تتصاعد يوما بعد أخر المناكفات والدعايات الانتخابية والتصريحات التسقيطية بين أحزاب العملية السياسية حتى قبل أن يحين موعد الدعاية الانتخابية الرسمية فالكل يفضح فساد الكل والكل يدعي الوصل بليلى وليلى لا تقر لهم بوصل .
المفارقة أن نفس الشخصيات التي سبق لها أن خرجت على الناس بتصريحات تعترف فيها بأن كل أحزاب العملية السياسية الظاهرة في المشهد السياسي لا تستحق البقاء لفشلها. وأعتقد أن الرأي العام ما زالت ذاكرته تختزن تلك التصريحات التي قالها سياسيون ومسؤولون في أحزاب فاعلة في كل الحكومات السابقة والحالية بل تشكل العمود الفقري في إستمرار العملية السياسية التي وضعت تفاصيلها امريكا وبريطانيا بعد إحتلالهم للعراق في ٩ نيسان ٢٠٠٣ فالمواطن شبع وعودا وردية جاءت على لسان أكبر المسؤولين وسمع جعجعة ولم ير طحينا وكثرت المبادرات وتعددت أسماؤها لكن لا وجود لها على ارض الواقع فمن المبادرة الزراعية التي ذهبت تخصيصاتها المليارية الى المجهول والى مبادرة داري الفيسبوكية التي وعد بها مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء السابق فقراء الوطن بقطع اراضي سكنية والتي لم ترى النور وصولا الى العديد من المبادرات الوهمية الاخرى .
وفي الجانب الاخر يطل الفساد برأسه بكل قوة ليسيطر على كل مفاصل الدولة فلا حسابات ختامية سنوية لأي حكومة منذ حكومة الدكتور أياد علاوي والى يومنا هذا ولا عادت الكهرباء الوطنية تزود المواطن بالتيار الكهربائي بشكل مستمر رغم صرف اكثر من ٨٠ مليار دولار ولا زلنا تحت رحمة الغاز الايراني وكأنما عجزت كل الحكومات السابقة والحالية لحل هذه المعضلة .
واذا كان هذا حال الكهرباء فان بقية القطاعات ليست بأفضل من الكهرباء والشرح يطول ولا ينتهي فعلى اي جرح تشد الوثاقا كما قال مظفر النواب أوكما قال ابو المثل ( الك عندي سوالف ما يكفي اليل) بعد كل هذه السنوات المحملة بالاخفاقات والفساد والفشل يأتي نفس من اعترفوا بالفشل بالامس ليخوضوا الانتخابات البرلمانية الجديدة ويعدوا الشعب بالربيع الآتي!!.
فهل الشعب يريد التغيير والانعتاق من المحاصصة التي أثبتت السنوات أنها وراء كل الفشل والفساد الذي يعيشه الشعب اليوم؟
أم انه يريد تدوير نفس الوجوه ونفس المنهج الذي تخلف بسبه العراق سنوات كثيرة عن دول كانت تتمنى أن تكون مثل بغداد في تطورها ورفاهية شعبها وبين التغيير والتدوير وبين نتائج الانتخابات التي تبدو مقدماتها بأنها ستكون مثل سابقاتها وبنفس مبدأ المحاصصة التي لم تأتي بخير على الشعب والوطن.
