مرض السكري هو حالة صحية مزمنة حيث لا يتمكن الجسم من معالجتها بشكل صحيح نسبة الجلوكوز في الدم، غالبًا بسبب عدم كفاية إنتاج الأنسولين (النوع 1) أو مقاومة الأنسولين (النوع 2). وهذا يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم والتي يمكن أن تسبب مجموعة من المشاكل الصحية
كما و يمكن أن تؤدي مستويات الجلوكوز في الدم التي لا يتم التحكم فيها بشكل جيد إلى حالات طوارئ حادة مثل الحماض الكيتوني السكري و حالة فرط سكر الدم وفرط الأسمولية [2]. وبالمثل، يمكن أن يسبب مرض السكري العديد من المضاعفات الخطيرة طويلة الأمد، خاصة إذا لم تتم إدارته بشكل فعال. وتشمل هذه الأمراض أمراض القلب والأوعية الدموية، وتلف الأعصاب، وفشل الكلى، ومشاكل الرؤية، وارتفاع خطر الإصابة بالعدوى. [3]. علاوة على ذلك، يعد مرض السكري أحد الأسباب الرئيسية لـ الوفيات المبكرة [4]. باعتباره مصدر قلق صحي عالمي كبير، يؤثر مرض السكري على ملايين الأشخاص بسبب عوامل مثل السمنة، وقلة النشاط، والشيخوخة. أبلغت منظمة الصحة العالمية عن 422 مليون حالة في عام 2014، أي بزيادة أربعة أضعاف منذ عام 1980، مما أدى إلى وفاة مليوني شخص في عام 2019. يشكل هذا الوباء تحديًا لأنظمة الرعاية الصحية، مما يؤكد الحاجة إلى الوقاية والإدارة الفعالة
لقد فتح تطوير التقنيات الأحدث في مجال الرعاية الصحية فرصًا جديدة لإدارة مرض السكري بشكل أكثر فعالية. وهذا مهم بشكل خاص نظرا لتعقيد المرض والحاجة إلى المراقبة المستمرة وتعديل خطط العلاج. تتراوح هذه التقنيات من أجهزة مراقبة الجلوكوز المتقدمة إلى التطبيقات البرمجية التي تساعد في تتبع وتحليل بيانات المرضى، مما يساهم بشكل كبير في رعاية أكثر تخصيصًا وفعالية لمرض السكري
في هذا المجال، يعمل الذكاء الاصطناعي (AI) على تحويل رعاية مرضى السكري، مما يوفر تقدمًا في التقييم المبكر للمخاطر والتشخيص والإدارة الشخصية. يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل مجموعات البيانات الكبيرة للتنبؤ بالمخاطر، وتفسير نتائج الاختبار بدقة، وتخصيص خطط العلاج، وتعزيز رعاية المرضى ونتائجهم [8]. ومن خلال دمج الذكاء الاصطناعي في نظام الرعاية الصحية، هناك إمكانية لتقليل عبء رعاية مرضى السكري بشكل كبير، والتحول نحو نهج أكثر استباقية وشخصية [9]. هذا مراجعة منهجية يستكشف تأثير الذكاء الاصطناعي على تحسين الوقاية من مرض السكري وتشخيصه وإدارته، وتقييم مدى استعداده للاندماج في الرعاية الصحية، وتحديد الفجوات البحثية، وتوجيه التطورات المستقبلية.
كما و أجازت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية نظام “سيغنوس” لمراقبة الغلوكوز، دون وصفة طبية، وهو نظام يدمج مستشعر الغلوكوز الحيوي مع منصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لعرض كيفية تأثير الطعام والنشاط والتوتر والنوم على الجسم في الوقت الفعلي.
ويمكّن هذا النظام الأشخاص من مراقبة آنية، واتخاذ قرارات صحية شخصية مبنية على علم الأحياء.
وتشمل الميزات الرئيسية لنظام المراقبة توجيهاً أيضياً شخصياً يستخدم إشارات الجسم، ورؤى مدعومة بالذكاء الاصطناعي، لمساعدة المستخدمين على تحسين نومهم وإدارة الوزن، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
تقلبات الغلوكوز
وبحسب “هيلث داي”، يترجم النظام تقلبات الغلوكوز في الوقت الفعلي إلى توصيات بسيطة وشخصية لعادات يومية صحية، ويتتبع ويربط الاستجابات للوجبات وممارسة الرياضة والنوم والتوتر.
ويتيح نظام “سيغنوس” للناس التحكم في صحتهم ووزنهم بطريقة غير مسبوقة، ويمكن تحميله على الهاتف الذكي، بينما يتم لصق المستشعر على الجلد لمراقبة الغلوكوز، وإرسال البيانات للتطبيق