اثناء كلمته في القمة التي عقدت يوم الاثنين الماضي قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب
(ان العراق يملك الكثيرمن النفط لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون به؟)
لقد اختصر ترامب العراق بما يمتلك من النفط وتناسى أن العراق هو موطن الحرف الاول والحضارة الاولى والشريعة الاولى في التاريخ قبل اكثر من سبعة الاف سنة من الان ومن حق الرئيس الامريكي أن يتسائل عن الكيفية التي يتصرف بها العراق بالنفط لكون حكوماتنا المتعاقبة لم تتعامل مع هذه الثروة النفطية بما يخدم الشعب وبناء نهضة البلد فما ياتي من ايرادات بيع النفط يوزع رواتب ومخصصات ومنافع اجتماعية على السادة المسؤولين ممن وافقوا ووقعوا على غزو واحتلال العراق الذين جاءت بهم امريكا نفسها ومكنتهم من حكم العراق بعد ٩ نيسان ٢٠٠٣ ولحد يومنا هذا ولم يتعاملوا مع العراق كوطن لابد من ان ينهض ويتقدم في كل شيء من تعليم وصحة وصناعة وزراعة للوصول الى حالة الاكتفاء الذاتي من استثمار هذه العائدات في اسعاد مواطنيه من خلال خطط تنموية لتوفير الحياة الحرة الكريمة ولكن واقع العراق اليوم يقول غير ذلك فالفساد المالي والاداري وتردي الاوضاع وضياع النظرة المستقبلية لما سيكون عليه العراق هو الذي جعل السيد ترامب يتذكر العراق من خلال نفطه فقط فليس العتب على السيد ترامب لأنه في الاول والاخير رجل اعمال يبحث عن الربح في أي مشروع والعراق بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية اليوم من أهم المشاريع في الوطن العربي وما كان غزوه واحتلاله الا للسيطرة عن ثرواته الطبيعية وفي مقدمتها النفط.
إن ما يؤسف له حقا ان يختصر العراق بالنفط فقط نتيجة لما الت اليه حالة العراق المتردية وعدم النهوض به جعله عرضة للطمع تارة وتارة اخرى للتندر على الواقع المزري في جميع مفاصل الحياة التي يطول الحديث عنها.
ولكن مما يؤسف له ايضا إن السيد محمد شياع السوداني الذي كان حاضرا في القمة لم يعترض على ما قاله ترامب ولم يرد عليه بل حتى وزارة الخارجية لم تكلف نفسها بالرد ببيان او تصريح على هذا الوصف الذي يعد إساءة للعراق والعراقيين جميعا ولكن يبدو أن (السكوت من علامة الرضى) كما يقول المثل.
