في الصميم : العراق وترامب ومارك سافايا مقالا للكاتب علي الزبيدي

علي الزبيدي

لطالما صرح الرئيس الامريكي دونالد ترامب بان غزو واحتلال العراق كان خطأ فادحا هذا التصريح كرره الرئيس الامريكي في حملته الانتخابية الاولى وبعد فوزه في الرئاسة الأولى وكرره في حملته الانتخابية الثانية ولا زال يكرره كلما وجد مناسبة لذلك ولكن الحقيقة إن ترامب لا يقصد أن امريكا أخطأت بغزو واحتلال العراق وإنما هي اخطأت عندما سلمت العراق الى احزاب وشخصيات سياسية غير محسومة الولاء للولايات المتحدة الامريكية فقد ظهر ولاء هذه الاحزاب مزدوجا لايران وتركيا وغيرهما من دول المنطقة وبقدر معين لامريكا نفسها وهذا ما دعا ترامب الى التصريح بشكل علني يوم الاثنين ١٣ اكتوبر /تشرين الثاني الماضي في قمة شرم الشيخ من( أن العراق يمتلك كمية كبيرة من النفط والعراقيون لايعرفون كيف يتصرفون بها.)
من هنا ياتي تأكيد ترامب بأن عين الادارة الامريكية ما تزال على نفط العراق وكأن الذي سرقته منذ ٢٠٠٣ ولازالت تسرقه من النفط لم يشبعها بعد ولذلك جاء قرار ترامب بتعين مبعوث خاص وممثلا له في العراق يدعى مارك سافايا وهو امريكي من اصل عراقي وتقول سيرته الشخصية انه تاجر حشيشة وهنا يصح المثل الشعبي القائل (كانت عايزة والتمت) اي بالعربي الفصيح كانت ناقصة واكتملت فالساحة العراقية اليوم تضج بتجارة المخدرات بكل الاصناف والانواع وان العراق اصبح بعد ٢٠٠٣ من اكثر دول المنطقة تعاطيا وتجارة وترويجا للمخدرات وان نسبة كبيرة من شباب العراق اصبحت اسيرة وضحية هذه الآفة المدمرة والتي انتجت الكثير من الجرائم التي كانت غير مألوفة في المجتمع العراقي فالسيد ترامب بتعينه مارك سافايا هل يريد من ممثله الخاص ان يساهم في ادخال اصناف جديدة من المخدرات الى العراق او انه يسعى الى احتكار تجارتها بيد هذا الممثل الخاص ام ان الغاية هو التلويح لأحزاب السلطة في العراق ان العراق غير كامل السيادة وان ترامب لازال يمسك بكل الخيوط التي تضمن مصالح امريكا وانهاء الدور الايراني في التأثير بالسياسة العراقية خاصة وان هذه الاحزاب قد اثبتت فشلها على مدى ٢٣ سنة من النهوض بالعراق من ما هو عليه من فساد اداري واقتصادي وتخلف صناعي وزراعي وفي كل المجالات وباعتراف ابرز قادة احزاب العملية السياسية نفسها .
ويبقى ممثل ترامب الشخصي في العراق إضافة جديدة لتعميق جراح الشعب العراقي لا من اجل نهوضه وتقدمه .
فالوطن بحاجة الى تكاتف ووحدة صف ابنائه المخلصين من اجل بناء العراق القوي السيد المستقل.