1 العراق: احزاب السقوط… عليها ان ترفع الراية البيضاء… من مسرح السياسة… بعد الخيانة والتزوير والفشل؟ د. عبد الجبار العبيدي راي اليوم بريطانيا
لا شك ان الخيانة الوطنية لهذه النفايات الحاكمة اليوم سبقت التزوير في الأنتخابات التي قد حدثت..حين أقسمت للعدو ان الوطن يمتلك اسلحة الدمار الشامل ذريعة لأحتلاله دون سبب…لكن التزوير لم يحدث لاسقاط النفايات التي سقطت ، فالنفايات أسقطها الشعب..لكن التزوير قد جاء او أبقى بعض نفايات البشرالذين حكموا ولا زالوا يتطلعون لحكم الناس دون حق من قدر،هؤلاء قد بعدُت الشقة بينهم وبين القرآن.. اللهم لا تجعل بيننا وبينهم جمعاً …هنا بيت القصيد ..
وهنا يجب ان نُسائل المفوضية اللامستقلة للأنتخابات التي جاءت ممثلة لبعض مسئولي احزابها بالبقاء مرة اخرى في تقرير مصير الشعب… هؤلاء الذين اصروا على ان يكون اعضاء المفوضية من احزابهم الباطلة كي لا يسقطوا ويقعوا في محنة القدر..لكن مهما حاولوا وزيفوا فهم حتما سيسقطون مثل الاخرين هم ومفوضيتهم الباطلة .. من نفايات البشر..كونهم قد خانوا الامانة ، وضربوا الدستور والقانون معاً..فسقوطهم حتمي بعد الذي بلغ الناس منهم وما يكرهه الشعب،وكان يجب ان يردعهم عن الناس عقلهم وشرف العرب…لكن لا عتب على من لا عقل له ولا ينتمي للعرب…انها حكمة القدر.
هؤلاء المرعوبون اليوم من الخوف من مصيرمظلم الذي ينتظر كل النفايات التي حكمت الوطن وخانت القرآن والشعب مدة أكثر من 15 سنة بلا قانون ولا ضمير ، ولا حسبان للقدر.هم عاشوا بترف آهات المظلومين من البشر …واليوم يهرولون هنا وهناك خلف البرزاني وأردغان وسليماني ..أذلة مكسورة وجوههم ..لأنقاذ المصير المحتوم من القدر..وما دروا اذا جاء أجلهم لن يستأخرون ساعة ولن يستقدمون …ان الله يمهل ولا يهمل للذين ظلموا الناس ونسوا القدر.
الخوف عدو سري يهاجم كل الناس دون تمييز..يجعلهم حذرين من كل انتكاسة قدر..يخافون من الصراع والتغيير..ومن الفشل والأحباط في سوح حياة اصبحت معقدة لا كما ظنوا سهلة الحل في حكم البشر…هؤلاء الذين عملوا في الظلام ..وكذبوا على الله والبشر..وسرقوا اموال
2
الناس بالباطل وحنثوا اليمين وايات القدر… ستبقى قلوبهم محفوفة بالهلع والعُقد والخوف من القدر..فهل سيفكرون بعد بقائهم خطئاً في سلطة الدولة ان يعملوا في النور ليطردوا ظلام الامس ويعودوا الى الله والناس والقدر..لا أظن ..لان من شب على شيء شاب عليه..؟ فأين حكمة الزمن..ان كانوا هم من صنف الأنسان البشر؟
الحكمة هي ان تعودوا انتم للقلب والضمير ليحاسبكم القدر..ولكن لا حياة لمن تنادي …عَبَرَ موسى البحر خوفا من الفرعون بحكمة القدر..فنجاه القدر..فنذر موسى نفسه ان يعمل اربعين سنة ليخدم الحق..لكن موسى(ع) طلب من الرب مقابل ذلك ان يعلمة الحكمة،مثلما طلبها المسيح (ع)، وطلبها محمد(ص) فجاءته بتسعِ آيات من القرآن (الأسراء 101-102)..وجاءت للسيد المسيح بثلاث آيات أخر ،(آل عمران 49 ) . وجاءت لمحمد بأكثر من ستة آلاف آية من البينات ،(يونس15) ليعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والأنجيل..هنا ابتهج موسى وعيسى ومحمد بألأيات البينات ليتعلموامنها حكمة القدر..هنا انتصر الانبياء بالحكمة…فكيف من خانوا الله والحكمة بقدر؟من سينصرهم اليوم اوغداً…؟
فرح موسى بالحكمة حين قال له الله ان الفرعون سيكون مثبورا..وفرح المسيح حين قال له الرب..ان عيسى بن مريم من الصالحين..وفرح محمد حين قال له القرآن انت من المنذرين للعالمين بالحق من البشر ..فكان جواب موسى ربي اعطاني حياة العدل من القدرسأنذرها له ..وكان جواب المسيح لأعدائة :” ليس بالخبزوحده يحيا البشر. .بل بكلمة تخرج من الله…. هي حكمة الزمن “.وقال محمد للناس : يقول الحق :”وآفوا بعهد الله اذا عاهدتم ولا تنقضوا الآيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا..”.
