عامٌ مليءٌ بالأحزان والدموع تفصلنا ساعات قليلة عن وداعه، فعلى جميع المستويات خسر العالم عددًا من رموزه الذين أثروا الحياة، في الفن والعلوم والسياسة والإعلام والاقتصاد.
وبقلوبٍ حزينة ودّع العالم كثيرا منهم، إلا أنَّ ردود أفعال الجمهور على وفاتهم أكّدت أنّ الرحيل جسديًّا فقط، حيث سيظل أثرهم باقٍ في قلوب وعقول محبيهم.
في يناير 2021، خسرت مصر والوطن العربي أحد أبرز المبدعين على مرّ تاريخ السينما المصرية، وحيد حامد، الذي أثرى الحياة الفنيّة بعدد من الأفلام التي ظلّت خالدة والتي تناولت أوضاع الناس وحياتهم وحتى السياسة في البلاد بشكل سينمائي، ورحل عن عمرٍ يناهز الـ 76 عامًا بعد تعرُّضه لنوبة قلبية.
كان شهر يناير مليئًا بالأحزان تحديدًا، حيث خسرت أحد أبرز وجوه مسرحية مدرسة المشاغبين، هادي الجيّار، الذي رحل عن عمرٍ يناهز 71 عامًا.
ويأبى الشهر أن يمر بسلام ويكتفي بالراحلين إلا ويرحل معه اثنان آخران من أهل الفنّ في مصر، الفنان محمود عبد الغفار، الذي فارق الحياة عن عمر ناهز الـ 70 عامًا بعد تعرضه لأزمة قلبية، والمخرج المسرحي البارز فهمي الخولي.
وفي 23 يناير 2021 أيضًا رحل المُلقّب بـ”سيد الميكروفون”، المذيع الأميركي الأشهر لاري كينغ، عن عمر ناهز 88 عامًا بعد صراع مع المرض إثر إصابته بفيروس كورونا، والذي كان أشهر برامجه “لاري كينغ لايف” عبر قناة “سي إن إن الأميركية”.
وفي أول يوم في العام 2021 توفي جراء مضاعفات كورونا آخر عضو بقي على قيد الحياة في فريق التسلق الأول الذي تسلق “إل كابيتان” في حديقة يوسمايت الوطنية الأميركية، والذي أمضى حياته من أجل الحفاظ على البيئة، جورج وايتمر.
الفضاء والشِعْر
وفي فبراير 2021، تُوفيَّت عالمة الفضاء الأميركية بـ”ناسا”، ميلي هيوز فولفورد، والتي تعتبر أول من أجرت تجارب طبية حيوية على الخسائر المادية لرحلة الفضاء على البشر على متن مكوك الفضاء كولومبيا في عام 1991، وتُوفيَّت في 2 فبراير في منزلها بكاليفورنيا عن عمرٍ 75 عامًا، جراء سرطان الغدد اللمفاوية والمريء.
وفي الفنّ رحل أيضًا الفنان المصري يوسف شعبان في 28 فبراير 2021، بعد إصابته بكورونا، والذي اشتهر بعدد من الأدوار في الدراما المصرية كشخصية وهبي السوالمي في مسلسل “الضوء الشارد”، والحاج درويش في مسلسل الوتد، وشخصية رجل المخابرات محسن ممتاز في مسلسل رأفت الهجّان.
وفي 14 فبراير 2021، توفي الشاعر والأديب الفلسطيني، مريد البرغوثي، عن عمرٍ 76 عامًا، والذي ألّف 12 ديوانًا شعريًّا، وحاز العديد من الجوائز، ومن أشهر مقولاته التي عبّر بها عن المنفى والغُربة قال: “نجحت في الحصول على شهادة تخرّجي وفشلتُ في العثور على حائط أعلِّق عليه شهادتي” في كتابه الأشهر على الإطلاق “رأيتُ رام الله”.
اذ وفي مارس 2021، وبسبب مضاعفات كورونا أيضًا، توفي السياسي الصومالي علي مهدي محمد، عن عمر ناهز 82 عامًا، وكان أول رئيس صومالي مؤقت تقلد المنصب بعد سقوط الحكومة المركزية عام 1991، كما أنه كان أصغر عضو برلمانى في عام 1969.
كما توفي الأمير فيليب، دوق إدنبرة وزوج الملكة البريطانية إليزابيث الثانية، يوم 9 أبريل 2021 عن عمر ناهز 99 عامًا، وحظي باحترام واسع النطاق لوقوفه إلى جانب ملكة بريطانيا ولدعمه الراسخ والدائم لها، ولا يُعرف عنه ندمه على أي شيء، لكنه أبدى أسفه لاحقًا لعدم قدرته على استكمال مشواره المهني في البحرية، بحسب بي بي سي.
