوثية بتضامن واسع النطاق من الأحزاب والتنظيمات والميليشيات المرتبطة بقيادة «الحرس الثوري» في إيران، أو تندرج تحت قيادة «فيلق القدس» الذي يقوده الجنرال الإيراني قاسم سليماني. لقد سبق أن أعلن ذلك حسن نصر الله الأمين العام لـ«حزب الله» اللبناني، وكذلك فعل أكرم الكعبي الأمين العام لحركة «النجباء»، وفعل قياديون في «الحشد الشعبي» العراقي، اقتداء بمسؤولين إيرانيين على أعلى المستويات السياسية والأمنية والعسكرية.
الجديد الذي تناولته مؤخراً تقارير صحافية متقاطعة هو انتقال التضامن من منابر القول إلى ميادين الفعل، الذي يشمل افتتاح مكاتب تجنيد وتطويع ومعسكرات تدريب تردد أن سليماني يشرف عليها شخصياً، تمهيداً لإرسال خريجي هذه الدورات العسكرية إلى اليمن للقتال في صفوف الحوثي. وكانت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية قد أشارت إلى أنّ طهران تتكفل بدفع رواتب لهؤلاء المقاتلين، بعضها يتجاوز الألف دولار أمريكي شهرياً.
ويأتي هذا التطور في أعقاب زيارة قام بها إلى العراق وفد من قيادة «أنصار الله»، اجتمع خلالها بعدد من كبار المسؤولين العراقيين، وقادة «الحشد الشعبي»، بالتوازي مع زيارتين مماثلتين إلى بيروت وطهران. وبين النتائج المبكرة لهذا التحرك كان إعلان أبو الولاء الولائي أمين كتائب «سيد الشهداء» المنخرطة في «الحشد الشعبي»، أنه يتطوع «جندياً صغيراً يقف رهن إشارة السيد عبد الملك الحوثي». كما ذهب الولائي أبعد حين هدد قائلاً: «لا يأمن الغزاة وهم يقتلوننا في اليمن على مصالحهم بيننا في العراق».
الوجه الأول في أخطار انتقال أنشطة الميليشيات ذات الطابع الشيعي إلى اليمن أن الحرب الأهلية اليمنية سوف تتعرّب أكثر من ذي قبل، بما يزيد من كوارث التدخل العسكري السعودي والإماراتي الراهن، وبما يجعل اليمن أشد خضوعاً للاستقطاب المذهبي، وبالتالي سوف يزيد في تعميق شقة انقسام المجتمع اليمني، الذي يظل بمثابة الضحية الأولى في أتون هذه الحرب. وفي ظل الشروخ الاجتماعية والسياسية والجغرافية التي يعاني منها اليمن أصلاً، فإن هذا تسعير الخلاف هو آخر ما يحتاجه البلد.
الخطر الثاني هو التدويل، ولكن ليس على أسس هذا المستوى أو ذاك من مشاركة القوى الأجنبية في الحرب الطاحنة، بل من خلال إسباغ صفة احترافية وتكسبية على الصراع، وتحويل المقاتلين في الصف الحوثي إلى مرتزقة فعليين يقاتلون لقاء أجر معلوم، وليس من أجل قضية مشتركة أو على سبيل التضامن مع أشقاء المذهب الواحد ضد الاستكبار والعدوان.
وأما الخطر الثالث فهو احتمال انجرار العراق إلى الحرب الأهلية في اليمن، على مستوى الدولة والجيش هذه المرة، وليس على مستوى الميليشيات والمتطوعين. فمن المعروف أن «الحشد الشعبي» لم يعد مجرد ميليشيا، بل هو جزء من مكونات العراق العسكرية الرسمية، وذلك بموجب قانون صوت عليه مجلس النواب العراقي في خريف 2016، فأعطى بذلك شرعية لقرابة 67 ميليشيا وحركة ومنظمة.
وهكذا تزحف ميليشيات «الحشد» إلى اليمن حاملة أخطار تصعيد المأساة وصب الزيت على النار، بذريعة التضامن في خندق واحد كاذب.
2 اتحاد الشيعة والسنة… خطة «المتطرفين»! هيفاء زنكنة القدس العربي
«نحن في خضم هياج عنيف، ونحن نشعر بالقلق… ان المتطرفين اتخذوا خطة من الصعب مقاومتها: وهي الاتحاد بين الشيعة والسنة، أي وحدة الإسلام، وهم يستغلون ذلك إلى أقصى الحدود… تقام احتفالات رمضان في مساجد الشيعة، احيانا، وفي مساجد السنة، أحيانا أخرى، ويحضرها اناس من الطائفتين معا… انها زاخرة بالقاء القصائد والخطب التي تمزج بين الدين والسياسة، وكلها تدور حول فكرة العداء للكفار».
ليس هذا واحدا من تغريدات الرئيس الامريكي دونالد ترامب التي يطلقها، بشكل يومي، بل ما كتبته مس بيل، مستشارة المندوب السامي البريطاني، بالعراق، في رسالة إلى أبيها، مؤرخة في الاول من حزيران 1920، اي قبل ثورة العشرين بشهر واحد، واصفة المتظاهرين بأنهم «متطرفون» وملخصة موقفا نراه اليوم، متبديا بصراحة غير معتادة، في السياسة الامريكية الخارجية، وهو التخوف من «وحدة الإسلام». واذا كانت «سياسة فرق تسد»، المتبدية بنشر الطائفية، قد فشل الاستعمار البريطاني في تجذيرها الا انها الاداة التي لجأ اليها المحتل الامريكي، بعد عام 2003، كهدف استراتيجي، للهيمنة على العراق.