فالعدل هو اساس الملك في حكم البشر ..انها الحكمة.. فثقوا يا من خنتم الله والوطن والشعب والقسم… الذي عجزت الجبال ان تحمله فحمله الأنسان بتوثيق القدر .. ان الأيمان والعمل الصالح ينتج ثماراً وأعمالا صالحة بعد الايمان بالله وكتبه ووصاياه..فبها وبنعمته ستحيا نفوس المخلصين من البشر..لا كما ماتت ضمائركم بقوة القدر..واليوم اصبحتم كالحجر لا تؤثر فيكم كلمة ولا يردعكم ضمير.. أصنام ميتة كلمها ابراهيم من قبلكم فلم ترد عليه لأنها لا تنطق ..لأنها حجر..فأنتم كالأحجار والأنعام لا بل اكثر منها بلادة في البشر..
عودوا الى حكم نصيحة التاريخ ايها الطامعون بباطل البشر..ان تعلموا ان لا احد معصوم من الخطأ ..فما دام الأنسان يعمل فلا بد من الخطأ..لكن العودة الى الصحيح هو علاج الخطأ.ولكن من أوغل في الباطل ليس له من عودة للصحيح من القدر..
3
وأعلموا ان المقسوم لكم هو دواء الخطأ ..فلا تبقون تتطلعون الى الهدايا مثل مرتكبي الخطأ..فألحب الذي يتغذى على الهدايا يبقى جائعا على الدوام ويبقى الخطأ.
يا حماة الدار..تركيا تقطع عن الوطن المياه ..فيصمت حكام الخضراء جبناء القدر، وايران تسرق نفطكم من كركوك..وتقطع عنكم الكهرباء في لهيب الصيف ..وتحتل أراضيكم وأنتم خانعون تدعون الأتفاقيات الباطلة التي عقدتموها معها بخلاف الانسان البشر، وشبابكم يُقتل في سوريا بأمر الخزعلي والفياض عملاء ايران ، وانتم اليوم تدعون العروبة وهي اعدى اعداؤكم…وايران والكويت تعتقل صياديكم في مياهكم..وانتم تهرولون اليهما بطلب الأستجداء لمعونات الذل ونقصان الكرامة.. والبنك المركزي يسرق اموال الشعب ويبيعها بمزادٍ علني بلا قانون ولا قدر..ولا حراك..وسفرائكم يبعون آثار الوطن جهرا وعلانية..ويحتقرون الجالية ولا.. هَمَ لهم الا خدمة مؤيدهم من كذابين الزفة القابضين لأعلى المرتبات بلا خدمة ولا عمل…..وابناء الوطن في المخيمات بلا فطور ولا عشاء.. والمرجعية التي شرعت الاحتلال وقبضت الثمن ..وأنتم الذي اليها تركعون..أين هي اليوم من فتاوى القدر؟
تافهة هي الحياة حين تخلو من الامال..ومؤلم هو العيش حين يصبح مجرد تعداد لايام عذاب للعراقيين … بلا نهاية..
