يقول المثل العربي (الحك بالسيف والعاجز يريد شهود( فعلى مدى كل القمم العربية إلا باستثناءات قليلة برع الحكام بالخطابة فكنا نستمع في كل قمة منها الى خطب رنانة لإصحاب الجلالة والفخامة والسمو والسيادة أقحم فيها الطباق والجناس والتورية وفاحت منها رائحة الثورية حتى كنا نظن إننا بإنتظار قرارات مصيرية تعيد الكرامة لامتنا العرب التي أهينت في أهم مقدساتها وهو ثاني القبلتين وثالث الحرمين القدس الشريف وكل التراب الفلسطيني لكن نسمع جعجة ولا نرى طحينا.
وفي قمة الدوحة العربية الاسلامية يوم الاثنين الماضي والتي شاركت فيها ٥٧ دولة أعاد السادة الرؤساء واصحاب الجلالة نفس الخطب وكان البيان الختامي لها يتضمن كل كلمات وعبارات الادانة والشجب والتنديد بجريمة الكيان الصهيوني على دولة قطر الشقيقة والملاحظ ان دول الخليج العربي المتسلحة بترسانة أسلحة امريكية واوربية متطورة تفوق نصف ما موجود من اسلحة لدى بقية اقطار الوطن العربي ولديها تشكيل مسلح يسمى درع الجزيرة للدفاع عن دول مجلس التعاون الخليجي الست هذه الدول لم تحرك ساكنا ولم ترسل حتى رسائل شديدة اللهجة للكيان الصهيوني العنصري فبكل تأكيد هناك وراء الاكمة ما وراءها فالعلاقات الثنائية مع الكيان العنصري قائمة على قدم وساق بتوجيه وبمباركة امريكية وإن التطبيع قادم مع كل دول الخليج ولهذا فلا تحرك عملي لرد العدوان الصهيوني وهذا ما لمسه المواطن العربي حتى قبل جريمة الابادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة ولا زالت مستمرة منذ ٧١٥ يوما وفي كل يوم يرتكب الكيان الصهيوني مجازر جديدة وعشرات الالاف من الشهداء والجرحى والمشردين بين شباب وشيوخ واطفال ونساء عزل وفرض مجاعة جماعية فمن لم يستشهد بصواريخ الطائرات والمدفعية يستشهد من الجوع والمرض ثم جاء الرد الصهيوني على بيان قمة الدوحة بشن عملياته العسكرية المكثفة لتدمير ما تبقى من غزة والانظمة العربية وكأن الامر لا يعنيها حتى إن شعوب العالم أخجلتنا بتضامنها مع غزة وشعبها ونحن ما زلنا نقف متفرجين فلا قرارات القمم العربية تعيد الكرامة للشعب العربي ولا الشعب يقف في وجه الانظمة العربية المتخاذلة والوطن العربي يسير نحو التشرذم والتقسيم فهناك سايكس بيكو جديدة من خلال خطة برناد لويس التي تستهدف تقسيم والمقسم وتجزأة المجزأ ، فلا المليارات التي تأخذها امريكا من دول الخليج تحمي الانظمة ولاوجود القواعد الاجنبية فامريكا والكيان الصهيوني وجهان لعملة واحدة، فهل يستفيق النظام الرسمي العربي للخطر الداهم أم تبقى قممنا العربية قمم خطابات رنانة لا تعيد حقا ولا توقف عدوانا.
