خلال استضافته في ندوة حوارية خاصة على هامش منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط/ MEPS 2025 بنسخته السادسة الذي تنظمه الجامعة الأمريكية في مدينة دهوك.
ألمح رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم الثلاثاء، إلى رغبته في ترأس الحكومة العراقية المقبلة، معتبرا حصوله على الولاية الثانية ليست طموحا شخصيا بقدر ما هو استحقاق انتخابي لحصول كتلة “الإعمار والتنمية” التي يتزعمها على أعلى الأصوات في الانتخابات التشريعية السادسة التي جرت مؤخراً.
وقال السوداني خلال الاستضافة ان في كل انتخابات نيابية لم تكن النتائج هي الفيصل و الحاكم في تشكيل الحكومة، مردفا بالقول “اليوم ائتلاف الإعمار والتنمية هو جزء أساسي من مكونات الإطار التنسيقي، ويوم امس اجتمع الاطار وقرر تشكيل الكتلة النيابية الاكبر”.
وأضاف أن الاطار “سيباشر في الحوارات مع باقي الكتل السياسية للتأسيس للاستحقاقات الدستورية وتشكيل الرئاسات وهذا هو المسار الذي نؤمن به”.
ومضى السوداني بالقول “أما مسألة الولاية الثانية ليست طموحا شخصيا بقدر ما هو استعداد لتحمل المسؤولية، و اكمال المشروع الذي بدأناها، والمنجز الذي تحقق على الأرض، وفوز مستحق للكتلة التي فازت في المرتبة الأولى في هذه الانتخابات وهي كتلة “الإعمار والتنمية” وايضا ما نمتلكه من مشروع للمرحلة القادمة”.
و بشأن موعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة أشار السوداني إلى أن “جميع القوى السياسية حريصة على الالتزام بالتوقيتات الدستورية، واجراء هذه الانتخابات بالكيفية التي حصلت في أجواء آمنة ومستقرة و بسلاسة واضحة، ولغاية الآن لا توجد شكاوى حمراء عليها مما يمهد في حصول توافق سريع يفضي الى تشكيل حكومة بأسرع وقت”.
وتعقيبا على مطالبة الزعيم الكوردي مسعود بارزاني في تعديل قانون الانتخابات العراقية على اعتبار أنه “غير عادل”، ذكر السوداني “نحن نؤيد ثبات قانون الانتخابات، ومن غير الصحيح ان تكون مع كل دورة انتخابية هناك قانون، وأن تقوم القوى السياسية الموجودة بتفصيل قانون على مقاساتها”.
وأردف “نتشارك مع الزعيم الكوردي مسعود بارزاني في الرأي بأن هناك هدرا للأصوات، شخصناه في تطبيق هذا القانون في احتساب الأصوات وعلى سبيل المثال نحن ايضا في تحالف “الاعمار والتنمية” حقق مليونا و317 ألف صوت فانه لا يتناسب مع عدد المقاعد”.
ودعا مجلس النواب العراقي الجديد الى اجراء نقاش من اجل الوصول الى قانون انتخابات “عادل” يعبر عن أصوات الناخبين، وفي الوقت نفسه يمنع هدر الأصوات.
الاستقرار السياسي في العراق ضرورة إقليمية لرسم الشرق الأوسط الجديد
أكد القاضي فائق زيدان، رئيس مجلس القضاء الأعلى،يوم الثلاثاء، أن الاستقرار السياسي في العراق ضرورة إقليمية لرسم الشرق الأوسط الجديد، مشيراً إلى أن القضاء العراقي أثبت قدرته على حسم العديد من الخلافات السياسية.
وجاء ذلك في كلمة ألقاها خلال منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط/ MEPS 2025 بنسخته السادسة الذي تنظمه الجامعة الأميركية في مدينة دهوك.

وقال زيدان، إن “التحولات التي يشهدها الشرق الأوسط برمته تنقل المنطقة إلى مرحلة جديدة يُعاد فيها رسم خريطة النفوذ والتحالفات”، مبيناً أن “العراق يبرز اليوم، لاعباً محورياً بفضل خصوصيته التاريخية والجغرافية والسياسية، الأمر الذي يجعله رقماً صعباً في معادلة التوازن الإقليمي”.