يرتبط شهر الصيف باذهان العراقيين بالثورات والانقلابات، وما يصاحبها من اختلاف المواقف تجاهها. فما يعتبره البعض ثورة، يراه آخرون انقلابا، والعكس بالعكس. الا ان ما يتفق عليه الجميع، تسمية ومضمونا، هو ثورة العشرين التي وقعت في 30 حزيران/يونيو 1920، المسماة الثورة العراقية الكبرى ضد الاحتلال الانكليزي. ولأن وضع العراق الحالي، سياسا واقتصاديا، يحمل الكثير من التشابه مع تلك الحقبة المهمة، من تاريخ العراقي المعاصر، فان استعادة بعض المعلومات التي ارتقى بها الزمن إلى مصاف الحقائق، قد تساعد على اضاءة جوانب، يبذل المستعمر الجديد، منذ غزو البلد واحتلاله في 2003، اقصى جهده، بميزانية ضخمة، وبمساعدة محلية، ابقاءها مظلمة لتخدير العقول، والقبول بكل ما يفرضه كواقع، يدعي أما ان من المستحيل تغييره او ان اهل البلد المحتل اضعف وأكثر انقساما من ان يتمكنوا من التغيير.
كتابان بالغا الاهمية حول ثورة العشرين، يساعدان على فهم دور المستعمر في تهيئة الارضية للاحتلال الفكري، بالاضافة إلى العسكري والاستغلال الاقتصادي. الاول هو الجزء الخامس من «لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث»، لعالم الاجتماع العراقي الراحل علي الوردي، والذي يعتبر واحدا من اهم المراجع لفهم الشخصية والمجتمع العراقي، وقد خصص هذا الجزء لدراسة ثورة العشرين. الكتاب الثاني هو «ثورة 1920.. الجذور السياسية والفكرية والاجتماعية للحركة القومية العربية الاستقلالية في العراق» لاستاذ العلوم السياسية الراحل وميض نظمي. كلا الكتابين يستندان إلى مصادر مهمة توضح الاستراتيجية الاستعمارية البريطانية بأقلام وتصريحات واضعيها، من الساسة والمسؤولين العسكريين البريطانيين أنفسهم. وهي مسألة مهمة إذا ما اردنا فهم امتداد السياسة الاستعمارية، حاليا، سواء كان الاحتلال مباشرا او غير مباشر.
ذكر علي الوردي مقولة مس بيل في سرده لتاريخ الثورة وسبره موقف المستعمر البريطاني من مشاركة العراقيين، الجماعية، بثورة العشرين، من النواب ووجهاء المجتمع ورجال الدين إلى رؤساء العشائر والمثقفين. كان تخوف مس بيل، حينئذ، من توحيد الصف العراقي، حقيقيا، خاصة وهي تعيش النمو العضوي المتسارع للثورة التي كانت الجماهير قاعدتها الاساسية. الجماهير التي «كانت في حالة هياج وتأثر»، نجحت في تحجيم دور المتعاونين مع المستعمر. كما حجمت دور مثقفين تماهوا مع المستعمر في وقوفهم ضد الاحتفالات الدينية المشتركة « لكنهم كانوا مضطرين إلى حضورها والى التبرع لها خوفا من غضب الجماهير» ولئلا يتهمهم الناس بانهم كفار او خونة. ويقتبس الوردي، للتوضيح، رسالة تلقتها المس بيل من « مثقف»، يخاطبها قائلا: «أنتم لا يمكن ان تتركوا الامور تجري على هذا المنوال الذي تجري عليه الآن…. اني ارغب كل الرغبة في تجنب ذلك من اجل مصلحتنا ومصلحتكم معا. اني انظر إلى الاجتماعات في المساجد بمقت شديد واعتبر بشكل خاص هذا المزج بين الدين والسياسة خطرا… ويمكن ان اقول استطرادا ان هذا الاتحاد المتباهى به بين الشيعة والسنة هو من ابغض الامور إلى نفسي.»..
تأخذنا هذه الرسالة إلى أخرى مشابهة، تقريبا، من ناحية العلاقة بين المحتل والمثقف. حيث يتطوع المثقف، بدونية استخذائية، للتعامل مع المحتل وشكره على «تحريره». كما فعل عدد من المثقفين العراقيين، حين كتبوا يشكرون بوش وبليرعلى «مبادرتهما الشجاعة» لتحرير شعبهم.
