1 حزب الشيطان حسن وولاية السفيه جيري ماهر الوطن السعودية
حزب الله الإرهابي هو الأكثر خطراً على أمننا العربي القومي اليوم، وبات من الضروري استئصال هذا السرطان الخبيث ومنعه من الاستمرار في تحقيق أهداف المشروع الإيراني
كثر منا استمعوا إلى خطابات حسن نصرالله في الثمانينات وهو يتوعد المسيحيين في لبنان بالطرد عبر البحر وإعادتهم إلى أوروبا بالسفن، ومنعهم من العيش داخل مدنهم وبلداتهم بسلام، وأكثر من ذلك فلا يمكن أن ننسى خطابات حسن التي توعد فيها بتحويل لبنان إلى دويلة يحكمها الولي الفقيه ويقرر مصيرها في السلم والحرب وحتى في السياسة والاقتصاد، وفي علاقاته بمحيطه والمجتمع الدولي، ولكن بعد سنوات من هذه الخطابات والآمال تحول لبنان من مشروع دويلة إلى صندوق بريد تستخدمه إيران لإيصال الرسائل هنا وهناك، وتصدر عبره الإرهابيين إلى سورية واليمن والعراق وباقي الدول، بل أكثر من ذلك فهي جعلت منه محطة انطلاق للتصريحات والهجوم غير المبرر سياسياً وإعلامياً وحتى عسكرياً على دول عربية أبرزها المملكة العربية السعودية وقيادتها.
كثيرون لا يعرفون من هو الفقيه؟ ومن يكون وما هي صفاته وعلى أي أساس تم اختياره؟ وهنا نضع شرحاً بسيطاً لا نتبناه ولا نعترف به ونقارنه بالواقع الذي نعيشه؛ فالفقيه هو الرجل العالم بالفقه والمعارف الإسلامية، والحائز على درجة الاجتهاد والاستنباط في الأحكام الشرعية. وإذا أريد به أن يكون قائداً وولياً للأمة لابد أن يتصف بشروط أخرى أهمها:
– العدالة والتقوى العالية.
– الشجاعة، وعدم رضوخه للأوهام.
– الخبرة السياسية.
– العلم بالقانون.
– القدرة على إدارة وتدبير شؤون الأمة.
– الاطلاع على أوضاع الأمة وتحمل همومها.
– قبول الأمة به، واختياره قائداً لها.
وإذا نظرنا بتمعن باتجاه إيران فإننا وبلا شك لن نرى أيا من الصفات المذكورة في الخميني سابقاً والخامنئي اليوم، فكلاهما جاءا إلى السلطة دون موافقة ودعم من أمة المليار مسلم، والتي لا تعترف حقيقة بهذه الولاية ولا نظامها ولا أهدافها أو مشروعها، والذي بالحقيقة يسعى إلى تفتيت المجتمعات العربية والإسلامية، ومحاربة كل ما يرتبط بالإسلام الحنيف وتشويه صورته وتخريبه، وإظهاره على أنه دين عنف وإرهاب عبر تشغيل وتمويل وتدريب الإرهابيين وتأمين وصولهم إلى أهدافهم في دول العالم، وتنفيذ عمليات ترتبط بالإسلام بينما هي بالحقيقة تندرج تحت ملف العمليات التي حرضت عليها ومولتها ولاية الفقيه.
لم يتمتع الخميني ولا خلفه الخامنئي بالعدالة والتقوى بل كانا ظالمين لشعبهما ناهبين لحقوق الشعب الإيراني ومقدراته، وصرفا أمواله على إنشاء التنظيمات الإرهابية ودعم عناصرها بالمال والسلاح، وحرمان أصحاب هذه الأموال من حقوقهم بها، إضافة إلى الضعف الشديد في التعاطي بالسياسة واستخدام الحرس الثوري الإيراني في الواجهة للقتل والترهيب، وتنفيذ العمليات الإرهابية هنا وهناك، وتهديد أمن الدول ومحاولاتهم الدائمة لزعزعة أمن الحجاج في السعودية، ولم يكن للخميني أي قدرة على إدارة شؤون الإيرانيين ولا حتى ميليشياتهم الإرهابية، فكانت سياساتهم واضحة بهذا الاتجاه وتعتمد على إغراق المجتمعات التابعة لهم بالمخدرات والمال والدعارة تحت مسميات مختلفة.
