في كل مرة تفتح فيها التطبيق، تأمل أن يكون اللقاء المنتظر أقرب.
لكن الحقيقة المرّة هي أن التطبيقات التي تعدك بالشريك المثالي قد تكون أكبر عائق أمامك.
الخبير الألماني توماس كولر فجّر مفاجأة حين قال إن “تيندر وبامبل وغيرهما قد تكون مصممة لتُبقيك عالقًا في الدائرة، لأن عثورك على شريك يعني خسارة المستخدم… وخسارة المال”.
وتابع الخبير ان “هذه التطبيقات تروّج للعلاقات عبر صور ومواقع ومظاهر، بينما تُهمل جوهر التوافق الحقيقي.. والنتيجة: ملايين يبحثون… ولا يجدون”.
لكن الأمر لا يقف عند الفشل العاطفي فقط. الإرهاق النفسي، فقدان الثقة، والانفصال العاطفي باتت أعراضًا لواقع رقمي مُتعب.
وفي نهاية المطاف، قد لا تبحث هذه التطبيقات عن الحب، بل عن أن تبقيك وحيدًا، متصلًا، وتحت السيطرة.
كما و شهد تطبيق Tea، المخصص لتبادل نصائح وتجارب المواعدة بين النساء في الولايات المتحدة، اختراقًا سيبرانيًا واسع النطاق أدى إلى تسريب نحو 72 ألف صورة، تضمنت صورًا شخصية وبطاقات هوية مصورة لمستخدمات سجلن في المنصة قبل عام 2023.
وأوضحت متحدثة باسم الشركة أن التحقيقات الأولية أظهرت وصول القراصنة في الساعات الأولى من صباح الجمعة إلى نظام تخزين قديم يحتوي على صور مستخدمات التطبيق.
4 ملايين مستخدمة و900 ألف على قائمة الانتظار
إذ و أعلنت الشركة أن عدد مستخدمات التطبيق تجاوز 4 ملايين، فيما تضم قائمة الانتظار قرابة 900 ألف مستخدمة جديدة، وقد تصدر التطبيق الأسبوع الجاري قائمة التطبيقات المجانية في فئة نمط الحياة على متجر تطبيقات آبل، مدفوعًا بانتشاره على وسائل التواصل الاجتماعي.
أفادت الشركة أن الصور المسربة تضمنت نحو 13 ألف صورة شخصية أو بطاقات هوية أرسلت لأغراض التحقق من الحسابات، فيما شملت باقي الصور منشورات وتعليقات ورسائل كانت مرئية علنًا داخل التطبيق. ووفقًا لصور شاشة متداولة على Reddit، جرى تداول نسخ من صور بطاقات الهوية على منتدى 4Chan المعروف بثقافته المتطرفة، ما أثار تحذيرات من خبراء الأمن السيبراني.
مخاطر سرقة الهوية تهدد مستخدمات التطبيق

وحذر رئيس الأمن في شركة Bugcrowd تري فورد، ، من أن الخرق يشكل تهديدًا بالغًا، مشيرًا إلى أن الصور تتضمن رخص قيادة قد تعرض الضحايا لمخاطر الملاحقة وسرقة الهوية.
وأكدت الشركة أنها استعانت بفريق خارجي من خبراء الأمن يعملون على مدار الساعة لتأمين المنصة، وأنه لا توجد حتى الآن أدلة على اختراق بيانات إضافية مثل أرقام الهواتف أو البريد الإلكتروني.
ويختلف تطبيق Tea عن تطبيقات التعارف التقليدية كونه مخصصًا للنساء فقط، ويتيح لهن مشاركة تجارب المواعدة بشكل مجهول، إلى جانب تبادل إشارات تحذيرية عن شركاء سابقين بهدف تجنب العلاقات المؤذية.
ومنذ إطلاقه، اعتبره مؤيدوه أداة مهمة تحمي النساء من العلاقات السامة، بينما انتقده آخرون بدعوى تهديده للخصوصية لاحتوائه صورًا وأسماءً حقيقية.