بالاضافة إلى سياسة التفرقة الطائفية التي استخدمها الانكليز، في العشرينيات واحتلال 2003، تكشف مذكرة المندوب السامي سير برسي كوكس، المعنونة «مستقبل ما بين النهرين»، المذكورة في كتاب د نظمي، ان القوى التي يستند اليها المستعمر لترسيخ هيمنته هي الطائفة اليهودية والوجهاء والاشراف العرب (لأنهم عنصر مفلس ومتأخر بعض الشيء) والملاكون الأغنياء وشيوخ العشائر. نفهم من ذلك ان جوهر السياسة هو الاعتماد على الاقليات الدينية، وهي ذات السياسة التي تبنتها ادارة الاحتلال الانكلو أمريكي لزرع الفتنة الدينية. والاهتمام بالوجهاء العرب، على الرغم من كونهم محتقرين من قبل الاداة الاستعمارية، بالاضافة إلى رؤساء العشائر. والى الانكليز يعود الفضل الاكبر في «انعاش وتعزيز النظام العشائري المزعزع» وتقوية «مركز الشيخ ونظامه العشائري» لجعل السلطة بيد شخص واحد وهذا الشخص هو الشيخ وتقوم الحكومة باختياره في كل حالة.
يعيش العراقيون، حاليا، نتائج السياسة الاستعمارية، طويلة المدى، التي نكبت بها منطقتنا كلها. فمن الطائفية إلى التمييز الديني والعرقي إلى استخدام الاقليات إلى ادعاء المساعدة الإنسانية. تم استخدامها، كلها، بأشكال ودرجات مختلفة، لمواجهة ثورة العشرين، في الماضي، كما اعيد تدويرها، بعد تحسينها لتلائم العصر، لمواجهة المقاومة ضد الاحتلال الانكلو أمريكي. الا ان العراقيين، على الرغم من عقود الحصار والحروب، وحملات التضليل الاعلامية، يقاومون سياسة الفتنة الاستعمارية ـ بأياد محلية، ليرتفع من ثورة العشرين صوت الشاعر حبيب العبيدي الموصلي مذكرا «قد سئمنا سياسة التفريق/ واهتدينا إلى سواء الطريق، يا عدوا لنا بثوب صديق، لست الا مزورا أجنبيا، فلماذا تكون فينا وصيا؟».
3 هل كان في الامكان تشغيل نصف مليون مواطن وتحقيق 20 مليار دولار سنوياً من دون صرف دولار واحد من الموازنة محمد توفيق علاوي
راي اليوم بريطانيا
مطار دبي الدولي حقق دخلاً للبلد بحدود 26.7 مليار دولار عام 2016 مع تشغيل اكثر من 90،000 شخص بشكل مباشر و400،000 بشكل غير مباشر وموارده تشكل 21٪ من الناتج القومي الاجمالي (GDP). وتخطط دبي لعام 2030 لزيادة الدخل من المطار والطيران إلى 88.1 مليار دولار وذلك يمثل 44.7٪ من الناتج الاجمالي القومي مع توفير فرص عمل لحوالي 1.95 مليون شخص.
هل يمكن للعراق تحقيق ذلك ؟
العراق يمكنه تحقيق نتائج افضل من ذلك لأن موقعه الجغرافي افضل من موقع دبي في الربط بين الشرق والغرب؛ وفي نفس الوقت لا يحتاج ان يصرف اي دولار من الموازنة بل يمكنه بكل سهولة أخذ قروض من مئات المصارف العالمية بفوائد عالمية لا تتجاوز 4٪ حسب مؤشر LIBOR لفترة 15 سنة حيث تغطى هذه الفائدة من الارباح الكبيرة المتحققة من هذا المشروع الحيوي والمهم، ولكن ذلك لا يمكن تحقيقه إلا بإيقاف الفساد المستشري بشكل واسع في وزارة النقل ودوائر الطيران والخطوط وجلب كادر كفوء.
لقد قمت بنشر تفاصيل هذا المشروع قبل حوالي سنتين ونصف، ولو اخذت الحكومة في ذلك الوقت الخطوات اللازمة لتحقيق هذا المشروع لكان قد تحقق الآن ولتوفر المجال لعمل ما يقارب نصف مليون مواطن ولتحقق دخل الى البلد لا يقل عن 20 مليار دولار. ولأهمية تفاصيل هذا المشروع فاني اعيد نشره كما هو ادناه:
(كيف السبيل لتحريك الإقتصاد العراقي من خلال إستخدام الفضاء الجوي العراقي إعتماداً على موقع العراق الإستراتيجي)
إن أكثر الطرق إزدحاماً في النقل الجوي هو الطريق الجوي بين قارة أوربا وشرق آسيا وأستراليا (الصين واليابان وإندونيسيا وماليزيا والهند والباكستان وفيتنام وأستراليا ونيوزيلندا وغيرها) حيث يفوق عدد المسافرين المئتي مليون مسافر سنوياً ومن المتوقع حسب الدراسات المستقبلية أن يصل إلى العدد ٤٠٠ مليون مسافر سنوياً خلال ثمان سنوات وإلى ٨٠٠ مليون مسافر سنوياً خلال عشرين عاماً.
لقد تحركت الكثير من الدول للإستفادة من مواقعها الجغرافية وتحقيق فوائد كبيرة للبلد وتحريك إقتصاد البلد على عدة مستويات وسنتناول أدناه ثلاثة مطارات في المنطقة وثلاثة خطوط جوية:
١.مطارات اسطنبول والخطوط الجوية التركية ( Turkish Airlines ) : حيث تمتلك الخطوط التركية (٣٠١) طائرة مختلفة، وعدد المسافرين من خلال مطارات إسطنبول يبلغ حوالي (٨٣) مليون مسافر سنوياً، وعدد مسافري المرور العابر (الترانزيت Transit) خارج البلاد يبلغ حوالي (٣٥) مليون مسافر، أما الموارد المتحققة ( Revenue ) فتبلغ حوالي (١١) مليار دولار سنوياً، وللحصول على أكبر حصة من الزيادة المتوقعة لمسافري الترانزيت في المستقبل فهناك (١٨٧) طائرة تحت الطلب لتسلمها خلال السنين القادمة.
