أصبحت أغنية “الراضع من صدر الهيبة”، أيقونة انتخابية سمعية، فهي تتكرر مع كل انتخابات محلية أو نيابية، وتصدح بحفل كل قائمة انتخابية يحضر بها زعيم القائمة مع أعضائها من المرشحين في صورة انتفاخية تصّعد بهم الإحساس بأنه الراضع من صدر الهيبة، هو لا أحد غيره! والحال لا يختلف مع كل مرشح يقيم تجمعه الانتخابي، ولأن صيغتها اللحنية والإيقاعية ترددت آلاف المرات في بغداد ومدن العراق خلال ثلاث دورات انتخابية ماضية، أي منذ عام 2013، وفي الانتخابات المقبلة نكون قد ولدنا جيلاً جديداً من “الهيبة”!
أغنية أقرب إلى الأهزوجة، تمثل سذاجة اللحن والكلمات وتخدش الإنتاج العاطفي الجميل والمؤثر لقاسم السلطان ومحمد عبد الجبار، وأسلوبهما الرومانسي في طريقة الاختيار والأداء لكلمات وألحان الأغاني مثل (شيجيبكم، حبيبي بعيني لك دمعة) وغيرها من أغاني قدمها قاسم ببريق صوته المخملي، كذلك العذوبة التي غنى بها محمد عبد الجبار مذكرا بجماليات أغنية السبعينات ومضامينها الرومانسية كأغنية (تانيتكم) وغيرها!
انتخابات يتكرر إنتاجها في مجلس نواب ليست له سوى خيوط ضعيفة مع الجمهور الذي انتخبه، ليرضع من صدر العقود والتوسطات والأموال الفاسدة، بدل من الرضاعة من صدر الهيبةً، بهذا التلفيق الغنائي الساذج للثنائي (السلطان وعبد الجبار) !
الحراك السياسي عندما يعبر عن حقائق الواقع وتطلعاته وانتفاضاته وأحلامه، ومشروع حياته في حياة حرة متجددة، ينتج أغنية تنبثق من روح مشاعره ومعاناته، وليس التمجيد السطحي والساذج في صيحات النفخ العشائري المتحذلق.
الحب الحقيقي، ينتج أغنية مترعة بالأحلام وعاشقة للجمال والسمو والحدائق.
الحرية، تنتج أغنية للحياة.
الثورة، تنتج أغنية للمستقبل والبناء.
الانتخابات العراقية تنتج الراضع من صدر الهيبة!
