عندما يصفع الرئيس مقالاَ للكاتب علي محمد ابراهيم

مقالات

إثارة حادثة صفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بكف زوجته السيدة الأولى بريجيت ماكرون ضجة كبيرة في الفضاء المؤثر وفي الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل يبدو كبير للغاية ، فهل يصفع الرئيس يا ترى ؟ هذا السؤال الذي يتبادر في الأذهان بشكل تلقائي ربما عند الجميع والإجابة عليه في الواقع كانت حاسمة على يد زوجته ولسان حالها يقول

نعم يصفع الرئيس عندما يخون !! يصفع الرئيس عندما يعشق أخرى غير التي تسكن في قلبه ، يصفع الرئيس كلما أدار ظهره لأهله وشعبه ومحبيه ، يصفع عندما يشعر الفاعل أن الرئيس غير قادر على الرد وكأنه يقول له ردها علي أن استطعت ، ورغم أن سيدته هذه التي تكبره بربع قرن تقريباً تعبر هنا عن خلاف عائلي خاص لكنها في ذات الوقت مواطنة من أبناء شعبه ولا يستطيع أحد أن يقول هي من الهند أو الصين أو اي دولة أخرى بمعنى أن الصفعة كانت فرنسية صرف ، ثمة رسالة يمكن أن يعنيها هذا التصرف الذي ربما سيكون بداية جديدة لصغع الرؤساء الخونة وقد تنتشر هذه الظاهرة في أوروبا والعالم ولتجنب مثل هكذا موقف محرج على الرؤساء أن يتجنبوا الخيانة بكل أشكالها وأن يدركوا أن الولاء الأول هو للداخل وليس للخارج ، أما الكاميرا اليوم فهي الضمير الذي يري الناس بوضوح كل الحركات بما فيها لغة الجسد ولعل القادم من العلم سيتوصل إلى فضح النوايا والأفكار عندها لا تكفي صفعة واحدة للرئيس .

وأظهر المشهد -الذي التقط مساء أمس الأحد في مطار هانوي- باب طائرة الرئيس يفتح، وبدا من خلاله ماكرون لا يزال داخل الطائرة. وفي تلك اللحظة، شوهدت يد بريجيت كأنها توجه صفعة لزوجها، من دون أن تظهر من خلف الباب.

وبدا الرئيس متفاجئا، لكنه سرعان ما استدار نحو خارج الطائرة ليلقي التحية. وعندما بدأ الزوجان النزول على درج الطائرة، مدّ ماكرون ذراعه لزوجته كعادته، إلا أنها لم تمسكها بل تمسكت بحافة الدرج.

وخرج ماكرون بنفسه ليعلق على ما جرى وعلى مواقف أخرى سابقة، بعدما شكك قصر الإليزيه بصحة الفيديو في البداية، مشيرا إلى احتمال التلاعب فيه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وقال الرئيس الفرنسي للصحفيين في هانوي، اليوم الاثنين “كنت وزوجتي نتبادل المزاح كما نفعل في كثير من الأحيان”.

وأضاف “قبل 3 أسابيع، ثمة أشخاص شاهدوا مقاطع فيديو وظنوا أنني شاركتُ كيس كوكايين، وأنني أبقيت إصبعي في يد الرئيس التركي، وأنني الآن تشاجرت مع زوجتي. لا صحة لأي من هذا كله… لذا على الجميع أن يهدأوا”.

وفي وقت سابق، تحدث مقرّب من الرئيس عن “مشاحنة” بسيطة بين زوجين. وقالت أوساط ماكرون للصحفيين الذين يغطون الرحلة الاثنين “كانت تلك لحظة ينفّس فيها الرئيس وزوجته توترهما للمرة الأخيرة قبل بدء الرحلة”.

وأضاف المصدر نفسه الذي عزا التعليقات السلبية إلى الدوائر الموالية لروسيا “إنها لحظة ودّ” استغلها “أصحاب نظرية المؤامرة”.

وقد نقلت صحيفة “إكسبريس” الفرنسية عن النائب في التجمع الوطني جان فيليب تانجوي وصفه تصريحات قصر الإليزيه بأنها “أكاذيب” وقال ساخطا “في مواجهة أدنى مشكلة، يلقي حزب ماكرون باللوم على الذكاء الاصطناعي والاستخبارات الروسية، قبل تبرير ما لا يمكن تبريره” معتبرا أن رد فعل الإليزيه “مثير للقلق بشأن ديمقراطيتنا”.

أما صحيفة “لو موند” فقالت بدورها إن الفيديو أثار تساؤلات حول العلاقة بين الزوجين، وعنونت بأن محيط ماكرون ينفي تعرضه للصفع من زوجته في فيتنام، مشيرين إلى “شجار” بسيط.

كما أكدت قناة “بي إف إم” المحلية صحة الفيديو. وفي تقرير لها، قالت “إن صور ماكرون وبريجيت أثارت جدلاً. وبينما كان الزوجان يستعدان للنزول من الطائرة، ظهرت يد السيدة الأولى تضرب وجه رئيس الدولة لفترة وجيزة”.

وقالت قناة “آر إم سي” بدورها إن اللقطات المتداولة أثارت ضجة، وعنونت منشور لها على منصة إكس ما جرى بالتساؤل: هل هو مشاجرة أم لفتة مقصودة أم ضربة على الوجه؟ “قصر الإليزيه يستحضر لحظة استرخاء قبل جولة في آسيا”.

يُذكر أن العلاقة بين الرئيس الفرنسي وزوجته كانت دائما محط اهتمام الإعلام والجمهور، نظرا لفارق السن بينهما وظروف تعارفهما، حيث كانت بريجيت معلمة لماكرون في مرحلة شبابه.

وتأتي هذه الحادثة في وقت يواجه فيه الرئيس الفرنسي تحديات داخلية وخارجية، بالإضافة إلى انتشار شائعات طالته مؤخرا.

وتأتي زيارة ماكرون إلى فيتنام، وهي الأولى لرئيس فرنسي منذ ما يقرب من عقد من الزمان، في إطار سعيه لتعزيز نفوذ بلاده.