٢. مطار دبي وخطوط الإمارت ( Emirates Airlines ) : حيث تمتلك خطوط الإمارات (٢٣٥) طائرة مختلفة، وعدد المسافرين من خلال مطار دبي يبلغ حوالي (٧٨) مليون مسافر سنوياً، وعدد مسافري المرور العابر (الترانزيت Transit) خارج البلاد يبلغ حوالي (٤٠) مليون مسافر، أما الموارد المتحققة ( Revenue ) فتبلغ حوالي (١٢،٦) مليار دولار سنوياً، وللحصول على أكبر حصة من الزيادة المتوقعة لمسافري الترانزيت في المستقبل فهناك (٢٧٥) طائرة تحت الطلب لتسلمها خلال السنين القادمة. يمكن مشاهدة صور مطار دبي وخطوط الإمارات على الرابط أدناه لمن لم يشاهده:
https://www.youtube.com/watch?v=gQgzE6N2jc0
كان يتوفر في العراق الإمكانيات المادية فضلاً عن البشرية لإنشاء مثل هذا المطار أو أفضل منه ولكن لم يتحقق ذلك للأسف الشديد بسبب تصدي المفسدين والجهلة لحكم البلد خلال الفترات السابقة.
٣. مطار (حمد) الدوحة والخطوط الجوية القطرية ( Qatar Airlines ) : حيث تمتلك الخطوط القطرية (١٧٣) طائرة مختلفة، وعدد المسافرين من خلال مطار الدوحة يبلغ حوالي (٣٠) مليون مسافر سنوياً، وعدد مسافري المرور العابر(الترانزيت Transit) خارج البلاد يبلغ حوالي (٨) مليون مسافر، أما الموارد المتحققة ( Revenue ) فتبلغ حوالي (٩) مليار دولار سنوياً، وللحصول على أكبر حصة من الزيادة المتوقعة لمسافري الترانزيت في المستقبل فهناك (١٦٩) طائرة تحت الطلب لتسلمها خلال السنين القادمة.
أما بالنسبة للخطوط العراقية فعدد الطائرات في يومنا الحالي هو (٣٢) طائرة وهناك (٤٥) طائرة تحت الطلب، ويمكن مضاعفة هذه الأرقام، ولا بأس حتى بأخذ قروض عالمية حتى مع الفوائد لشراء هذه الطائرات لأن الأرباح المتحققة بشكل طبيعي تغطي فوائد البنوك العالمية، للأسف هناك إفتقاد كامل للمهنية في إدارة الخطوط العراقية وفي إدارة مطار بغداد الدولي بحيث منعت الخطوط العراقية من الطيران فوق القارة الأوربية والهبوط في المطارات الأوربية.
التساؤل هنا، هل هناك إمكانية لكي تصبح الخطوط العراقية بمستوى خطوط الإمارات، وأن يمتلك العراق مئات الطائرات، وأن يصبح مطار بغداد بمصاف مطار دبي، وأن يتخذ المسافرون بين الشرق والغرب من بغداد محطة مرور، وأن تتحقق موارد من هذا القطاع بعشرات المليارات من الدولارات، وتتحرك عجلة الإقتصاد، وننهض بالبلد نحو التطور والإزدهار، وبالمواطن العراقي نحو الخير والرفاهية والتقدم ؟؟؟؟
الجواب وبكل ثقة : نعم
ولكن كيف السبيل إلى ذلك ضمن هذا الفساد المستشري وهذه الأوضاع الإقتصادية الصعبة ونزول أسعار النفط والقروض المصرفية بفوائد عالية؟؟؟؟
إبتداءً لا يمكن تحقيق أي إنجاز ما دام المفسدون هم الذين يديرون دفة البلد ومنتشرون في كل مفاصل وزارة النقل والخطوط الجوية العراقية ومطارات العراق، فإن لم يتم القضاء عليهم فلا يمكن بأي شكل من الأشكال السير بهذه الخطة وتحقيق أي هدف من الأهداف المذكورة أعلاه، ولكن إن تم تنحية الفاسدين وجلب المخلصين والذين يقدمون مصلحة البلد على مصالحهم الخاصة فحينها يمكن تحقيق الأهداف الكبيرة المذكورة أعلاه وذلك بإتخاذ الخطوات التالية:
إنشاء مبنى جديد للمطار يوصل بالمبنى الحالي مع توفير كافة المستلزمات الأساسية في المطارات العالمية من صالات إستقبال ومطاعم ومقاهي شركات الإمتياز (Franchise) ومحلات تبضع وفندق داخلي وخدمات ترفيهية أخرى بحيث لا يعاني المسافر العابر (transit) من أي صعوبة إذا قضى عدة ساعات في الإنتظار، ويجب أن تكون خارطة المبنى مدروسة بشكل كامل للإحتياجات الحالية والمستقبلية مع تقسيم مرحلة البناء إلى عدة مراحل وبناء مرحلة بعد أخرى حسب الحاجة مع توفير كافة المستلزمات الأخرى، مع وضع خطة متكاملة لتطوير هذا القطاع من شراء طائرات وإجراء طلبات وعقود لطائرات جديدة، أما كلف البناء وشراء الطائرات في هذا ألوضع الإقتصادي الصعب فهو جلب القروض من المصارف العالمية بفوائد معتدلة، حيث المصارف العالمية مستعدة لتوفير القروض بفوائد معتدلة لإنشاء مشروع إستثماري يحقق أرباحاً تغطي الفوائد المصرفية لتلك المصارف. ولا بأس بإحياء مشروع المدينة الذكية قرب المطار كمشروع إستثماري وإنشاء مباني لسكن العاملين في المطار من العراقيين وغيرهم كما تم تناول الموضوع على الرابط التالي: http://mohammedallawi.com ضمن موضوع (لماذا قدمت إستقالتي من وزارة الإتصالات)
