أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي بمجلسيه، الأربعاء، ان على امريكا واوربا مقاتلة داعش في سوريا
https://www.youtube.com/watch?v=iz03uRyPeqI
لكنه قال أن بناء سلام دائم في سوريا الموحدة أمر ضروري. تلعب دورها الحاسم في الحفاظ على العالم الحر.
وبدأ ماكرون الاربعاء بعرض رؤيته الخاصة للعالم أمام الكونغرس الاميركي الذي استقبله بالتصفيق وقوفا لثلاث دقائق في غياب نظيره ترامب وغداة محادثات معقدة مع الرئيس الاميركي.
وقال ماكرون في مستهل خطابه بالانكليزية “انه شرف لفرنسا وللشعب الفرنسي ولي ان يتم استقبالي في صرح الديموقراطية حيث كتب قسم كبير من تاريخ الولايات المتحدة”، بينما هتف بعض الحضور “تحيا فرنسا”.
وكان اعضاء الكونغرس رحبوا وقوفا ايضا بالسيدة الفرنسية الاولى بريجيت ماكرون.
وقدم مئات النواب واعضاء مجلس الشيوخ للاستماع الى ماكرون على غرار ما حصل ابان زيارات رؤساء فرنسيين سابقين مثل شارل ديغول وميتران وساركوزي.
ولم يتم استقبال مثل هذا العدد من مسؤولي اي بلد في الكونغرس حتى بريطانيا.
وكان رئيس مجلس النواب بول راين استقبل ماكرون الذي زار ايضا مكتبة الكونغرس.
وقالت مصادر في محيطه انه سيتطرق مجددا الى العلاقات التاريخية بين فرنسا والولايات المتحدة، التي تواجه تحديات جديدة مثل زيادة التفاوت الطبقي وتراجع الارض والارهاب والهجمات على القيم الديموقراطية وصعود النزعات القومية.
واضافت انه سيدعو الى عمل مشترك “لاعادة ابتكار النظام العالمي للقرن الحادي والعشرين”. ويرى ماكرون ان الولايات المتحدة وفرنسا عليهما ان تظهرا معا رغبة في “الاستمرار في كتابة التاريخ سوية”.
وسيكون بعد الظهر اقل جدية اذ ان ماكرون سيمارس رياضة يحبها وهي مناقشة طلاب كما فعل في الهند وبوركينا فاسو.
وفي هذه المناقشات التي ينشرها عادة على شبكات التواصل الاجتماعي، تؤمن له مادة لعرض آرائه حول كل القضايا والرد على اي انتقادات محتملة.
وستسمح هذه الصور بطي صفحة المناقشات الدبلوماسية مع دونالد ترامب التي كانت شاقة حول البرنامج النووي الايراني في مواجهة رئيس اعترف ماكرون بانه مثله “لا يغير رأيه بسهولة”.
ولم يتراجع محاوره عن مواقفه سواء في ادانة الاتفاق النووي الايراني “الكارثي” الذي تدافع عنه فرنسا او حول المبادلات التجارية “غير العادلة” مع الاتحاد الاوروبي الذي تتولى فرنسا الدفاع عن مصالحه.
وفي الوقت نفسه، ابدى ترامب مشاعر ودية جدا حيال ضيفه ورد الرئيس الفرنسي بحماس وحرارة كبيرين.
– “فرنسا عادت” –
في ختام لقاء استمر لفترة اطول مما كان مقررا، تمكن الرجلان من التوصل الى مخرج. فقد اقترح الرئيس الفرنسي التفاوض مع ايران حول “اتفاق جديد” يشدد الاتفاق الاول ويشمل تسوية الوضع السياسي في سوريا.
ولم يغير ترامب على ما يبدو رأيه في الاتفاق الحالي. لكن لا احد يعرف ما اذا كانت الدول الموقعة الاخرى (بريطانيا وروسيا والصين والمانيا) مستعدة لاعادة التفاوض حول اتفاق جديد.
كما ان الرئيس الفرنسي لم يحصل على شىء مهم بشأن اتفاق باريس حول المناخ الذي كان يأمل منذ فترة طويلة عودة الولايات المتحدة اليه، ولا حول الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الفولاذ والالمنيوم.
وحول هذه النقطة، اتخذت فرنسا واوروبا قرارا سريعا بينما سيكون بامكانهما الحكم على الوضع في الاول من ايار/مايو موعد اعفاء الاتحاد الاوروبي من هذه الرسوم. وكرر ماكرون مرات عدة انه “لا احد يشن حربا على حلفائه”. ولم يكن محيط الرئيس الفرنسي الثلاثاء يشعر باليأس من اعفاء اوروبا نهائيا من هذه الرسوم.
وانتهز ايمانويل ماكرون فرصة زيارته للترويج لفرنسا. وقد التقى بعد ظهر الثلاثاء رؤساء مجالس ادارات حوالى ثلاثين مجموعة اميركية بينها “جي بي مورغان” و”بيبسي كولا” و”سيلزفورس” و”يو تي سي” و”بيست باي” و”ايه تي اند تي”.
وكما فعل في منتدى دافوس 11، اكد ماكرون مجددا ان “فرنسا عادت”.
وفي هذه المناسبة، اعلنت مجموعة البرمجيات العملاقة “سيلزفورس” انها ستستثمر في فرنسا 2,2 مليار دولار على مدى خمسة اعوام.