هدد بشن المزيد من الهجمات في حال لم تذهب طهران إلى السلام أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجر الأحد أن الضربات الجوية الأمريكية دمرت بشكل تام وكامل المنشآت النووية الإيرانية المستهدفة،
أغلبية من الشعب الامريكي تعارض تورط الولايات المتحدة مرة أخرى في حرب جديدة في الشرق الأوسط، هذا أولا. هناك انقسام طبعا بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونغرس باستثناء ربما صوت أو صوتين جمهوريين انتقدوا القرار العسكري واعتبروه غير دستوري، ولكن يعتقد أنه إذا لم ترد إيران بشكل شامل كما يتوقع الكثيرون هنا، فإن ترامب يستطيع أن يقول إنه أنقذ الشرق الأوسط من البرنامج النووي الإيراني.
خطاب ترامب فيه مد اليد لإيران لاستئناف المفاوضات والتوصل إلى السلام وإلى اتفاق نووي جديد.
كما هدد قائلا إذا لم تفعل ذلك إيران فإن هناك أداة إضافية يمكن ضربها وضربها سيكون سهلا. بمعنى آخر هو يقول للإيرانيين أن إيران باتت بيتاً بلا سقف، هذه حقيقة معروفة عسكريا.
الآن الوضع السياسي في التحليل الأمريكي هو أن النظام في إيران يواجه أسوأ مرحلة منذ ثورة 1979 الإسلامية في طهران. وأي ضربة عسكرية إيرانية ضد القوات الأمريكية في الخليج سوف ترد عليها الولايات المتحدة بقوة كبيرة.
يبقى السؤال الآن، هل سيقرر النظام الإيراني الحفاظ على نفسه، أم سيغامر في ضربة عسكرية للرد على الهجوم الأمريكي؟. النظام الايراني الآن في مأزق تاريخي لم يواجه مثله منذ أكثر من أربعين سنة.
ما هي التداعيات الممكنة للضربة الأمريكية على منشاَت ايران النووية ؟
إذا لم ترد إيران، أو إذا ردت وردت عليها الولايات المتحدة بضربة عسكرية وإسرائيل استأنفت الضربات، سوف نرى ما يريد أن يحققه نتنياهو الذي قال قبل عشرة أيام “سوف نغير وجه الشرق الأوسط”.
في السابق تحدثنا عن الشرق الأوسط الجديد الذي كان ينادي به الإسرائيليون بعد مدريد وبعد اتفاقات السلام. في الماضي كان يقال إن العرب يعيشون في ظل جيرانهم غير العرب، بمعنى أنهم يعيشون في ظل إسرائيل وفي ظل إيران وفي ظل تركيا.
اليوم يعيش الإيرانيون والعرب في ظل هذه الهيمنة الجديدة إذا استمرت إسرائيل على هذا النهج، هذه مرحلة خطيرة، وأعتقد أن القيادة الإيرانية قبل أن ترد إن كان بشكل مكثف أو بشكل رمزي سوف تفكر كثيرا بمضاعفات أي رد.
إيران حاربت لوحدها كما حاربت حماس بمفردها وكما حارب حزب الله بمفرده. هذا ما أنجح نتنياهو في التفرد في كل هذه الأطراف.
المنظومة الدفاعية الردعية التي أقامتها إيران منذ أربعين سنة، والاستثمار المالي والتقني والبشري في حزب الله، وفي سوريا تبخر إلى حد كبير. القدرات العسكرية الإيرانية منيت بضربة كبيرة في الأيام العشرة الماضية، وكان من السهل نسبيا على إسرائيل أن تشن الغارات ولم تسقط لها طائرة واحدة. هذا يعطي فكرة عن عدم التوازن في القوى بين إسرائيل وإيران.
صحيح أن إيران لا تزال قادرة على إطلاق صواريخ باليستية على إسرائيل، ولكن حجم الأضرار في إسرائيل محدود جدا. العالم يتحدث عنها لأن هذه الأضرار في إسرائيل غير مسبوقة بالمقارنة مع ما الذي تعرضت له كامل العواصم العربية في العشرين سنة أو الأربعين سنة الماضية.
رصد وكالة ناسا انبعاثا حراريا في مفاعل فوردو النووي الإيراني