لكنكم فرسان بأصدار القوانين للأستزادة من أمتيازاتكم الباطلة..وتتباكون على خسارتكم ولم تذكروا ما حل بالوطن….والمليشيات تقتل شباب الوطن ..وانتم لا زلتم تدعون بالرجولة في بلدكم..انتم والله عار التاريخ في وطن العراقيين الذي هو عنكم من غرباء القدر …؟
وأخيرا اقول لكم وانا الذي قرأت التاريخ بعمق فلسفته:عليكم ان تتذكروا الماضي ..فمن لا يتذكره محكوم عليه بتكرار أخطائه..فلا تكونوا منهم..بعد ان أوغلتم في المال الحرام ..وتجاوزتم على الحق والعدل..وأرتديتم ثوب الخطأ،
تذكروا قول الله جلت قدرته ….”ان الله لا يحب المعتدين…”.فكيف الأعتداء على العدل والشعب والوطن ..يا معتدون؟ أما آن الوقت لكم ان ترفعوا الراية البيضاء ليتخلص الوطن والمواطن العراقي من شركم وعاركم ايها المجرمون..ماذا سيكتب التاريخ عنكم غداً ؟
أنتم والله يامن تدعون قادت الاحزاب والكتل ..أنتم اجبن خلق الارض بعد ان سقطت عنكم غيرت الوطن ،فمالكم من ثبات على الغانمات ،ولاعزم على الأمور ، ولا صبر على السيف..لابل انتم ألغازُ محفوفة بالغموض….قاتلكم الله انا تؤفكون..؟
2 العرب وإيران… والمفترض! صالح القلاب الجريدة الكويت
المفترض أنه لا خلاف على أن إيران هي التي وراء كل هذا الاستعصاء الحكومي، إن في العراق وإن في لبنان، وأنها وراء توترات هذه المنطقة كلها، وهنا فلعل ما لا نقاش فيه، ولا جدال حوله، هو أن روسيا هي التي شجعت ولا تزال تشجع الإيرانيين على كل هذا الذي يفعلونه، وعلى اعتبار أنها بحاجة إلى هذا “الولد المشاغب” كي تستعيد مكانة الاتحاد السوفياتي في تلك الفترة الغابرة، عندما كان يبسط نفوذه في أهم دول الشرق الأوسط، وفي مقدمتها مصر الناصرية، التي كانت عملياً، وإن بحدود معينة، تتحكم في جزء من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وبالطبع في قناة السويس وصولاً إلى باب المندب. لقد كان الاتحاد السوفياتي مقبولاً في هذه المنطقة إن شعبياً وإن رسمياً بحدود معينة، رغم تبنيه بعض الأنظمة “الطرزانية”، ومن بينها نظام معمر القذافي وبعض أنظمة سورية المتعاقبة، لكنه وفي كل الأحوال ما كان يفعل كل هذه الأفعال التي تفعلها موسكو الآن، ولا كل هذه النزوات التي يرتكبها فلاديمير بوتين، ومن بينها احتضانه نظاماً ظلامياً أفقر إيران والشعب الإيراني، وبات يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في هذه المنطقة، والدليل هو أنه وراء كل هذا الاستعصاء الحكومي في العراق ولبنان، وأنه عملياً ومعه الإخوان المسلمون وراء الانقسام الفلسطيني، وإقامة دولة غزة “المُلْتحية” هذه التي يسعى الإسرائيليون إلى أن تكون الدولة الفلسطينية المنشودة.
ما هي حاجة الشعب الإيراني، الذي بات يترنح تحت وطأة انهيار اقتصادي موجع بالفعل، في أن يكون على رأس الحكومة العراقية المنشودة نوري المالكي أو هادي العامري وليس حيدر العبادي أو إياد علاوي؟! أو أن تكون مرجعية الحكومة اللبنانية المتعثرة قصر بعبدا أو ضاحية بيروت الجنوبية؟! ثم هل يعقل يا ترى أن تكون إطلالة إيران على هذه المنطقة من خلال قاسم سليماني وليس على الأقل من خلال عطا الله مهاجراني… أو خاتمي أو أيٍّ من المعممين وغير المعممين ممن فرضت عليهم الإقامة الجبرية في بيوتهم، والتي غدت زنازين مظلمة منذ سنوات بعيدة!
هل الشعب الإيراني، الذي أصبحت غالبيته تتضور جوعاً، وأصبح أبناؤه نعوشاً طائرة عائدة من سورية ومن العراق ومن اليمن وأيضاً من ليبيا، بحاجة إلى حسن نصرالله، الذي يطلق على نفسه اسم “سيد المقاومة”!! وبحاجة إلى عبدالملك الحوثي، وإلى نوري المالكي وهادي العامري… وأيضاً إلى بشار الأسد الذي بات يشكل عبئاً ثقيلاً على إيران، وحتى على طائفته العلوية وعلى بوتين وسيرغي لافروف… وعلى نفسه؟!
أليس المفترض أن تكون إيران مرجعية عقلانية لهذه المنطقة كلها متكئة على تراث حضاري هائل أغناه الإسلام العظيم بقيمه النبيلة المتسامحة…؟ ألم يكن أفضل للشعب الإيراني الشقيق… نعم الشقيق، بدل كل هذه الحروب والويلات، التي أقحمه حكامه في نيرانها ومآسيها، أن تكون إطلالته على أشقائه العرب إطلالة حضارية، وإطلالة رفاه اقتصادي وليس هذه الإطلالة المرعبة التي تسببت في كل هذه الحروب المدمرة، وكل هذه النعوش العائدة من دول من المفترض أنها شقيقة، وليس بين شعوبها والشعب الإيراني العظيم حقاً وفعلاً إلا الخير، وإلا قيم المحبة والتعاون في المجالات كلها، وعلى الأقل كما هو قائم ومعمول به بين الدول والشعوب الأوروبية؟!