إشراك الخطوط الجوية العراقية في إحدى التحالفات الجوية ، حيث هناك ثلاثة تحالفات عالمية كبيرة، وهي تحالف (ستار Star) وتحالف (سكاي تيم Sky team) وتحالف (عالم واحد One world) فضلاً عن التحالف العربي وهو تحالف (أرابسك Arabesk) وهذا الإشتراك يعتبر قضية أكثر من ضرورية وأساسية لدخول العراق نوادي الطيران العالمية بحيث يمكن شراء بطاقة سفر واحدة على الخطوط العراقية للوصول إلى أي دولة في العالم من خلال التنسيق بين الخطوط المختلفة، كما تدخل الخطوط العراقية ويدخل العراق ضمن وكالات السفر العالمية، حيث أن العراق من الدول العربية القليلة جداً الغير مشاركة في أي تحالف إلى حد ألآن، فالخطوط االملكية الأردنية وخطوط الشرق الأوسط وشركة مصر للطيران والتونسية والمغربية والسعودية والإماراتية والقطرية كلها مشاركة في واحد من التحالفات الثلاث فضلاً عن التحالف العربي، وإن الدخول في أحد هذه التحالفات ليس دخولاً إعتباطياً، وإنما يجب دراسة الأمر عن كثب، مع دراسة المناطق التي يراد تغطيتها الآن فضلاً عن المخططات المستقبلية.
إشراك القطاع الخاص بشرائه أسهماً ومشاركته في الإدارة والتخطيط، ويمكن الدخول بمشاركة مع شركة أو أكثر من شركات الطيران القائمة والإستفادة من خبراتهم، بل حتى يمكن الدخول بشراكة مع إحدى الخطوط العالمية والإستفادة من خبراتهم الإدارية وتقديم الخدمات وغيرها من الميزات.
النظر بإمكانية الدخول بشراكات بالرمز للطيران كما هناك الكثير من الشراكات العالمية بالرمز بين شركتين أو أكثر لتحقيق منافع متبادلة بضغط المصاريف ومنافسة الخطوط الأخرى والحصول على أكبر حصة من سوق الطيران ضمن مناطق معينة، يجد المسافر الآن بشكل طبيعي مشاركات بالرمز في المطارات العالمية لأربع شركات وأكثر، كما إنه من الطبيعي أن تكون هذه الشراكات مدعاة لرفع معايير السفر وتطوير الخدمات المقدمة والدخول بمنافسة لجذب المسافرين من ناحية التسهيلات المقدمة ومستوى الخدمات.
هناك سوق للسفر الرخيص حيث تكون الطائرات بمواصفات معينة وبكلف إقتصادية وتكون عادة معبئة بالمسافرين وضمن خطوط مزدحمة كشركة (إيزي جت Easy Jet ) البريطانية وشركة (بيكاسوس Pegasus) التركية والشركة العربية للطيران الإماراتية وشركة ناس السعودية وغيرها، يمكن للخطوط العراقية إنشاء خطوط إقتصادية رخيصة بمسمى آخر لتولي عمليات النقل الرخيص وبالذات في فترات السفر الكثيف للزيارات خلال المناسبات الدينية، فضلاً عن توفير برامج سفرات سياحية رخيصة لذوي الدخل المحدود سواء من العاملين في مؤسسات الدولة أو خارجها.
من المعلوم إن مثل هذه المطالب وهذا التطوير يتطلب وجود أناس على درجة عالية من التخصص في مجال الطيران وإدارة المطارات والتسويق على المستوى العالمي فضلاً عن كادر مؤهل لتمشية مثل هذه الخطط الطموحة سواء في مجال الطيران أو فعاليات المطار، وهذا ما نفتقر إليه في العراق في الوقت الحالي، لذلك لحل هذا الإشكال فإنه من الضروري التعاقد مع أكثر من شخص ممن لهم خبرة واسعة وسمعة عالمية لإدارة الخطوط الجوية العالمية وإدارة المطارات الدولية وتولي عمليات التسويق على المستوى العالمي في مجال الطيران ووكالات السفر، ويكون هذا التعاقد عادة لفترة سنتين حيث يمكن خلال هذه الفترة تدريب الكادر الحالي وتوفير كادر مؤهل لمثل هذه الفعاليات في المستقبل القريب إن شاء ألله.
