قد يتساءل البعض: أي نوع من الأشخاص يلجأ إلى الذكاء الاصطناعي للغش في تنفيذ واجباتهم الجامعية؟ وقد تُلقي دراسة جديدة الضوء على هذا الأمر، كما كتبت إيف أبتون-كلارك (*). إذ و تأتي تلك الخطوة بينما يستعرض الخريجون الجدد بفخر استخدامهم لبرنامج «تشات جي بي تي» في مشاريع التخرج،
«الثالوث المظلم»
نُشرت الدراسة في مجلة BMC Psychology، وأجراها جيني سونغ من جامعة تشودانغ الكورية الجنوبية وشويان ليو من جامعة بايك سوك، واستطلعت آراء 504 طلاب فنون صينيين في المرحلة الجامعية.
قيّم الباحثون سمات مثل النرجسية، والاعتلال النفسي، والميكافيلية، التي تُعرف جميعها مجتمعة باسم «الثالوث المظلم». ووجدوا أن الطلاب الذين حصلوا على درجات عالية في هذه السمات كانوا أكثر ميلاً بشكل ملحوظ لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي مثل «تشات جي بي تي» و«ميدجورني» في الغش لإكمال واجباتهم.
تعزيز الصورة الذاتية وكسب التقدير
لماذا؟ وفقاً لموقع PsyPost، قد يلجأ النرجسيون إلى الغش لتعزيز صورتهم الذاتية أو لكسب التقدير، بينما قد ينظر أصحاب الميكافيلية العالية إلى الذكاء الاصطناعي كوسيلة للتفوق على أقرانهم. في المقابل، يرتبط الاعتلال النفسي بالاندفاعية وعدم الشعور بالندم.
ووجدت الدراسة أيضاً أن الطلاب الحاصلين على درجات أعلى في السمات المظلمة كانوا أكثر عرضة لتمرير العمل الناتج عن الذكاء الاصطناعي على أنه عملهم الخاص.
الاهتمام بالمكافآت واستجلاب الثناء
وكان هؤلاء الطلاب أنفسهم أكثر قلقاً بشأن أدائهم الأكاديمي وأكثر عرضة للتسويف – وهي عوامل جعلتهم أكثر ميلاً للاعتماد على الذكاء الاصطناعي لإنجاز واجباتهم.
ودرس الباحثون أيضاً سمة «المادية» (الاهتمام بالجوانب المادية). وكان الطلاب الحاصلون على درجات أعلى في القيم المادية، أو الذين كانوا مدفوعين (بالحصول على) مكافآت واستجلاب الثناء الخارجي، أكثر ميلاً بالمثل لإساءة استخدام الذكاء الاصطناعي.
ولا تقتصر المسائل التي يواجهها الطلاب المشاركون في الاستطلاع على عاصفة عارمة من المنافسة، وضغوط لإنتاج أعمال إبداعية أصلية، في ظروف الوجود المتزايد للذكاء الاصطناعي التوليدي في مجالهم، إذ إن معضلة «تشات جي بي تي» تمتد الآن إلى الصناعات الإبداعية والأوساط الأكاديمية وما وراءها.
إذ و أجرت جامعة ريدنغ في المملكة المتحدة تجربة لكشف مدى قدرة المدرسين في الجامعات، على كشف الغش باستخدام الذكاء الاصطناعي.
وأنشأت لهذا الغرض عشرات الحسابات الوهمية تمثل طلابا غير حقيقيين، وادخلتهم بشكل سري في امتحان إحدى المواد في علم النفس، فحصلوا على درجات أعلى من أقرانهم الطلاب البشريين.
التجربة العلمية أرادت الجامعة من خلالها التنبيه لمشكلة الذكاء الإصطناعي في قطاع التعليم وتحقيق العدالة ومنع الغش الأكاديمي.
بالخطوات : كيفية حماية نفسك من تهديدات هجمات الذكاء الاصطناعى الإلكترونية ؟