3 عواقب إيجابية للتلاعب بنتائج الانتخابات العراقية عدنان حسين الشرق الاوسط السعودية
ما كان العراقيون، أو أغلبيتهم في الأقل، ينتظرون إعلاناً من المفوضية الجديدة (المؤقتة) للانتخابات في العراق، ليدركوا أو يتأكدوا أن التزوير في نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 مايو (أيار) الماضي حقيقة واقعة. هذه الحقيقة يعرفها الكثير من العراقيين قبل أن تتوصل إليها المفوضية الجديدة التي شكّلها هذه المرّة مجلس القضاء الأعلى من تسعة قضاة تنفيذاً لقرار من البرلمان المنتهية ولايته، الذي شكّل المفوضية الموقوف عملها الآن، ورفضَ كلّ المطالب بأن يدخل القضاة في قوامها لضمان نزاهة عملها… العراقيون يعرفون الحقيقة الواقعة هذه لأنّه ما من عملية انتخابية جرت في السابق لم تُثَرْ بشأنها اعتراضات واحتجاجات واتّهامات بالتلاعب في إرادة الناخبين، إنْ بشراء الأصوات، أو بتقديم الوعود بالتعيين في وظائف الدولة، أو بتحقيق مصالح اقتصادية واجتماعية لرجال أعمال وشيوخ عشائر، أو بالضغط السياسي والاجتماعي، وبوسائل العنف أيضاً، فضلاً عن التزوير المتعمّد لنتائج الانتخابات لصالح جهات نافذة في السلطة في سبيل أن تحتفظ بنفوذها أو أن تزيد منه، بيد أن الطبقة السياسية المتنفذة كانت دائماً تجد الطريق سالكة إلى تسوية فيما بينها يجري بموجبها تبادل المصالح والمنافع، فتطوى ملفات التلاعب في العملية الانتخابية والتزوير في نتائجها.
الحركة الداعية إلى المقاطعة التي انطلقت عشية التحضير للانتخابات الأخيرة، كان من أسبابها هذه الحقيقة الواقعة المرافقة لكل عملية انتخابية: التلاعب والتزوير. الداعون إلى المقاطعة كانوا يعتقدون ألّا فائدة من الذهاب إلى مراكز الاقتراع فالنتائج معروفة ومحسومة سلفاً.
التلاعب في العملية الانتخابية وتزوير نتائجها كانا دائماً وأبداً من تدبير القوى المتنفّذة، وهي في معظمها من جماعات الإسلام السياسي، شيعية وسنّية، أمّا المُنفّذون فمسؤولو مفوضية الانتخابات وموظفوها الذين تختارهم القوى المتنفّذة ذاتها بوصفها المتحكّم بعمل مجلس النواب والحكومة ومجمل العملية السياسية، فالمفوضية الموصوفة في الدستور بأنها مستقلّة لم تتمتع يوماً بالاستقلال، شأن سائر الهيئات «المستقلة» التي تقاسمت مناصبها العليا والدنيا الأحزاب المتنفّذة وفق نظام المحاصصة الطائفية والقومية الذي اعتمد في توزيع مناصب الدولة المدنية والعسكرية والأمنية، بخلاف ما حكم به الدستور.
إعادة العدّ والفرز التي تقوم بها الآن المفوضية الجديدة (المؤقتة) في المراكز والمحطات التي طُعِن في نتائجها في عدد من المحافظات العراقية، من المنتظر أن تكشف عن المزيد من حالات التلاعب في نتائج الانتخابات. هذا له فائدة مباشرة تتمثّل في إعادة الحق إلى نصابه على صعيد مَنْ فاز ومَنْ فشل في انتخابات مايو. من المرجّح أن تنتهي العملية إلى إظهار أن هناك مَنْ فاز بالفعل في الانتخابات لكنّ أصوات ناخبيه أُستولي عليها ظلماً وعدواناً، في مقابل أن هناك مَنْ خسر وجرى «تفويزه» بالتلاعب. «الخاسر» بالتلاعب سيستعيد أصواته و«الفائز» ستُسحَب منه الأصوات الممنوحة له من دون وجه حق.
ثمة فوائد أخرى على المدى المتوسط والبعيد لإعادة العدّ والفرز والكشف عن عملية التلاعب، أولها أن مجلس النواب الجديد الذي سيلتئم بعد اكتمال عملية العدّ والفرز الحالية، وإعلان النتائج النهائية الصحيحة، سيجد أن من اللازم عليه أن يعيد النظر في مفوضية الانتخابات، وسيتحتّم عليه إعادة تشكيلها على وفق ما نصّ عليه الدستور بوصفها هيئة مستقلة يتوجب هيكلتها بعيداً عن الترتيبات والتفاهمات التي كانت تجري بين الأحزاب المتنفّذة. ومن المفترض أن ينسحب هذا على سائر الهيئات «المستقلة» المُجرّدة من استقلاليتها وحيادها ونزاهتها.