فطوطة والسياسي
مايو 2021 يُعتبر الشهر الأصعب على محبّي الفن في العالم العربي بأكمله، حيث فقد الوطن العربي اثنين من المؤثرين بشدّة فيه.
في 18 مايو 2021، تُوفيَّ المخرج السعودي الشهير، عبد الخالق غانم، عن عمرٍ يناهز 63 عامًا، وكان من أشهر مسلسلاته على الإطلاق والذي لاقى صدىً واسعًا في الوطن العربي مسلسل “طاش ما طاش”، وبدأت مسيرته الإخراجية في الفنّ عام 1992 بإخراج مسلسل رحلة صيد، تلاها مسلسل الانتظار.
لم يأبى الشهر إلا أنّ يرحل حاملًا على ظهره أحد أشهر فناني العالم العربي، الفنان المصري الشهير سمير غانم، في 20 مايو 2021، والذي اشتهر في العالم العربي بشخصية “فطوطة” والتي كانت تُعرض في شهر رمضان، أيضًا كان ضمن آخر من رحل من فريق ثلاثي أضواء المسرح الذي ضمّ جورج سيدهم، والضيف أحمد تاركًا خلفه إرثًا فنيًا من الصعب أن يبدده الزمن وتعاقب الأجيال.
وبعد رحيل زوجها الفنان سمير غانم، توفيت الفنانة دلال عبد العزيز (61 عامًا) في السابع من أغسطس الماضي، قبل عرض فيلمها الجديد “فرق خبرة” بأسابيع قليلة، لتكون فرصة أخيرة لمحبي الفنانة القديرة لمشاهدتها على الشاشات الكبيرة.
وفي مايو الماضي، رحل عن عالمنا السياسي الدنماركي بول شلوتر (92 عامًا)، الذي شغل منصب رئيس وزراء بلاده الـ 22، والذي يُعّد أطول رئيس وزراء خدم بلاده منذ الحرب العالمية الثانية.
وفي نوفمبر الماضي، رحلت سيدة الكوميديا الفنانة القديرة سهير البابلي، في نفس الشهر الذي رحل فيه أيضا واحدا من أعلام الموسيقى الشرقية، الفنان السوري الكبير، صباح فخري، عن عمر يناهز 88 عامًا.
وتوفيت جو كارول دينيسون (97 عامًا) في أكتوبر الماضي، وهي إحدي أكبر ملكات جمال أميركا سنًا، إذ فازت بالجائزة أثناء الحرب العالمية العالمية الثانية.
وفي نفس الشهر، توفي مايكل نسميث (78 عاما)، الموسيقي الأمريكي وكاتب الأغاني الحائز على جائزة غرامي في عام 1982، بعد إصابته بقصور في القلب، كما رحل عن عالمنا وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول، عن عمر ناهز 84 عاما، متأثرًا بإصابته بكورونا.
اذ توفي يوم 15 نوفمبر 2021، رحل الكاتب الكبير ولبر سميث، مؤلف أشهر قصص المغامرات الذي حققت مؤلفاته أكثر مبيعات في العالم، بالإضافة إلى مصمم الأزياء الشهير، فيرجيل أبلوه (41 عامًا) بعد صراع مع السرطان.
وخلال الأيام الأخيرة، غيب الموت رجل الأعمال الإماراتي البارز والملياردير ماجد الفطيم، يوم 17 ديسمبر، عن عمر ناهز 87 عامًا.
وفي 26 ديسمبر تُوفيَّ كبير أساقفة جنوب إفريقيا السابق، ديسموند توتو، بعد مسيرة كفاح طويلة ضد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، قادته للحصول على جائزة نوبل للسلام في عام 1984، ولُقب بأنه “البوصلة الأخلاقية للشعب” وظلت شجاعته في الدفاع عن العدالة الاجتماعية حتى على حساب نفسه متواصلة على الدوام لا خلال الحكم العنصري فحسب.
وفي 28 ديسمبر 2021 تُوفيَّ الممثل السوري محمد الشماط في الولايات المتحدة عن عمر ناهز 85 عامًا، بعد مسيرة فنية حافلة امتدت طيلة عقود وأثمرت أعمالًا في المسرح والدراما، و كان من أوائل المنضمين إلى المسرح القومي في سوريا، ثم انتقل إلى التلفزيون ومنه إلى السينما.