في الصميم .. السودان أقتتال العسكر الى أين ؟ مقالا للكاتب علي الزبيدي

علي الزبيدي
لقد ابتلي الشعب السوداني بحكم العسكر فما تنتهي حقبة عسكرية إلا واعقبتها حقبة عسكرية جديدة بما فيها من اضطرابات ونزعات بين العسكريين انفسهم، فللسنة الرابعة على التوالي ما زال السودان الشقيق هذا البلد صاحب الثروات الطبيعية الهائلة لم يتوقف فيه القتال والعمليات العسكرية وما جرته من مصائب ونكبات على الشعب السوداني ، فالاقتتال بين البرهان وحميدتي اقتتال مصالح والبحث عن السيطرة على مقاليد الامور بدل تسليم السلطة لقوى مدنية كما كان متفقا عليه بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير ومازاد من مآسي الشعب السوداني هو الدعم الخارجي لجماعة الدعم السريع وخاصة من جهات عربية واجنبية فالمصالح في السودان لهذه الدول كبيرة ومتعددة الاوجه اولها السيطرة على مناجم الذهب في منطقة الفاشر وكذلك على الثروة الزراعية والحيوانية الهائلة في هذا البلد.
فاليوم السودان يعيش كارثة حقيقية نتيجة هذه الحرب المدمرة وتشير الاحصاءات الدولية إن ادأكثر من١٣٠ الف سوداني لقوا حتفهم من المدنيين و١١الفا من المشردين والمفقودين خلال هذه الحرب وان ٢٥ مليون سوداني ما يقارب نصف الشعب بحاجة الى غذاء ومأوى بعد أن شردهم الاقتتال .
الحكومة السودانية من جانبها وجهت الاتهام للأمارات العربية بمساندة قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي فيما ردت الامارات أنها تتدخل إنسانيا في السودان وليس عسكريا .!
والمبادرات الدولية العديدة لم تأتي ثمارها وتوقف هذه الحرب المدمرة التي دخلت عامها الرابع والضحية هو الشعب السوداني بكل تأكيد فكلما تلوح في الافق بوادر إنفراجة لوقف هذه الحرب نتيجة مبادرة عربية أو إقليمية تفشلها نزعات الاستحواذ على مراكز القوة لطرفي النزاع الذي تعمق ليصبح قبليا ومناطقيا بعد أن كان عسكريا وإن صعوبة الوضع القائم في السودان اليوم متأتي من النتائج الكارثية لهذا الاقتتال مما يجعل أنظار السودانيين تتجه الى المنظات الدولية علها تجد مخرجا لإنهاء معاناتهم المزمنة فهل يحظى السودان برجل أخر مثل المشير عبد الرحمن سوار الذهب رحمه الله الذي قاد إنقلابا عسكريا على الرئيس الاسبق جعفر النميري وسلم السلطة الى حكومة مدنية وأعتزل الحياة السياسية بشكل كامل وأستقر في المملكة العربية السعودية ومات ودفن فيها؟ أم أن الولايات المتحدة الأمريكية ستبحث فعليا عن طريقة لإنهاء هذه الحرب بعد ما طرحه ولي العهد السعودي خلال زيارته الاخيرة لواشنطن ولقائه الرئيس دوناد ترامب فهل يعقل ان أمريكا صاحبة مشروع برناد لويس لتقسيم المقسم وتجزأة المجزأ ستسعى فعلا لانهاء هذه الحرب ؟أم انه صفحة من تشكيل ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد؟
ويبقى الشعب السوداني بأنتظار الفرج من عند الله.