الأهم من هذا، الاعتراف الرسمي بأن التلاعب في العملية الانتخابية والتزوير في نتائجها هما حقيقة واقعة، سيطعن في صدقية العملية الانتخابية برمّتها ما يستدعي إعادة النظر في قانون الانتخابات وفي النظام الانتخابي المُعتمد (سانت ليغو) غير المنصف، وفي قانون الأحزاب، وهذه من المطالب الرئيسية للحراك الاحتجاجي الذي انطلق منذ ثلاث سنوات في سبيل الإصلاح السياسي والإداري والاقتصادي، وهي مطالب فشلت في تلبيتها الحكومة الحالية والبرلمان المنتهية ولايته.
الطعن في صدقية العملية الانتخابية لا بد أن ينسحب على صدقية العملية السياسية المعتمدة منذ 2003 حتى الآن، والقائمة على أساس المحاصصة الطائفية والقومية. ولهذا أهمية كبيرة للقوى الوطنية الديمقراطية العراقية المطالبة بإقامة حكم مدني علماني ديمقراطي يعتمد الهوية الوطنية ودولة المواطنة، بديلاً عن الحكم الحالي الذي أقامه تحالف الأحزاب الإسلامية والقومية، وهو حكم لم يفشل فقط في تقديم بديل مناسب عن نظام صدام حسين، إنما زاد عليه بإثارة النزاعات المسلحة الطائفية والقومية، وإشاعة ظاهرة الفساد الإداري والمالي التي قوّضت أركاناً أساسية للدولة والمجتمع، ودمّرت الاقتصاد الوطني، ولم تسمح بتنمية اقتصادية – اجتماعية احتاجها العراق بإلحاح لمداواة آثار الديكتاتورية والحروب المدمّرة لنظام صدام.
بعد الاعتراف الرسمي المُنتظر بالتلاعب في العملية الانتخابية، لن يكون في إمكان البرلمان العراقي الجديد والحكومة التي ستنبثق عنه، العودة إلى نظام المحاصصة الذي كان الأساس في فساد الحياة السياسية والإدارية… عودة كهذه ستعني تفجير حركة احتجاجية أكبر وأقوى من حركة 2015 التي كان من نتائجها سقوط عدد لا يُستهان به من الشخصيات التي أفرزها نظام المحاصصة في الانتخابات الأخيرة، وتراجع نفوذ عدد آخر منها، وهؤلاء لن يجرأوا هذه المرة على تحدّي الإرادة الشعبية، كما كان يحصل فيما مضى، خوفاً من عواقب وخيمة يُمكن أن تلحق بهم وبنفوذهم في العملية السياسية مستقبلاً.
4 مستقبل المستنقعات في العالم العربي عبد الهادي النجار الحياة السعودية
على أطراف الأهوار في العراق، وُجدت أقدم قصيدة أسطورية عرفتها حضارات العالم القديم. إنها ملحمة جلجامش، التي نُقشت على ألواح طينية قبل نحو 4100 سنة لتقص تجربة أبناء أرض سومر وعلاقتهم مع قوى الطبيعة. ولعل أبرز تجلياتها ما أوردته حول الطوفان العظيم الذي أغرق مدينة شروباك الواقعة على نهر الفرات، ودعوة جلجامش أحد رجالها لهدم كوخه المبني من القصب من أجل صنع قارب ينشد به النجاة، ويحمل بذرة كل ذي حياة.
في كل مكان في العالم، اقترنت المستنقعات بنشأة الحضارات وزوالها. وكما كانت مياهها تدعم سبل الحياة من غذاء وكساء وسكن، فإن فيضانها أو انحسارها كان يهدد المجتمعات المحلية بالفناء أو الترحال. ويكفي أن نعلم أن الحواضر التي تطورت على ضفاف النيل والعاصي والفرات ودجلة ارتبط وجودها بالمستنقعات التي تغذيها هذه الأنهار، وما زال تأثيرها مستمراً حتى وقتنا الراهن.
