حذرت وزارة الموارد المائية العراقية من تصاعد نسب الملوحة في شط العرب في البصرة، بسبب إقدام إيران على ضخّ مياه مالحة إلى الجانب العراقي، فيما تواجه البلاد أزمة جفاف أدت إلى حصول نزاعات عشائرية جنوباً.
وأفادت وزارة الموارد المائية بأن «محافظة البصرة تعاني وضعاً مأسوياً بسبب ارتفاع ملوحة شطّ العرب، التي وصلت إلى نسب عالية تحول دون استمرار استخدامها في الشكل المعتاد». فيما دعت الجانب الايراني الى “التوقف عن قذف” مياه المبازل المالحة في الشط.
وقالت الموارد المائية في بيان صحفي إن “محافظة البصرة تعاني وضعا مأساويا بسبب ارتفاع ملوحة شط العرب حيث وصلت الى نسب عالية لايمكن معها استمرار الاستخدامات المعتادة للمياه”، موضحة أن “تراكيز الاملاح في منطقة سيحان، الموقع التاريخي لمصب نهر الكارون بشط العرب، وصلت الى (25000) جزء بالمليون مقارنة بـ(2000) جزء بالمليون في منطقة كتيبان في اعالي شط العرب، وهذا يعود لسببين اولهما قذف مياه شديدة الملوحة في هذه الفترة من السنة من الجانب الايراني كما حصل في السنوات السابقة، وكذلك المد العالي الذي يدفع تلك المياه باتجاه مركز مدينة البصرة”. وأكدت الوزارة، أنها “لن تدخر جهدا في تقديم خدماتها لمدينة البصرة داعيتاً الجانب الايراني الى “التوقف عن قذف مياه المبازل المالحة في شط العرب، واطلاق نسبة معينة من الايرادات العذبة لنهري الكارون الكرخة”.
يذكر أن محافظة البصرة تواجه منذ عام 2007 تكرار مشكلة ملوحة مياه شط العرب خلال فصل الصيف بسبب تقدم اللسان الملحي (الجبهة الملحية) من الخليج في مجرى الشط نتيجة قلة الإيرادات المائية الواصلة عبر دجلة والفرات، وتعد أقضية الفاو وأبي الخصيب (جنوباً) وشط العرب (شرقاً) أكثر المناطق تضرراً من تلك الظاهرة، حيث يعاني سكانها منذ أعوام من ملوحة المياه، كما جفت فيها العشرات من بحيرات تربية الأسماك، ونفقت الكثير من الحيوانات الحقلية، كما تراجع إنتاج النخيل من التمور الى أدنى مستوى لها