لقد سعت إيران عبر ولاية السفيه إلى التمدد في الدول العربية والإسلامية على حساب شعوبها، ولتحقيق ذلك دخلت على خط الثورات العربية وبدأت بفتح الطرقات للإرهابيين ليصلوا إلى سورية واليمن والعراق وليبيا وتونس، ليساهموا بزيادة توتر تلك الدول، وتنفيذ عمليات تساعد أصحاب المشروع على إبقاء العالم منشغلاً بمحاربة الإرهاب، ويتغاضى عن نووي إيران وإرهابها ومخالفاتها لحقوق الإنسان، وتورطها بعمليات غسل الأموال وتجارة المخدرات وعمليات التهريب الدولية.
لننظر إلى التاريخ ونرى، ماذا قدمت إيران للأمة الإسلامية؟ وما هي الفتوحات والانتصارات التي حققتها للدين الإسلامي؟ الجواب على هذا السؤال واضح وهو أن هذه الجمهورية لم تقم بأي عمل حقيقي على مدى التاريخ يساعد في حماية الأمة الإسلامية، بل كانت دائماً في مواجهة مع هذه الأمة وشعوبها وقياداتها وخصوصاً منذ 1979، فمع قدوم الخميني إلى إيران بدأ حرباً مع العراق وبتشكيل حزب الله الإرهابي ودعمه وتحريضه على تنفيذ عمليات وصلت إلى محاولة اغتيال أمير الكويت، وتهديد سفارات أجنبية في الكويت، وتنفيذ عمليات إرهابية في السعودية، وإشعال النزاعات في الدول العربية، والإيعاز لحزب الله لاستهداف إسرائيل وجر الويلات إلى لبنان، والتسبب بقتل وتهجير وجرح الآلاف من اللبنانيين بينما يجلس ولي إيران السفيه على عرشه غير مبالٍ بدماء من سقطوا، محرضاً على المزيد من الإرهاب والموت والقتل، ليقوم حزب الله باجتياح بيروت والجبل في 2008 واتباعها بالمشاركة في الحرب السورية 2011، وقتله وتهجيره لعشرات آلاف الأبرياء المسلمين في سورية تحت شعارات طائفية إرهابية خبيثة.
ولا يمكننا أن ننسى كلام حسن نصرالله مؤخراً عن أن مكانة الولي الفقيه فوق الدستور اللبناني، وتنفيذ أوامره واجب إجباري، وأن حزب الله ولد مع الثورة الإيرانية، وهو أهم تجربة لولاية الفقيه خارج إيران، وأن قتال ميليشيات حزب الله في سورية هو من أجل التشيع وليس من أجل رئيس النظام السوري بشار الأسد، وكل ما قاله حسن نصرالله في هذا اللقاء مع إيرانيين يؤكد ما قاله في الثمانينات وأوائل التسعينات عن كونه جنديا في ولاية الفقيه، ومشروعه هو مشروع دولة يحكمها ولي إيران الفقيه، ويكون مرتبطاً بشكل كامل بهذا المشروع وقراراته، وهذا ما يؤكد بشكل واضح أن حزب الله الإرهابي هو الأكثر خطراً على أمننا العربي القومي اليوم، وأنه بات من الضروري استئصال هذا السرطان الخبيث ومنعه من الاستمرار في تحقيق أهداف المشروع الإيراني الذي يرسمه ولي إيران السفيه خامنئي.
2 مطاردة داعش «شرقاً» والسباق الأمريكي الإيراني على خط «الحدود» عريب الرنتاوي الدستور الاردنية
تبدو الحرب على «داعش» جنوب حوض الفرات وعلى امتداد الحدود العراقية – السورية، معلقة حتى إشعار آخر … لم نعد نقرأ أو نسمع عن عمليات يخوضها التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ولا حتى عن ضربات جوية وصاروخية … مع أن هذه المنطقة الجغرافية الصعبة والشاسعة في الوقت ذاته، باتت تحتضن العدد الأكبر ممن تبقى من مقاتلي التنظيم، وبما يتراوح ما بين 7 – 12 ألف مقاتل، معظمهم من الأجانب، ذوي المراس والخبرة.
هذا السؤال، طرحته على كل ما التقيته في برلين وبروكسل من الخبراء والمسؤولين عن ملف محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف، وسط تلميح (وتصريح) بأن المسألة تخفي «نوايا» أمريكية للعودة إلى «تكتيك» توظيف داعش لاستنزاف روسيا وسوريا وإيران… جميعهم ملمون بالحقائق على الأرض، بيد أنهم مختلفون في تفسير الموقف أو لجهة الإقرار بفرضية «تعليق» الحرب على داعش … بعضم آثر الاكتفاء بالإجابة الدبلوماسية المعتادة، نافياً تعليق الحرب، مشيراً إلى وجود استهدافات جوية متفرقة… وبعضهم الآخر، من العسكريين والأمنيين تحديداً، أجاب قائلاً: من دون قوة على الأرض، تمسك بها وتمنع عودة «داعش» إليها، لا قيمة فعلية للضربات الجوية، مذكراً بأن انتقال عدد كبير من المقاتلين إلى «منبج» و»عفرين» أضعف على نحو ملموس ديناميكية الحرب على الإرهاب، وأفقدها زخمها، تكتيكياً على الأقل.
