لعله لا يدري الانسان العراقي من اين يبدأ تجاه عديد القضايا الخطيرة التي تواجه العراق والتي بعضها مصيرية وكارثية مثل قطع المياه عن نهر دجلة أو عدم إقرار الموازنات الذي يهدد بتعطيل الحياة الاقتصادية في البلاد والبطالة والكهرباء والفساد وغير ذلك من التعقيدات اليومية التي تواجهها الحكومة العراقية ، وفي الواقع هنالك ثمة ايقاع بطيئ وممل يفرض نفسه على الحياة الاجتماعية ويلقي بظلاله على العمل ومؤسسات الدولة بشكل عام وهو على مايبدو بات ثقافة لدى المجتمع العراقي يبدأ من مقولة (تعال غداً) المتلازمة الشهيرة لدى موظفي الدولة تجاه المراجعين ، إضافة إلى أمور أخرى اعتاد الناس عليها مثل ترحيل القضايا التي تخص عمل البرلمان الى ما بعد مايسمى بالعطل التشريعية وغير ذلك ، وبقدر السباق العلمي والعملي الذي تتنافس فيه دول العالم يسير العمل في العراق بخطوات (بطيئة) فالامتحانات تحظى بأدوارها الثلاث وحتى لو تأخر بدأ العام إلى أي وقت !! أما المشاريع فلها حكايات كثيرة ففي كل شتاء يجب أن تغرق العاصمة والعمل في تأهيل مجاري الصرف الصحي غالباً ما يأتي بعد الفيضانات ، الطرق التي تؤدي إلى الجامعات والمدارس معظمها تعاني التخسفات والمعالجات أن وجدت تبدأ مع بداية الموسم الدراسي ، معظم المشاريع العملاقة مفتوحة الزمن فمثلا مشروع قناة الجيش منذ عشرين عام ولم تنجز المشاريع المتعاقبة عليه ومازال الطريق يعاني بشكل يومي من الاختناقات ، أنها ثقافة عدم احترام الوقت تجدها اليوم في المؤتمرات والندوات بل وحتى المطارات وفي الكثير من مفاصل العمل في البلاد وهذا الأمر يتحمله المجتمع وتحديداً الشباب الذي يسهر يومياً على مواقع الانترنت وينام في النهار، أما رواتب المتقاعدين فهي ممدودة الزمن في العراق لأنها جزء من الواقع لكن ربما يموت الكثير منهم بسبب نقص دواء السكر والضغط والقلب ، فهل يدرك ذلك من يحمل سمة التوقيع على قوائم الصرف ؟ ام هو نائم ، فأن طال نومه سيجد الكثير قد غادر الحياة بعد أن ينتهي من تناول قهوته الصباحية قبل التوقيع بالصرف !! .
صحيفة عراقية مستقلة صدرت عام 2006 - مملوكة بالكامل للصحفي العراقي علاء الساعدي