4 خمينيّون من الضاحية وحتى صنعاء هاني سالم مسهور البيان الاماراتية
ارتدادات معركة تحرير الحُديدة من قبضة ميليشيات الحوثي الإيرانية كشفت عن حقائق تعزز أهمية هذه المعركة وأبعادها التي ضربت في عمق المشروع الإيراني حتى أنها أظهرت مدى الارتباطات الواسعة بين شبكات إيران في العراق ولبنان واليمن، فلم يكن البيان الصادر عن زعيم الانقلابيين عبد الملك الحوثي وهو بالمناسبة الأول الذي لا يظهر فيه عبر خطاب تلفزيوني منذ انقلاب 21 سبتمبر 2014م تقليدياً فلقد حمل تأكيد العلاقة بين ميليشيات الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان.
في جهة أخرى كانت رسائل تأتي من العراق إلى ممثلي الخمينية في صنعاء تؤكد فيها الجهات الموالية لإيران تعهدها بإمداد الحوثيين بالسلاح والرجال، توقيتات متزامنة هذه الانكشافات الواسعة بين أذرع إيران في الدول العربية التي استباحتها الميليشيات وعصفت بشعوبها العصبية المذهبية الطائفية وأغرقتها في حمامات الدم وأدخلتها في أتون صراعات دامية هتكت النسيج الاجتماعي والوطني، فما يعاني منه العراق منذ سقوط نظام صدام حسين في 2003م هو ذاته ما يعانيه لبنان ويغرق فيه اليمن.
عبد الملك الحوثي النسخة اليمنية من حسن نصر الله النسخة اللبنانية، يتشارك خطاب النسختين في ادعاء خصومتهم لإسرائيل وأميركا ويقدمان نفسيهما على أنهما مجاهدان بينما الحقيقة الأكيدة أنهما مجرد أدوات تنفذ مشروع إيران التوسعي ويحققان لها أهدافها الإمبراطورية الفارسية، لا يذكر عبد الملك الحوثي، إلا ويذكر زعيم حزب الله حسن نصر الله فالتشابه لا يقف عند مستوى التأثر بالخطابين اللغوي والجسدي. بل يتعداه لفكرة التنظيمين كليهما، فتنظيم «أنصار الله» أخذ اسماً مشابهاً، منذ عودة الأخ الأكبر حسين الحوثي من إيران. إضافة إلى التقليد والمحاكاة الواضحين لأسلوب حزب الله اللبناني في الأناشيد الدينية، ورفع الشعارات المعادية لأميركا وإسرائيل، في جميع التظاهرات.
ما يزيد الضغط على عبد الملك الحوثي في ظل خسائره العسكرية في جبهتي الحُديدة وصعدة هو ما تواجهه إيران من ضغوط أميركية بعد توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الثامن من يونيو 2018م على قرار انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وتعهده على مضاعفة العقوبات الاقتصادية على النظام الإيراني، هذا الجانب يمثل بحد ذاته أكثر الضغوط على ميليشيات الحوثي التي تدرك أن خسارتها لمعركة الحُديدة تعني انقطاع الحبل السري الذي يربطها بإيران.
الأميركيون عازمون على قطع الأذرع الإيرانية، فالتدخلات في الشؤون العربية الداخلية شكلت سبباً في التدهور الأمني الكبير في الشرق الأوسط وأسهمت في زيادة العنف في المنطقة وتسببت في ظهور الجماعات الإسلامية المتطرفة كتنظيم داعش في العراق وسوريا، ولذلك وضعت الولايات المتحدة مسألة التدخلات الإيرانية كواحدة من أهم أسباب الأزمة مع إيران التي مولت حزب الله اللبناني وميليشيات الحوثي في اليمن بأكثر من مليار وسبعمائة ألف دولار بعد إبرام الاتفاق النووي في صيف 2015م بعد أن أفرج الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما عن الأرصدة الإيرانية التي كانت مجمدة.
لم يعد التورط الإيراني في اليمن يتطلب إثباتات بعد أن كشفت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي في نوفمبر 2017م أدلة مادية من خلال بقايا الصواريخ الباليستية التي استهدفت بها مدن المملكة العربية السعودية وكذلك ما عرضه المتحدث باسم التحالف العربي تركي المالكي في الرياض عن مصادرة صواريخ باليستية وقطع عسكرية مختلفة يضاف إلى ذلك كله ما كشفته معركة تحرير مطار الحُديدة من مخازن أسلحة وألغام إيرانية الصنع، فالتورط الإيراني لم يعد قابلاً للشك وحتى للتبرير ودور عناصر حزب الله في إدارة العمليات العسكرية في اليمن وتدريب ميليشيات الحوثي كذلك لم يعد خافياً فالمشروع الممتد من طهران مروراً ببغداد ودمشق وبيروت ووصولاً إلى صنعاء مشروع واحد ومواجهته تبدأ بقطع رأس الشر في إيران.
