منذ السابع من تشرين الاول ٢٠٢٣ بداية عملية طوفان الاقصى وما تعرض له سكان غزة من جريمة إبادة جماعية هزت ضمير العام الحر خرجت الملايين في دول أوربا منددة ورافضة العدوان الصهيوني العنصري على غزة ونتيجة لتلك التظاهرات الغاضبة جاءت مواقف العديد من الحكومات الاوربية مساندة لغزة ورافضة لابادة شعبها ولعل الموقف الرسمي والشعبي الفرنسي كان متقدما على بقية مواقف الدول الاوربية فالخارجية الفرنسية دعت الى وقف الحرب في غزة واعنت الحكومة الفرنسية إيقاف تزويد الكيان الصهيوني بالاسلحة التي يستخدمها في قتل النساء والاطفال والشيوخ في قطاع غزة والاشارة الى الاعتراف بفلسطين دولة لها كامل العضوية في الامم المتحدة ثم جاء من خلفه الموقف البريطاني والذي بدى كأنه تكفير عن ما كانت قد أقدمت عليه المملكة المتحدة من تأييد إقامة الكيان الصهيوني على ارض فلسطين المغتصبة في العام ١٩٤٨ هذا جزء من صورة التأييد الاوروبي لغزة وشعبها الذي تعرض لأبشع جريمة إبادة جماعية بل هي جريمة ضد الانسانية حيث تجاوز عدد شهداء غزة السبعة والخمسين الف شهيدا عدا الجرحى والمفقودين والمعاقين مع تدمير ٨٠ بالمائة من البنى التحتية في غزة فماذا قدم النظام الرسمي العربي لغزة؟؟
مما يؤسف له إن الامة العربية اليوم تعيش في أسوء حالاتها من التشتت والتمزق فالنظام الرسمي العربي أثبت في مجمله أنه إما متواطيء او خانع وخائف على مغريات السلطة وكراسيها والابشع إن هناك نظم عربية تصرفت بالعكس مما تفرضه رابطة الدم واللغة والتاريخ المشترك فقدمت هذه النظم كل الدعم المعلن وغير المعلن للكيان الصهيوني ماديا ومعنويا بل وأن هناك مؤشرات على مشاركة الطيران الحربي لأحدى محميات الخليج بغارات على مدن غزة وساهمت في ذبح شعبها كل ذلك إرضاءا لسيدتهم أمريكا وكيانها المسخ في فلسطين لان هذه المحميات لا تستطيع الا أن تقدم فروض الطاعة والذلة والمهانة التي تعودت عليها واصبحت كالبقرة الحلوب لأمريكا والصهيونية العالمية. بل إن الشعب العربي في كل محميات الخليج العربي لم يستطع أن يرفع الصوت منددا ورافضا العدوان الصهيوني على غزة نتيجة القمع وسياسة تكميم الافواه ولهذا نحن اليوم نعيش المأساة لتمزق الموقف العربي من قضايا الامة حتى قمة بغداد الاخيرة لم تستطع ان تخرج بقرارات الحد الادنى التي تعكس الرفض الرسمي العربي للعدوان على غزة في ابسط صوره.!!
فشكرا لمواقف اوروبا تجاه نصرة غزة .
وسلاما لغزة وكل شعب فلسطين..