مستنقعات النيل
عندما يدخل نهر النيل حدود دولة جنوب السودان، قادماً من هضبة البحيرات الاستوائية، يصبح اسمه بحر الجبل. ثم يتراجع معدل انحدار النهر حتى يزول تقريباً، فيتفرق ماؤه في أحواض وبحيرات ضحلة لا يزيد عمقها على ستة أمتار، وتتراوح مساحتها الموسمية بين 30 ألفاً و130 ألف كيلومتر مربع. هذا القطاع من بحر الجبل يُعرف باسم مستنقع «سُد» الذي يعد أحد أضخم الأراضي الرطبة في العالم. وتتكون المنظومة المائية لمستنقع سُد من قنوات متعرجة وبحيرات، وسدود طينية ونباتية، وحقول قصب وبردي، وهي تخسر أكثر من نصف المياه المتدفقة فيها نتيجة التبخر والنتح في السهول الفيضية الدائمة والموسمية.
وتصل حصة مصر من مياه النيل حالياً إلى 55 بليون متر مكعب. أما عجزها المائي فيصل إلى 20 بليون متر مكعب. وهذه الأرقام تبدو متواضعة أمام الإيراد المائي الإجمالي لروافد النيل وبحيراته المغذية، الذي يتجاوز 250 بليون متر مكعب من المياه سنوياً. فأين تتلاشى كل هذه المياه؟
تشكل البحيرات الطبيعية والاصطناعية الضحلة أكبر مواضع فقدان مياه النيل. فبحيرات فكتوريا وكيوغا وناصر تفقد وحدها نحو 130 بليون متر مكعب سنوياً بسبب التبخر. وتأتي المستنقعات في المرتبة الثانية، حيث يخسر النيل في مستنقعات بحر الجبل وبحر الغزال ومشار أكثر من 35 بليون متر مكعب. وفي حين تحتاج مصر حالياً إلى المياه التي تتبخر من بحيرات النيل ومستنقعاته، فلهذه الأحواض والمسطحات دور هام في تنظيم جريان النيل. فهي خزانات طبيعية تحتجز المياه الزائدة وتغذي النهر عند انخفاض منسوبه.
قبل أكثر من أربعة آلاف سنة، كانت الماشية تسرح في المراعي الطبيعية المنتشرة بين مستنقعات الدلتا، في حين كانت أراضي وادي النيل تستغل كلها في الزراعة. كما كان محترفو الصيد ينصبون شباكهم للإمساك بالطيور. فإذا اجتمع الإوز صادوه وربّوه وسمّنوه. ويبدو أن المصريين القدماء لم يعرفوا الطيور المستأنسة، خاصةً في الدولة القديمة، إذ لم يكن هناك ما يحملهم على تربية الدواجن طالما كان صيد الطيور البرية يعوضهم عنها دونما عناء أو مشقة. وبخلاف الطيور المحلية، كانت مستنقعات الدلتا تأوي الطيور المهاجرة من برد شتاء أوروبا باتجاه الجنوب الدافئ.
ويعد نبات البردي أشهر أنواع النباتات التي تنمو في مستنقعات الدلتا وضفاف النيل الضحلة. وهو يستخدم في العديد من الصناعات، كما تؤكل ثماره نيئة أو مطبوخة، وتستعمل أوراقه لتصنيع البرديات.
وإلى جانب البردي، تكثر في المستنقعات أنواع النباتات المائية المختلفة، مثل الأزهار العريضة الأوراق والقصب، التي تشكل أحراجاً كثيفة تستوطنها أنواع مختلفة من الطيور والثدييات والأسماك والحشرات. ومن الزراعات، تنتشر زراعة الأرز ذات العائد المجزي في المياه الضحلة. لكن الحاجة إلى ترشيد استهلاك المياه دفعت الحكومة المصرية لتقليص مساحات زراعة الرز بمقدار 25 في المئة خلال سنتي 2017 و2018.
مستنقعات العاصي
يعتبر نهر العاصي من الأنهار الصغيرة القليلة التدفق، وهو أقرب إلى الترعة إذا ما قورن بنهر النيل. ومع ذلك، كان للعاصي دور هام في حياة الممالك والمدن القديمة التي نشأت على ضفافه وبالقرب منه، مثل مملكة قطْنا (المشرفة) ومدينة أفاميا اللتين اندثرتا، ومدن حمص والرستن وحماة وشيزر وأنطاكيا الموغلة في القدم.
ويبدو أن حوض العاصي شهد تغيرات هيدرولوجية كبيرة مع بداية العصر الحديدي (1200–600 قبل الميلاد). وهذا أدى إلى حدوث انخفاض في المخزون المائي، وتراجع منسوب البحيرات والمستنقعات القريبة من مملكة قطنا ما تسبب بهجرة السكان.
