حضر السفير التركي لدى العراق احتفالا أقيم في مدينة الكوت، مركز محافظة واسط، بمناسبة الذكرى الـ102 لـ “انتصار” القوات العثمانية على القوات البريطانية في المدينة العراقية.

وأعرب السفير التركي فاتح يلدز، في كلمة ألقاها بهذه المناسبة، عن اعتزازه، بالوقوف على أرض الكوت في الذكرى السنوية الـ102 لهذه المناسبة.

View image on TwitterView image on TwitterView image on TwitterView image on Twitter

وتجول يلدز في أسواق الكوت مع محافظ واسط  محمود ملا طلال، وتجاذب أطراف الحديث مع رجال أعمال وباعة في المدينة، ووعد التجار العراقيين بتسهيل إجراءات الحصول على تأشيرة دخول تركيا للتجارة.

ويحتفل الشعب التركي، في الـ 29 أبريل من كل عام، بإحياء ذكرى معركة حصار الكوت، التي وقعت إبان الحرب العالمية الأولى، بين القوات العثمانية والقوات البريطانية.

ومعركة الكوت هي ثاني أكبر نصر للقوات العثمانية في الحرب العالمية الأولى، بعد معركة جناق قلعة عام 1915، وانتهى الحصار باستسلام الجيش البريطاني بالكامل والبالغ عدده 13 ألف جندي للقوات العثمانية.

الكوت هي مدينة على نهر دجلة، حيث يلاقي قناة شط الحي القديمة. وتقع على بعد 350 كم أعلى النهر من البصرةونحو 170 كم من بغداد. في 1915 كان يسكنها نحو 6,500 نسمة.

ووصلت القوات العثمانية المتعقبة في 7 ديسمبر 1915، وبمجرد اتضاح أن الأتراك لديهم من القوة ما يكفي لحصار الكوت، أمر تاونسند خيالته بالهرب جنوباً، وقد فعلوا ذلك بقيادة الكولونل جرارد ليتشمان. بلغ تعداد القوات العثمانية آن ذاك بقيادة الوالي العثماني السبع باشا 11,000 رجلاً بقيادة الجنرال الألماني – المطاع بالرغم من تقدم سنه –بارون فون در كولتس وكان مؤرخاً عسكرياً كذلك. وكان كولتس قد أخبر الجيش العثماني جيداً بعد أن قضى 12 عاماً في عاملاً على تطويره من 1883 حتى 1895. بعد ثلاث هجمات في ديسمبر، أمر جولتس ببناء استحكامات حصار بمواجهة الكوت. ومثل القيصر في ألسيا، أعد لهجوم من البصرة باستخدام دجلة، كما قام ببناء مواقع دفاعية أسفل النهر.

بعد شهر من الحصار، أراد تاونسند كسر الحصار وانسحب جنوباً، إلا أن قائده السير جون نيكسون رأى قيمة في شغل الجيش العثماني بالحصار. على أي حال، فعندما أبلغ تاونسند – بغير دقة – أن ما تبقى لديه من مؤونة يكفي شهراً واحداً فقط، تم استعجال إرسال قوة إنقاذ على وجه السرعة. ومن غير الواضح لماذا قال تاونسند ذلك في حين أنه كان لديه مؤونة تكفي لأربعة أشهر (وإن كانت مستوى بمستوى منخفض).

https://www.youtube.com/watch?v=BakZPgp1PTM

وحاول القادة البريطانيون رشوة العثمانيين لفك الحصار. كان أوبري هربرت ولورنس العرب جزءاً من فريق من الضباط أرسل ليتفاوض على صفقة سرية مع الأتراك. عرض البريطانيون 2 مليون جنيه استرليني ووعدوا أن لن يقاتلوا الأتراك بعدا أبداً، مقابل فك حصار قوات تاونسند. أمر أنور پاشا برفض ذلك العرض.[1]

كما طلب البريطانيون المساعدة من الروس. الجنرال باراتوڤ، وقوته المشكلة من 20,000 من القوزاق كان في بلاد فارس آنذاك. بعد الطلب تقدم نحو بغداد في أبريل 1916 إلا أنه عاد أدراجه عندما وصلته أخبار استسلام البريطانيين.[2]

رتب الجنرال تاونسند وقفاً لإطلاق النار في يوم 26، وبعد مفاوضات فاشلة، استسلم في 29 أبريل 1916 بعد حصار دام 147 يوماً. وقد بقي معه في الحصار على قيد الحياة 13,000 من جنود الحلفاء ليصبحوا أسرى. 70% من القوات البريطانية و50% من القوات الهندية ماتوا إما بالأمراض أو على يد الحرس التركي أثناء الأسر. أخذ تاونسند نفسه إلى جزيرة ملكي في بحر مرمرة، ليبقى هناك طيلة الحرب في حياة رغدة.

