في الصميم : ماذا بعد الهجوم الصهيوني على الدوحة؟ مقالا للكاتب علي الزبيدي

د علي الزبيدي

رغم كل ما قدمته دولة قطر للأمريكان وطيلة السنوات الماضية من صفقات اقتصادية بمليارات الدولار والسماح باقامة قاعدة العديد العسكرية في الدوحة والتي كانت تصور للرأي العام العالمي أن قطر شريك ستراتيجي للولايات المتحدة الامريكية وما اكده الاستقبال فوق العادة للرئيس دونالد ترامب والحفاوة المبالغ فيها لكن امريكا هي التي أعطت الضوء الاخضر للهجوم الصهيوني على وفد حماس الذي كان متواجدا في الدوحة وبمقترح أمريكي للوصول الى حل لموضوع الرهائن المحتجزين لدى حماس فهل تدفع هذه الجريمة قطر وكل دول الخليج العربي لإعادة حساباتها في موضوع الامن والمعاهدات العسكرية مع أمريكا وهل تأكدت دول الخليج إن امريكا لا يمكن ان تفرط بعلاقتها مع الكيان الصهيوني من اجل عيون دول الخليج فالتحالف الامريكي الصهيوني تحالف ستراتيجي قائم على مبدأ إن أمن الكيان الصهيوني هو أمن الولايات المتحدة وأنها الراعية الكبرى لهذا الكيان العنصري منذ إنشائه ولغاية يومنا هذا وان كل أموال الخليج ونفوطها إنما هي جباية للحماية الشكلية التي كانت تمارسها امريكا لابتزاز هذه الدول ومن اجل عيون الكيان الصهيوني فهل تبحث دول الخليج على تحالفات عسكرية جديدة مثلما بادرت السعودية بعقد إتفاقية الدفاع المشترك مع باكستان النووية وهل دول الخليج غير قادرةعسكريا وإقتصاديا وسياسيا على حماية نفسها أمام العنجهية الامريكية التي يمارسها ترامب والكيان الصهيوني؟
إن دول الخليج تمتلك من حيث المبدأ القوة الاقتصادية والعسكرية والموقع الجيوسياسي المؤثر عالميا اذا ما أرادت أن يكون لها قرارها السياسي المستقل بعيدا عن الوصاية الامريكية فقوات درع الخليج إضافة الى التأثير الاقتصادي باستخدام ورقة النفط كقوة ضغط اقتصادية على امريكا والكيان الصهيوني والاستناد الى العمق العربي وعدم الارتماء الكامل في احضان امريكا يجعل دول الخليج مجتمعة قوة مهابة الجانب ولكن يبدو ان لا هذه الدول قادرة على التخلي عن الحماية الامريكية لان هذه الدول كانت ومازالت ضمن المشروع الامريكي للتطبيع مع الكيان الصهيوني ولا مؤتمرات الخطب الرنانة قادرة على كبح عدوانية الصهاينة ضد شعب فلسطين وقطاع غزة الذي يباد يوميا ومنذ اكثر من ٧٣٠ يوما قتلا وتجويعلا وتهجيرا لان النظام الرسمي العربي اصبح اليوم متفرجا على نكبات الامة ولا يهمه الا تقديم فروض الطاعة والولاء للبيت الابيض لكي ترضى عنه امريكا .