وفي المقابل كان لهذه التغيرات أثر إيجابي في المناطق المجاورة. فإلى الجنوب الغربي من مملكة قطنا بنحو 20 كيلومتراً، كانت أراضي مدينة حمص المعاصرة لا تزال مغمورة بمياه المستنقعات باستثناء بعض التلال. ومع انحسار المياه، بدأت حمص القديمة بالتشكّل تدريجاً. وفي نهاية القرن الثالث الميلادي، خلال عهد الإمبراطور الروماني ديوكلتيانوس، جرى بناء سد على بحيرة حمص كان له دور هام في نهضة المدينة نتيجة زوال مستنقعاتها وزيادة غلالها. وكان هذا أضخم المشاريع التخزينية التي أنجزت في العصر الروماني. ولم يشهد نهر العاصي مشروعاً بهذه الضخامة حتى منتصف القرن العشرين، عندما جرى تجفيف مستنقعات الغاب. وكانت هذه المستنقعات تتجمّع في وسط سورية بين محافظات حلب وحماة واللاذقية، وتتغذى من الأمطار ومياه نهر العاصي وينابيع المنطقة الغزيرة.
وشمل مشروع استصلاح الغاب سهول منطقة طار العلا ووادي الغاب، بما يحتويه من مستنقعات يصل طولها الأقصى إلى 70 كيلومتراً وعرضها إلى 15 كيلومتراً، بمساحة مغمورة قدرها 35 ألف هكتار من أصل 141 ألف هكتار هي كامل مساحة المشروع. وفي عام 1956 جرى استكمال كسر العتبة البازلتية في القسم الأسفل من الغاب، وتم تصريف المياه تماماً. فتحول مستنقع الغاب إلى سهل خصب جرى توزيع أراضيه على الفلاحين.
على رغم النتائج الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة لتجفيف مستنقعات الغاب، إلا أنه أدى إلى انخفاض كبير في الرطوبة النسبية في وسط البلاد نتيجة انخفاض معدل التبخر، ما جعل مناخ المنطقة شبه جاف صيفاً. كما أدّى التجفيف إلى تراجع تغذية الطبقة العليا من المياه الجوفية الصالحة للزراعة والشرب، التي تمتد على عمق 50 إلى 70 متراً من سطح الأرض، وتقع تحتها طبقة المياه الجوفية الغنية بالمياه الكبريتية. وامتد هذا التأثير على مساحة تصل إلى 100 كيلومتر شرقاً وأكثر من 125 كيلومتراً جنوباً وشمالاً. وهذا يعني أن أضرار الجفاف من نقص المياه الجوفية وانخفاض الرطوبة الجوية يعادل ثلاثة أضعاف مساحة سهل الغاب وطار العلا، أي نحو 425 ألف هكتار.
في دراسة علمية نُشرت عام 2012، بيّن باحثون من جامعة تشرين والهيئة العامة للبحوث الزراعية أن العجز المائي الحالي في الموازنة المائيـة لسهل الغاب يبلغ 137 مليون متر مكعب في السنة. وهـو ناتج عن خفض تدفق نهـر العاصي إلى النصف نتيجة بناء السدود عليه، إلى جانب تغيير الخواص المائية والبيئيـة لحوض العاصي بفعل تجفيف مستنقع الغاب ومشاريع الري التي تبعته، وانخفاض كفاءة شبكات الري إلى 40 في المئة بسبب قدمها، وازدياد الطلب على المياه لأغراض الزراعة والصناعة، وازدياد حفر الآبار الارتوازية، ما أدى إلى انخفاض غزارة تدفق الينابيع وجفاف بعضها.
معظم سهل الغاب كان عبارة عن بحيرات ومستنقعات يجف بعضها في فصل الصيف، فيستغلها سكان المنطقة للزراعات الصيفية كالذرة البيضاء والقطن. لكن هذه المنظومة البيئية البشرية زالت تماماً نتيجة تجفيف مستنقعات الغاب. ومع ذلك، ما زالت بعض المناطق القريبة من حوض العاصي تحتفظ بمستنقعاتها على رغم ضآلة مساحتها أمام مستنقعات العاصي التاريخية، ومنها على سبيل المثال مستنقع عمّيق في منطقة البقاع الغربي.
وتعد محمية عمّيق من أكبر الأراضي الرطبة المتبقية في لبنان، وهي محطة هامة للطيور المهاجرة من أوراسيا باتجاه أفريقيا. ومستنقع عمّيق جنة للطيور ومقصد لهواة مراقبتها، حيث تم تسجيل أكثر من 250 نوعاً منها في أرجائه. لكنه أيضاً زاخر بالفراش (53 نوعاً) والزواحف (12 نوعاً) والثدييات (23 نوعاً). وعلى رغم وجود خمسة أنواع فقط من البرمائيات، فان كثرة أعدادها تعوض بعض النقص. وثمة أوقات يصعب فيها السير من دون أن يطأ زائر المستنقع عدداً من الضفادع.
