في الصميم وشعب فاقد ثقة فدلوه بمن يثق ؟ مقالا للكاتب علي الزبيدي

علي الزبيدي

هذا البيت من الشعر قيل في العام ١٩٢١أي قبل ١٠٤سنين وقد نسب مرة للمرحوم الدكتور عبد الرزاق محي الدين وفي مرة اخرى للمرحوم الشيخ علي الشرقي واي كان قائله فهو بيت يؤكد ان الشاعراراد من خلال تلك القصيدة ان يصف حال العراقيين وانه يرى في البيت الذي يسبق هذا البيت صورة المجتمع وقد تفككت أواصره وضعفت عناصر القوة فيه حين قال (شباب مارق نزق وشيب ما بهم رمق )ومناسبة هذا البيت انه والذي يليه يذكراني بما نحن عليه اليوم من ضياع شبابنا في البطالة والعوز والاتجاه الى تعاطي المخدرات وزيادة نسبة الجريمة بين الشباب تبعا لذلك .
اما الشياب فهم اليوم كحال كاتب المقال فبات يتوكأ على عصاه في انتقاله من مكان لأخر وقد شارف على منتصف العقد السابع وهو يرى أن عمليات الاحتيال لسرقة المال العام باتت حالة عامة وليست إستثناءا ونظرة سريعة الى الاخبار تضع الانسان في حيرة من أمره كيف تسير الامور ومن المسؤول سواء كان فردا او جهة عن ضياع ترليونين ونصف دينار من صندوق الرعاية الاجتماعية والتي ظلت الجهات المعنية في جدال فيما بينها بين النفي للتملص من المسؤولية والتأكيد.
ويأتي النائب السابق أمير المعموري ليزيد هم العراقيين من خلال فديو يؤكد فيه ضياع ٦٠ مليار دينار في وزارة الزراعة مخصصة كأعلاف لقطعان الغزلان في المحميات الخاصة بالوزارة والتي اتضح والقول للنائب السابق عدم وجود أي غزال في اي محمية لوزارة الزراعة وهذا الخبر يذكرني بمبلغ الاعلاف الخاص بنادي الفروسية العراقي والذي اتضح ايضا بأن النادي اعتذر عن المشاركة في سباق دولي للفروسية لعدم وجود خيول لديه.!!وهنا لا اريد تعداد كم من المليارات بل الترليونات نهبت وسرقت في مشاريع وهميه او بسرقة علنية جهارا نهارا كما في قضية سرقة القرن التي بطلها نور زهير وجماعته.
فيا أيها السادة من يريد بناء العراق عليه اولا أن يعيد بناء جسور الثقة بينه وبين الشعب وان يوقف هدر أموال الشعب في الكثير من العناوين وان يحفظ سيادة البلد وترابه المقدس وأن يوفر الحياة الكريمة للإنسان في بلد ميزانيته السنوية تعادل ميزانيات خمس من دول الجوار .
فالمواطن يثق بالسياسيين عندما توفر الحكومة السكن اللائق بالعراقي والعلاج المجاني في المستشفيات الحكومية وعندما يجد المواطن ان التعليم الحكومي بجميع مراحله عاد الى رصانته وهناك مقعد لكل طالب عراقي في اي مرحلة دراسية وان لا يضطر ولي الامر الى اللجوء الى التعليم الخاص الذي يقصم ظهور الناس بأجوره المرتفعة فالمواطن عندها يبدأ بالوثوق بالحكومة كذلك عندما تتحول الوعود الي افعال على ارض الواقع بدءأ من منظومة الكهرباء وبقية الخدمات لا مجرد خطابات رنانة في دعاية انتخابية خبر المواطن مقدماتها وعرف مخرجاتها .

فيا أيها السياسيون هل بمقدوركم أن تجعلوا الشعب يثق بكم ؟
فدلوه بمن يثق؟