الخمينيون هم شكل مكرر الاختلاف في العواصم التي يظهرون منها، فحوثي اليمن كـ «حسن لبنان» تتطابق الأفعال والجرائم وبهما وبغيرهما في سوريا والعراق تتهدم البلدان العواصم العربية، ومع أن الحرب العسكرية لاقتلاعهم تبقى جزءاً من معركة واسعة فلابد من معركة موازية تحمل عاصفة من توعية الشعوب العربية وتنمية حقيقية في الأوطان التي وجد فيها الخمينيون أرضاً خصبة من الجهل والتخلف وانعدام فرص الحياة الأساسية في ظل صراعات سياسية وجدت فيها عمائم طهران طريقها للميكروفونات لتبث سمومها وأوهامها وأكاذيبها حتى فجرت الأزمات وصنعت الاحتقانات لتخسر عواصم عربية كبرى الكثير من إرثها التاريخي والحضاري.
5 عن ضريبة العقوبات الأميركية على إيران مشرق عباس الحياة السعودية
يتم فهمك في العراق جيداً عندما تقول: «أنا من جيل الحصار»إ. فلا أحد يغامر في التشكيك في معاناتك. قد يشفق على سنوات شبابك المهدرة، الشيوخ الذين انفتح وعيهم في ظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية أفضل سبقت الحصار الاقتصادي المرير الذي فرض على العراق في تسعينات القرن الماضي، وينظر إليك جيل الاحتلال الأميركي والحروب الطائفية كهاتف أرضي بلا تطبيقات ذكية، وأحياناً يتحدثون بلغة الحنين إلى سنوات لم يشهدوها، ويصنفون مرحلتهم بأنها الأسوأ.
في الحقيقة لا شيء يمكن أن يحفر في تاريخ الشعوب أكثر عمقاً مما حفر الحصار الأميركي الذي امتد لثلاثة عشر عاماً في ذاكرة من عايشوه ودفعوا أثمانه، ويومها كان العراقيون يصرخون بلا جدوى من خلف الأسوار العالية التي أقامها التحالف الدولي: «إننا نحن، وليس صدام حسين، وليس أي من قادته ورفاقه وأركانه، من يعاقَب».
تلك مقدمة ضرورية لفهم موقف العراقيين من تداعيات العقوبات الدولية التي يتوقع تصاعدها ضد إيران، والظن أن هذا الموقف الاعتباري لن يتغير وسيكون مثار اتفاق عام ينتمي إلى فهم شعبي عميق بأن العقوبات بالطريقة الأميركية ستمزق جسد آخر مواطن قبل أن تصل إلى باب قصر الحاكم.
وفي مقابل أن العراق لن تكون له يد في تلك العقوبات لو أقرت فعلاً، كما لن يكون لموقفه المعارض تأثير حقيقي، فإنه ينظر بارتباك لاحتمالات أن يدفع ضريبة موقفه الأخلاقي المفهوم من العقوبات الاقتصادية، وكان سيكفي مثلاً التذكير بأن دول المنطقة تتقدمها إيران التزمت بحصار التسعينات، من دون أن تقع في الحيرة التي يقع فيها العراقيون اليوم.
الخطير في المشهد، أن العراق هو الطرف الاقرب والأكثر عرضة للضرر جراء اي مواجهة أميركية– إيرانية سواء كانت على مستوى تبادل رسائل القوة، أو باستخدامها فعلاً.
وتبدو المعادلة معقدة بالفعل، فالعراق لا يأمل أن يجبر على المشاركة في المقاطعة الاقتصادية لإيران، لكنه قد يدفع ضريبة تلك العقوبات سواء التزم بها أو لم يلتزم، فيما لو قررت طهران أن ردها سيكون كما جرت العادة على أرض جارها التاريخي.
ومن المتوقع جداً أن ينعكس هذا الوضع الحرج، على مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية، مثلما ينعكس على أداء الحكومة في المرحلة المقبلة، وطريقة تعاطيها مع احتمالات التصعيد.
في الكواليس، مازال بعض السياسيين العراقيين يتحدثون عن أن طهران وواشنطن تبحثان عن صفقة، والنظرية التي ترى أن إيران ستمر بالمراحل التي مر بها العراق قبل احتلاله عسكرياً، غير قابلة للتطبيق، ويسوقون أمثلة عن فروق جوهرية بين نظام صدام حسين الذي لم يكن يمتلك أذرعاً إقليمية بفاعلية الأذرع الإيرانية، وبين طبيعة الاقتصادين العراقي والإيراني، وحتى عن أسلوب الحكم وآلياته.
لكن اصحاب نظرية الصفقة أنفسهم، يقرون بأن العراق سيكون ساحة الرسائل الملغومة الكبرى في المنطقة، حتى التوصل إلى تلك الصفقة، وأن انقساماً عراقياً حاداً قد يترتب على وضعه أمام خيار «معنا أو علينا».
بعض أشد المتحمسين لاستعادة الدولة العراقية من نظامي الوصاية الإيراني والأميركي معاً، يشعرون بالقلق من عدم قدرة أي حكومة عراقية على إقناع الطرفين بحياد بغداد إزاء الأزمات المرتقبة، ومع ضعف الوضع السياسي وتفتته لن تسمح القوى المحلية بهذا الحياد، لكنها في الوقت ذاته لن تتمكن من دفع البلد إلى الاصطفاف هنا أو هناك، ولن تتردد في إعادته إلى فخ التصادم الداخلي.