حفاظاً على كرامته الجريحة، قرر الجيش البريطاني أن يسمي حصار الكوت “الدفاع عن كوت العمارة”.

ويعتبر حصار الكوت أكبر فاجعة وقعت لأية حملة عسكرية بريطانية وكتب لهذا الحصار أن يبقى بصفته أكبر هزيمة شهدتها بريطانيا بعد حصار عقيم دام (147) يوماً اضطر فيها (13) ألف عسكري بريطاني وهندي الاستسلام للقوات العثمانية ولم يقف الأمر عند هذا الحد فمن بين (13) ألف أسير حرب الذين استسلموا في الكوت لقي (7) آلاف أسير منهم حتفه في طريق الأسر إلى اسطنبول فيما قتل (23) ألف آخرون في محاولات فاشلة كان الهدف منها فك الحصار عن القوات البريطانية في الكوت.

وصول القوات البريطانية إلى الكوت :

عندما وصلت القوات البريطانية إلى الكوت زاحفة من البصرة حدث اشتباك وتراشق مدفعي بين القوات العثمانية والقوات البريطانية فقرر القائد العثماني نور الدين الانسحاب من سلمان باك وإخلاء المدينة حيث تركت القوات العثمانية المدينة يوم 29/أيلول/1915 فدخلتها القوات البريطانية في نفس اليوم , فاندفعت قوات طاونزند تطارد القوات العثمانية نحو سلمان باك وهناك حدثت أعظم معارك الحرب من حيث أهمية نتائجها حيث كان القتال مذبحة رهيبة اشتبك فيها جنود الفريقين يداً بيد حتى النهاية عندها شرعت القوات البريطانية بالانسحاب نحو الكوت مستفيدة من ظلام الليل والعثمانيون يطاردون البريطانيون وصلت القوات البريطانية المدينة وفي 5/ كانون الأول/1915 قامت القوات العثمانية بتحقيق التماس مع قوات طاونزند وأصبحت قوات نور الدين تطوق المدينة.

قبل القصف المدفعي على المدينة كتب نور الدين القائد التركي إلى طاونزند رسالة يدعوه فيها للاستسلام فشكر طاونزند نور الدين على لطفه ودعوته وانتهى كل شيء. بدأت كل المدافع تصب نيرانها على منطقة لا تتجاوز أربع أميال مربعة إنها الكوت.

وقد أمر طاونزند بهدم بعض البيوت لفتح طرق واسعة تكفي لعبور عربات النقل وتم الاستيلاء على سوق البلدة وقاموا بتحويله إلى مستشفى ونقل إليه مئات المرضى والجرحى وقد عاش أهل الكوت مشقة كبرى في الحصول على الماء لأن قناصة الأتراك يطلقون النار على كل من يقترب من النهر كما عانى أهل الكوت كما هو حال القوات البريطانية من شحة الوقود وكان أصعب الأمور على الأهالي إعداد الخبز وطبخ الطعام وكان نتيجة القصف المدفعي الذي انهال على المدينة من كل زاوية أن قطعت رؤوس الأشجار والنخيل حيث كانت المدفعية التركية تقصف المدينة بمعدل يزيد عن الألف قذيفة يومياً إضافة لقصف الطائرات فكانت تؤدي إلى نسف البيوت وقتل المواطنين.

ولقد جرت معارك ضارية لتخليص حامية الكوت المحاصرة وكان الفريق آيلمر قائداً لفيلق دجلة المكلف بإنقاذه قوة طاونزند المحاصرة في الكوت وحشد آيلمر قواته في علي الغربي فقرر العميد نور الدين العثماني التصدي للقوات التي تحاول فك الحصار عن الكوت وجرت عدة معارك ضارية وهي :-

  1. معركة شيخ سعد.
  2. معركة وادي كلال.
  3. معركة أم الحنة.
  4. معركة الفلاحية الثالثة.
  5. معركة بيت عيسى والصناعيات.
  6. معركة سابس.