وأضاف أن “الاستقرار السياسي في العراق لم يعد حاجة داخلية فحسب، بل ضرورة إقليمية ترتبط بمستقبل الأمن في الشرق الأوسط، وبالانتقال من منطق النزاعات إلى منطق الشراكات والمصالح المشتركة”، لافتاً إلى أن “مفهوم الاستقرار السياسي يقوم على وجود نظام حكم راسخ، ومؤسسات دستورية فاعلة، وتداول سلمي للسلطة، وبيئة قانونية تحترم الحقوق وتُدار فيها الخلافات بوسائل سلمية، كما يشمل تعزيز بناء الدولة، وتفعيل الدستور والقانون، وجذب الاستثمارات، وتنشيط الاقتصاد الوطني، وتحقيق الأمن المجتمعي، وتقوية النسيج الاجتماعي، وإنهاء التدخلات الخارجية الناتجة عن الفراغ السياسي، إضافة إلى تحفيز الإصلاح وتعزيز ثقة المواطن بالدولة”.
وأشار زيدان، إلى أن “التطورات الإقليمية الأخيرة تمنح العراق فرصة ليكون جسراً للتوازن بين المحاور المتصارعة، ومساحة للحوار بين الأطراف الإقليمية والدولية، فضلاً عن دوره المحوري في مشاريع الربط الكهربائي والطاقة والنقل، ودوره الأساس في مكافحة التطرف والإرهاب”. وتابع قائلاً أن القضاء يشكّل ركناً أساسياً في ترسيخ الاستقرار السياسي، ليس فقط عبر الفصل في المنازعات، بل بوصفه الضامن الحقيقي لحماية الدستور وصون الحقوق وتنظيم العلاقة بين السلطات، مضيفاً أن اللجوء إلى القضاء لحسم الخلافات، بدلاً من الشارع، يُعد خطوة جوهرية نحو دولة القانون.
وأوضح زيدان، أن القضاء العراقي أثبت قدرته في محطات عديدة من خلال حسم الطعون الانتخابية، وتفسير النصوص الدستورية، والتصدي لمحاولات خرق الشرعية أو تعطيل التداول السلمي للسلطة، ما أسهم في تنظيم المسار القانوني للعملية السياسية وتعزيز الثقة بالمؤسسات.
الشرق الأوسط الجديد يرسمه أبناؤه والمعركة المقبلة هي للمعرفة التقنية والاقتصادية

أكد ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق، محمد الحسان، يوم الثلاثاء، أن الشرق الأوسط الجديد يرسمه أبناؤه والمعركة المقبلة هي للمعرفة التقنية والاقتصادية.
وقال الحسان في كلمة ألقاها خلال منتدى السلام والأمن في الشرق الأوسط/ MEPS 2025 بنسخته السادسة الذي تنظمه الجامعة الأميركية في مدينة دهوك، “ليست هذه المرة الأولى التي يشار فيها إلى (الشرق الأوسط الجديد)، لكن الشرق الأوسط لا يرسم ملامحه إلا أبناؤه، وأقولها بصدق لقد تعبت شعوب الشرق الأوسط من الحروب والاستعمار والأزمات والاحتلال، ومعظم هذه الأزمات لها جذور خارجية”، مؤكدا بالقول: “أما آن الأوان لأن تنعم شعوب المنطقة بالسلام قولاً وفعلاً؟”.
وأضاف أن “الشرق الأوسط والعراق هما مهد الحضارات، والإبداع كان ولا يزال مركزه في هذه المنطقة، وبصفتي مبعوثاً أممياً، أؤكد أن العراق سينطلق نحو مستقبل أكثر إشراقاً بوجود قيادات حكيمة وغيورة تعمل للصالح العام وهدفها السامي النهوض بالبلاد، فأنتم تمتلكون شعباً مبدعاً من زاخو إلى الفاو”، لافتا إلى أن “المعركة القادمة ليست سياسية بل هي معركة التفوق العلمي والمعرفي، خصوصاً في مجال الذكاء الاصطناعي”.
وأكمل حسان بالقول: “سلّحوا أبناءكم بالعلم والعلوم المفيدة، فالجميع يجب أن يتمتع بحقوقه، ونحن في الأمم المتحدة مستعدون لدعم العراق”.
أما بشأن الإيزيديين، فقال: “بعد مرور أكثر من عقد، لا يزال الإيزيديون مشردين في المخيمات، آن الأوان لعودتهم إلى منازلهم، فهذه هي نهاية المعركة مع داعش”، مؤكدا: “طالما هناك عراقي مشرّد، فإن العراق لا يليق به هذا الواقع”.
وتابع:”الأمم المتحدة جاهزة ومستعدة لمساندة العراق، لكن المسؤولية تبقى ملقاة على عاتق قادته”.
واختتم بالقول: “العراق اليوم دولة فيدرالية، وأهيب بالجميع إبعاد واقع المواطن المعيشي عن أي ترتيبات سياسية، ينبغي التركيز على الاقتصاد، والعلم المفيد، وبناء أجيال بعيدة عن الطائفية والجهوية”.