والحقيقة أن «البنتاغون» كان حذّر قبل عملية «غصن الزيتون» من سيناريو كهذا، ولطالما تحدث «الجنرالات» أمام الكونغرس وفي مؤتمراتهم الصحفية، عن المخاطر الناجمة عن الاجتياح التركي لمناطق شمال غرب سوريا، وأثرها السلبي على الحرب ضد «داعش» … اليوم، يتحرك مسرح العمليات من جديد، والأنباء تتحدث عن إعادة تحشيد «وحدات الحماية» ومن يناصرها من المسلحين العرب، في تلك المنطقة، وسط معلومات عن قرب استئناف العمليات ضد التنظيم، سيما بعد أن غاب «التهديد والوعيد» عن خطابات السيد رجب طيب أردوغان، باجتياح منبج وصولاً إلى شرق الفرات… وثمة عامل جديد دخل على المسرح، تمثل في قرار الحكومة العراقية، بالتنسيق مع غرفة العمليات الرباعية (العراق، إيران، سوريا وروسيا) توجيه ضربات جوية (وغيرها) لداعش، على الأراضي السورية، وهذا ما حدث بالفعل مؤخراً.
استئصال داعش من هذه المنطقة، يخدم مصلحة أمنية استراتيجية «عليا» للأردن، فالأردن طالما تحسب لسيناريو انزياح هؤلاء جنوباً، واقترابهم من حدوده الشمالية – الشرقية … وبرغم وجود قاعدة «التنف» الأمريكية على المثلث الحدودي السوري – الأردني – العراقي، إلا أنها لا توفر الطمأنينة المطلوبة للأردن، سيما وأن أحداً لم يعد بمقدوره «التنبؤ» بالقرارات التالية للبيت الأبيض ورئيسه، الذي ما انفك يتحدث عن «انسحاب وشيك جداً» للقوات الأمريكية من سوريا.
لكن عودة الحديث الأمريكي عن قرب استئناف العمليات ضد داعش» جواً وبراً، تزامناً مع قرار «غرفة العمليات الرباعية»، يثير إشكالية «السباق» الأمريكي – الإيراني على الإمساك بالحدود بين سوريا والعراق، وهي مسألة لا تبدو إسرائيل بعيدة عنها في كل الأحوال، بل أن هناك من يعتقد بأن تل أبيب، لعبت وتلعب، دوراً رئيساً في حث واشنطن على الإسراع في تقطيع أوصال هذه الحدود، وتهديد الممرات البرية الإيرانية نحو الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط.
ويزداد هذا السباق خطورة مع احتدام التوتر بين إيران وكل من إسرائيل والولايات المتحدة، الأولى على خلفية الخشية الإسرائيلية من ردة فعل إيرانية انتقامية على الغارة الإسرائيلية على مطار «التيفور» والتي أودت بحياة عدد من الخبراء والعسكريين الإيرانيين… والثانية على خلفية التلويح الأمريكي المستمر بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، ومحاولة احتواء دور إيران الإقليمي.
وإذا صحت التقارير الإسرائيلية عن نجاح إيران في تجنيد وتدريب ونشر ما يقرب من 80 ألف مقاتل «شبه نظامي» في سوريا، من ميليشيات محسوبة عليها ومدعومة منها، فإن سيناريو «الاحتكاك المباشر» مع القوات المحسوبة على واشنطن، برياً كذلك، لن يكون مستبعداً، وهو سيناريو سيجد ترحيباً تركياً، سيما وأن أنقرة تنظر إلى «التهديد الكردي» في شمال سوريا، بوصفه التهديد الأكبر لأمنها واستقرارها ووحدتها الترابية.
يعني ذلك، أن المنطقة الشرقية من سوريا، وخط الحدود التي يفصلها عن العراق، ستكون مرشحة لمواجهات ومعارك واسعة، توازياً وتزامناً مع سيناريو «القفزة التالية» للجيش السوري، سواء جاءت باتجاه الريف الغربي لدرعا وعلى امتداد جبهة الجنوب، أو صوب «إدلب» التي تتحول يوماً إثر آخر، إلى منطقة مرشحة لأشد وأعنف المعارك في الحرب الدائرة في سوريا وعليها، ما لم تنجح الدبلوماسية في اجتراح الحلول السياسية لهذه المنطقة، وهو أمرٌ تبدو فرصه محدودة للغاية، إن لم نقل معدومة.