تستمر الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي، في استقبال أفواج الحجاج للمسجد الحرام، يوم التروية، في أول مناسك الحج الذى يوافق الثامن من ذي الحجة، حيث قامت في استقبالهم وفق منظومة من الخدمات والإجراءات الاحترازية، والتدابير الوقائية، وتنظيم دخول الحجيج وفق المسارات المخصصة للطواف، لتحقيق التباعد الجسدي، وتسهيل أداء نُسكهم بكل يسر وسهولة.
ونشر الحساب الرسمي لرئاسة شئون الحرمين على “تويتر”، مجموعة من الصور لتوافد الحجاج على بيت الله الحرام للمشاركة في مناسك يوم التروية، وتقوم الرئاسة بتقديم عدد من الخدمات والبرامج للحجاج، والقيام بعمليات التطهير والتعقيم المستمر في كافة أرجاء المسجد الحرام وساحاته، وتنظيم حركة دخول وخروج وفود الحجيج عبر ثلاث نقاط تجمع ( نقطة كدي – نقطة الشبيكة – نقطة أجياد ) للدخول إلى المسجد الحرام، ووضع كاميرات حرارية عند مداخل أبواب المسجد الحرام لرصد درجة حرارة الجسم، لتيسير وتسهيل أداء ضيوف الرحمن لمناسك الحج.
وتوافد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية وهو أول مناسك الحج الذى يوافق الثامن من ذي الحجة، ويقف الحجاج غدا الإثنين على صعيد عرفة ثاني المناسك وركن الحج الأعظم قبل النزول إلى مزدلفة في طريقهم إلى منى مجددًا لرمى جمرة العقبة الكبرى والمبيت ورمى الجمار خلال أيام التشريق الثلاثة.
ويوم التروية هو اليوم الثامن من ذي الحجَّة، وينطلق فيه الحجاج إلى منًى، ويحرم المتمتع بالحج، أما المفرد والقارن فهما على إحرامهما، ويبيتون بمنًى اتباعًا للسنة، ويصلون فيها خمس صلواتٍ: الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وهذا الفجر هو فجر يوم عرفة.
وسُميَ يوم التروية بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا يروون فيه من الماء من أجل ما بعده من أيام؛ قال العلامة البابرتي في “العناية شرح الهداية” (2/ 467): [وَقِيلَ: إنَّمَا سُمِّيَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ بِذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّاسَ يَرْوُونَ بِالْمَاءِ مِنْ الْعَطَشِ فِي هَذَا الْيَوْمِ يَحْمِلُونَ الْمَاءَ بِالرَّوَايَا إلَى عَرَفَاتٍ وَمِنًى] اهـ.
وقيل: سمي بذلك لحصول التروي فيه من إبراهيم في ذبح ولده إسماعيل عليهما السلام؛ قال العلامة العيني في “البناية شرح الهداية” (4/ 211): [وإنما سمي يوم التروية بذلك؛ لأن إبراهيم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ رأى ليلة الثامن كأنَّ قائلًا يقول له: “إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك”، فلما أصبح رؤي، أي: افتكر في ذلك من الصباح إلى الرواح؛ أمِنَ الله هذا، أم من الشيطان؟ فمِن ذلك سمي يوم التروية] .