وفي هذه المعركة معركة سابس رفع قائد الفيلق التركي العميد علي إحسان شعار (من يحب الله فليذهب إلى سابس) كانت خسائر القوات البريطانية (21000) بين قتيل وجريح ولم تستطيع القوة فك الحصار عن قوات طاونزند.

محاولات إغاثة القوة المحاصرة :

كان آخر المحاولات لإغاثة القوة البريطانية المحاصرة هي إرسال طائرة ترمي المواد الغذائية فسقط قسم منها في شط الحي (الغراف) والقسم الآخر في نهر دجلة.

وعن مراحل الحصار قال الباحث مثنى :

تقسم مراحل الحصار للقوات البريطانية إلى ثلاث مراحل :-

الأولى :- التي تبدأ من اليوم الأول من الحصار وهو 7/ ت1/1915 حيث كانت الأرزاق فيها تعطى للجنود كاملة واستمرت هذه المرحلة (50) يوماً انتهت في 30/ ك2/ 1916.

الثانية :- بدأت من أول شباط واستمرت حتى 9/آذار/1916 فقد أنقصت الأرزاق إلى النصف.

الثالثة :- كانت الأرزاق فيها تكاد لا تكفي إلا لسد الرمق وقد استمرت هذه المرحلة (50) يوماً وشرع الجنود يأكلون الكلاب والقطط حتى نفدت تماماً ولم ينجو إلا كلب القائد طاونزند وكلب الجنرال مليس.

في هذه الفترة أصبحت الملابس رثة ومتسخة بشكل لا يمكن وصفه وأصبح النعاس الناشئ عن الجوع الحاد من الأمور الواضحة فكان كل واحد من الحرس يسقط نائماً سواء كان واقفاً أو قاعداً وتبلدت الأحاسيس وغدت الأفخاذ نحيفة جداً وأصبحت الأصابع بارزة العظام وبدت الأسنان كبيرة وصارت العيون غائرة , وقد كانت النار الخاصة ممنوعة حيث لم يبق وتد واحد لقد قلعت كلها واستعملت وقوداً وصدر القرار التالي (من يلق عليه القبض متلبساً بجريمة سرقة وتد سوف ينفذ فيه حكم الإعدام) وحين بدأت الليالي تبرد أكثر راحت الصلبان الخشبية تسرق من المقبرة لاستعمالها كحطب , مطاعم الضباط نفذ منها السكر والملح وظل لحم الخيل يقدم خال من الملح فيترك مذاقه في الفم وكأنه مادة معدنية , صار الجميع يبحثون عن الحشائش ليطبخوا منه طعاماً شبه ظاهري بالسبانخ فيتحول إلى مادة خضراء اللون سوداء وقد كانت الحشائش في بعض الأحيان تحتوي على أنواع سامة فصدر الأمر التالي للحامية (التوقف عن أكل الحشيش) راح الرجال يتعقبون ويمسكون كل شيء يتحرك على الأرض فيأكلونه بعد قليه بزيت المحركات , كانت السجائر مصدر قلق ولكن من حسن الحظ إن كل ما يحرق يعطي دخاناً وهكذا راح الجنود يدخنون أوراق الشاي وجذور الحطب وأوراق شجر الليمون التي كانوا يسمونها في سخرية فريجينيا معمل الطابوق.

آخر المحاولات الباخرة جلنار :

حاول الإنكليز إرسال سفينة محملة بمئات الأطنان من مواد الإعاشة إلى الكوت لكن خبر إرسال السفينة قد وصل إلى الأتراك من خلال عيونهم وجواسيسهم فلما وصلت الكوت شعر بها حراس الشاطئ وأطلقوا النار بكثافة وسقطت بأيدي الجنود الأتراك عندها استسلمت القوات البريطانية بقيادة طاونزند إلى القوات التركية في 26/ نيسان/1916 دون قيد أو شرط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

صحيفة العراقوكالة الاستقلال      |  العرب في اوروبا  |  IEGYPT  | سعر الدولار في بغداد