وأزاء هذا القلق كله، من الضروري التذكير بأن الأطراف الإقليمية والدولية في الصراع، لن يهمها كثيراً حماية العراق من الانزلاق مجدداً إلى المحظورات التي أنتجت أكثر لياليه سواداً، وأن أجواء التفاؤل بتحقيق إجماع نادر على دعم وحدة البلاد واستقرارها وأمنها وإعمار مناطقها من آثار الحرب على «داعش» قد تتبدد مع اهتمام الدول بمصالحها ودفاعها عن استراتيجياتها، ما يتطلب من العراقيين المزيد من الحذر، والمزيد من العقلانية والتمسك بالتوازن كمدخل أساس في إدارة الأزمة.
6 حسن نصرالله وكتائب «سيد الشهداء» ومقبرة اليمن عقل العقل الحياة السعودية
قلنا مراراً وتكراراً إن أساس ومحرك الاضطرابات في المنطقة هو إيران، الذي اعتقد أن اتفاقه النووي مع القوى الدولية إبان إدارة الرئيس الأميركي السابق أوباما مفاده إطلاق يده للعبث في المنطقة، وعلى رغم ذلك رحبت دول الخليج العربي بذلك الاتفاق ظناً منها أن سيهتم بقضايا ايران الداخلية ويكف شرّ تمددها في العالم العربي، ولكن العكس هو ما حدث، والجميع يعرف مدى التورط الإيراني في الملف السوري، فهناك آلاف المقاتلين والتنظيمات المذهبية التابعة له على الأراضي السورية ووصل الحد لدرجة بناء قواعد عسكرية إيرانية في سورية واليمن، التدخل الإيراني واضح بتزويدها مليشيات الحوثي بالأسلحة والصواريخ، والكل يتابع التصريحات الإيرانية عن استعداد طهران لحل سياسي في اليمن، وهذا دليل صارخ على سيطرتها على جماعة الحوثي وتدجينها كأداة لـ «التغلغل» الإيراني في المنطقة.
قدمت المملكة ودول التحالف أدلة من بقايا الصواريخ الحوثية التي تطلقها على أراضي المملكة مدعومة بالأدلة والبراهين علىأنها من صنع إيران، ونددت فيها قوى دولية وعلى رأسها الإدارة الأميركية. إيران وحكاية نصرة المظلومين في العالم والمنطقة أصبحت لعبة مكشوفة إلا على بعض المؤدلجين من أتباعها في المنطقة، أمثال حسن نصرالله في لبنان وفصيل من الحشد الشعبي العراقي اللذين كررا ظهورهما الأسبوع الماضي وقدما ولاء السمع والطاعة لسيدهما في طهران، باستعدادهما للذهاب والتطوع إلى جانب الإرهابي الحوثي في اليمن، والذي يبدو أن إيران وأقزامها على دراية بأن الأوضاع في اليمن ليست بصالحها، فأخرجت أدوات اللعبة الطائفية في المنطقة، أما نصرالله وهذا الفصيل من الحشد الشعبي في العراق فالأولى بهما الاهتمام بمصالح شعوبهما ودولهما، والغريب هو السكوت من قبل تلك الدول على مثل هذه التهديدات من قبل هذه الأحزاب التي يفترض أن تعمل تحت المظلة الوطنية لتلك الدول، نعم يوجد في العراق ظروف سياسية وفراغ دستوري وإشكال في نتائج الانتخابات الأخيرة، ولكن هذا لا يعني خروج مثل هؤلاء الإرهابيين واستعدادهم للتطوع ومساندة الإرهابي الآخر في اليمن.
أما أحلام إيران وحسن نصر الله من خلق جماعة الحوثي كحزب يختطف الدولة اليمنية بقوة السلاح كما هو حال زمرة نصرالله فهي أمنية بائسة لا يمكن تحقيقها في اليمن لظروف عدة حتى لو طال أمد الأزمة اليمنية.
أصبح نظام الملالي متخبطا بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وفرض عقوبات أمريكية مشددة عليه والتي أعلنها الرئيس الأميركي قبل فترة، ولن ينفع ضحك إيران وضغوطها على حلفاء واشنطن الأوروبيين، فها هي الشركات الأوروبية العملاقة بدأت تنسحب من إيران وهذا بداية الحصار الأميركي والأوروبي للنظام الإيراني، وكلنا تابعنا مسرحية التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز من قبل بعض السياسيين والعسكريين الإيرانيين والتي انتهت إلى أن تصريحات الرئيس روحاني فهمت بشكل خاطئ.
هذه هي إيران الحقيقية التي لا تعرف سوى لغة القوة، وقد قرأت تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب ذكر فيها إحصاء عن تحرش البحرية الإيرانية بالقوات البحرية الأميركية في المنطقة للسنوات الثلاث الأخيرة، واللافت أن عدد هذه الحوادث «صفر» في 2018 عكس السنوات التي قبلها.
هذه هي إيران وأميركا والغرب يعرفون حجم إيران وهي تعرف قدراتها، والآن تحاول أن تعمل ما يريدون بما يحفظ ماء وجهها، لأن القادم سيكون إزالة هذا النظام، وعلينا في المنطقة ألا ننخدع بالحرب النفسية التي تأتينا من كل جانب ومن بعضنا في الداخل بأن المخطط ضد الجميع. إيران نظام من ورق وسيسقطه شعبه من الداخل، فكلنا نشهد المظاهرات هناك احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية وانهيار العملة المحلية.