مستنقعات الرافدين
يعتبر نهرا دجلة والفرات المصدر الرئيسي لمياه الأهوار، إذ إن مناخ المنطقة صحراوي جاف قليل الأمطار، ويساهم نهر الكرخة الآتي من إيران في تغذية الأهوار بالمياه. وتمتاز الأهوار بغطاء نباتي كثيف أغلبه من القصب والبردي والعديد من النباتات الطافية والغاطسة. وهي تستضيف العديد من الحيوانات المائية كالأسماك، والطيور المحلية والمهاجرة مثل البط والإوز ومالك الحزين والهدهد والحذاف والحسّون والحُر.
وتطلق تسمية «الأهوار» على الأراضي المنخفضة التي تغمرها المياه في جميع أيام السنة، وفي مواسم معينة تضم مناطق ضحلة وأخرى عميقة نسبياً. وما يميز الأهوار عن غيرها من المستنقعات نظامها البيئي والهيدرولوجي الفريد والمستمر عبر التاريخ، إذ كانت موئلاً نابضاً بالحياة، ومقراً لسكنى البشر منذ آلاف السنين. وقد استثمرت أرضها في زراعات متطلبة للماء مثل أرزّ العنبر العراقي الشهير، إلى جانب زراعة الذرة البيضاء وقصب السكر. كما تربى في الأهوار أنواع المواشي المختلفة، لا سيما الجواميس.
وتختلف مساحة الأهوار بحسب نظرة الباحثين إليها. فبعضهم يحصرها بالأراضي التي تغمرها المياه بشكل شبه دائم فتكون مساحتها 7000 كيلومتر مربع، ومنهم من يجعلها أوسع من ذلك لتشمل الأراضي المجاورة، فتصبح مساحتها 35000 كيلومتر مربع. وكانت اليونسكو أدرجت أهوار العراق على قائمة التراث العالمي في عام 2016.
كانت الأهوار وسكانها عرضةً للأخطار المختلفة على الدوام. فليس ببعيد عن أسطورة الطوفان العظيم، واجهت الأهوار سلسلة لا نهائية من الفيضانات الأصغر حجماً، وأظهر سكانها بأساً في مجابهتها، كما فعلوا في مقارعة الأوبئة التي تنقلها الحشرات. وفي محيط الأهوار دارت العديد من المعارك، وكانت تاريخياً ملجأً للمطارَدين، ما جرّ عليها الكثير من الويلات. ومن ذلك، ما فعله هولاكو ثم تيمورلنك من تدمير متعمد لشبكة السدود التي بناها هارون الرشيد لاستصلاح أراضي الأهوار، والحملات العسكرية المتتالية التي كانت ترسلها الدولة العثمانية إلى المنطقة لمعاقبة «المشاغبين العرب».
بعد عام 1991، ونتيجة لقرارات سياسية، وضعت خطة لتجفيف الأهوار جرى تنفيذها خلال بضع سنوات. ونتج من ذلك القضاء على واحد من أكبر المجمعات المائية العذبة في العالم بمساحة تبلغ 20000 كيلومتر مربع، وانقراض مجموعة من الحيوانات المتوطنة في الأهوار، إضافة إلى التغيرات الكبيرة التي لحقت بالمناخ وانخفاض نسبة التبخر والرطوبة الجوية، وارتفاع نسبة العواصف الترابية، وتراجع أعداد المواشي.
وبعد إعادة المياه إلى مجاريها بعد عام 2003، واتجاه الأهوار إلى التعافي بفضل مشاريع إعادة التأهيل، تواجه المنطقة حالياً مشكلة الجفاف، بفعل تراجع تدفق الأنهار نتيجة سياسات دول المنبع في بناء السدود واحتجاز المياه. ولئن دفع تراجع تدفق مياه النيل الحكومة المصرية لتقييد زراعة الأرزّ في عام 2018، فإن قلة الإيرادات المائية في نهري الفرات ودجلة جعلت الحكومة العراقية في السنة ذاتها تمنع تماماً زراعة ثمانية محاصيل، وفي طليعتها الأرزّ والذرة.
ساهمت المستنقعات في العالم العربي بتوفير الظروف الملائمة لنشأة الحضارات وتطورها، وكانت مصدراً غنياً للغذاء والكساء وموئلاً لأشكال الحياة المختلفة. وعلى مر التاريخ، كانت المستنقعات قادرة على الصمود أمام أعتى الأخطار باستثناء التعديات الواسعة التي يقوم بها الإنسان. فهل تملك المستنقعات المتبقية المناعة الكافية لمواجهة مشاكل الجفاف وتغير المناخ؟