أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، اليوم الاثنين ، “استشهاد مراسلَي قناة الجزيرة أنس الشريف ومحمد قريقع، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمتهما قرب المجمع”.

وبحسب المعلومات الواردة، فإن الاستهداف وقع في محيط مجمع الشفاء الذي يشهد تواجداً لعدد من الفرق الإعلامية لتغطية التطورات الميدانية في قطاع غزة، وأدى القصف إلى مقتل الصحفيَين أثناء أدائهما لعملهما الصحفي، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين.

وقال مدير تحرير قناة الجزيرة، محمد معوض، لبي بي سي، إن أنس الشريف كان “الصوت الوحيد” الذي ينقل للعالم ما يجري في قطاع غزة.

وأشار معوض إلى أن إسرائيل، طوال فترة الحرب، لم تسمح بدخول الصحفيين الدوليين إلى غزة لتغطية الأحداث بحرية، ما دفع المؤسسات الإعلامية للاعتماد على المراسلين المحليين في القطاع.

وأضاف أن الفريق الصحفي استُهدف داخل خيمته، وليس في موقع اشتباك أو على خط المواجهة، معتبراً أن ما جرى يعكس “رغبة واضحة من الحكومة الإسرائيلية في إسكات أي تغطية إعلامية من داخل غزة”.

ووصف معوض هذا النهج بأنه أمر “لم أشهد له مثيلاً في التاريخ الحديث”.

وأصدرت شبكة الجزيرة بياناً حمّلت فيه، الجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية المسؤولية عن مقتل مراسليها معتبرةً ما جرى “هجوماً متعمداً على حرية الصحافة”.

وأشارت الشبكة إلى أن الحادثة جاءت وسط “كارثة إنسانية” يعيشها القطاع، وأكدت أن مراسلها أنس الشريف وعدداً من زملائه تعرضوا سابقاً لحملات تحريض وتهديد من قبل مسؤولين عسكريين إسرائيليين.

وذكرت الجزيرة أن مراسليها في غزة، ومن بينهم الشريف، كانوا من بين “الأصوات القليلة المتبقية” التي تنقل للعالم واقع الحرب في القطاع، رغم ما يتعرضون له من مخاطر، ومعايشتهم للجوع والمعاناة ذاتها التي يوثّقونها.

الجيش الإسرائيلي يقر باستهداف الشريف

قالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية وفا: “استشهد خمسة مواطنين بينهم أربعة صحفيين، مساء الأحد، جراء قصف للاحتلال الإسرائيلي غرب مدينة غزة”.

ونقلت الوكالة عن مراسلها أن إسرائيل استهدفت “بشكل مباشر خيمة الصحفيين أمام مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد الزملاء الصحفيين أنس الشريف ومحمد قريقع، مراسلَي قناة الجزيرة الفضائية، والمصورين في القناة إبراهيم ظاهر ومؤمن عليوة، وسائق الطاقم محمد نوفل، بالإضافة إلى إصابة مراسل قناة الكوفية، الصحفي محمد صبح”.

الجيش الإسرائيلي أكد بدوره استهدافه لصحفي الجزيرة أنس الشريف في غارة جوية على مدينة غزة ليلة الأحد-الاثنين، متهماً إياه “بترؤس خلية إرهابية تابعة لحماس”.

وأضاف الجيش في بيان: “كان أنس الشريف قائداً لخلية إرهابية في حركة حماس، وكان مسؤولاً عن إطلاق الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين وقوات جيش الدفاع الإسرائيلي”.

هذه الاتهامات وجهها الجيش الإسرائيلي للشريف قبل عدة أشهر – بينما اعتبر الشريف في حينها أن هذه التصريحات هي “حملات تشويه وتحريض لا تتوقف”.