آثارا مدمرة للحبوب المنومة … دراسة تكشف !

آثارا مدمرة للحبوب المنومة

 

يواجه كثير من الناس صعوبات في النوم، ما يدفعهم إلى البحث عن حلول متنوعة تتراوح بين التعديلات السلوكية واستخدام المكملات أو الأدوية.

وفي هذا السياق، يبرز دور الميلاتونين الصناعي كخيار شائع لتحسين جودة النوم.

ولكن الصيدلي البريطاني إيان بود، من موقع Chemist4U، يحذر من التسرع في استخدام الميلاتونين الصناعي، مشددا على أن اللجوء إليه ينبغي أن يكون كخيار أخير فقط.

وأوضح بود أن الميلاتونين هو مادة كيميائية طبيعية في الجسم تساعد على النوم، وغالبا ما يُستخدم على شكل مكملات أو أدوية مثل “سيركادين”. غير أن النسخة الصناعية من هذا الهرمون قد تسبب آثارا جانبية مزعجة في حال استخدامها بشكل مفرط أو دون إشراف طبي.

وقال بود: “ينبغي توخي الحذر عند استخدام الميلاتونين الصناعي، لأنه قد يؤدي إلى آثار جانبية غير مريحة، مثل الكوابيس والتعرق الليلي وزيادة الوزن. لذلك نوصي دائما بالتحدث إلى طبيب مختص قبل البدء باستخدامه”.

وأجرى الباحثون من جامعة كاليفورنيا الدراسة لفهم تأثير الحبوب المنومة على الإدراك لدى البالغين، حيث أرادوا تحديد العلاقة بين استخدام أدوية النوم وخطر الإصابة بالخرف على مدى 15 عامًا بين المستخدمين.

وتابع الباحثون 3068 بالغًا (42% من ذوي البشرة السمراء و58 % من البيض) غير مصابين بالخرف يعيشون خارج دور رعاية المسنين. كان متوسط عمر المشاركين 74 عامًا، وفق موقع health line المتخصص في الشؤون الصحية والغذائية.

وعلى الرغم من أن فريق البحث وجد احتمالاً مشابهًا للإصابة بالخرف بين المشاركين السود، إلا أنهم لم يركزوا على هذا لأن استهلاكهم للحبوب المنومة كان أقل بشكل ملحوظ.

وكان المشاركون البيض أكثر عرضة بثلاث مرات لتناول الحبوب المنومة بشكل متكرر – نحو خمس إلى 15 مرة في الشهر، حيث كان المشاركون البيض الذين يتناولون أدوية النوم “غالبًا” أو “دائمًا تقريبًا” لديهم فرصة أعلى بنسبة 79 % للإصابة بالخرف مقارنةً بأولئك الذين “لم يستخدموا الحبوب المنومة أبدًا” أو “نادرًا”.

وشملت الحبوب المنومة التي استخدمها المشاركون عقار Ambien المعروف، وأدوية من عائلة البنزوديازيبين، مثل Halcion وDalmane وRestoril، بالإضافة إلى مضادات الاكتئاب.

ونظرًا لأن النتائج تنطبق فقط على الأشخاص البيض، قال الباحثون إنه يمكن أن تكون هناك عوامل دافعة أخرى للتدهور المعرفي لدى عامة السكان.

وخلص فريق البحث إلى أن “الاستخدام المتكرر لأدوية النوم مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف بين البالغين البيض. وهناك حاجة إلى مزيدٍ من البحث لتحديد الآليات الكامنة وراء ذلك”.

واستنادًا إلى أحدث البيانات المتاحة على موقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، تناول نحو 8.4 في المائة من البالغين الأمريكيين حبوبًا منومة كل يوم أو معظم أيام الشهر في عام 2020.

وكانت النساء (10.2 في المائة) أكثرعرضة لتناول الحبوب المنومة أكثر من الرجال (6.6 بالمائة).

وفي الوقت نفسه، تشير التقديرات حاليًا إلى أن نحو 5.8 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون بسبب مرض الزهايمر والخرف، ومن هذا الرقم، هناك نحو 5.6 ملايين حالة لأشخاص يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكبر، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض.

وأفاد ما يقرب من 12% من الأمريكيين الذين يبلغون من العمر 65 عامًا فأكثر أنهم يستخدمون دواء للنوم كل ليلة أو في معظم الليالي خلال الثلاثين يومًا الماضية، وفقًا لموجز بيانات أصدره المركز الوطني للإحصاءات الصحية التابع لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وأشار إلى أن كثيرا من الناس لا يدركون أن مشاكل النوم يمكن تخفيفها أولا من خلال تعديلات بسيطة على نمط الحياة، بما في ذلك تحسين روتين النوم اليومي والامتناع عن تناول الكافيين في المساء وتقنيات التحكم في التوتر.
وشدد بود على ضرورة اعتبار أدوية النوم الملاذ الأخير بعد فشل الوسائل الطبيعية، مؤكدا: “الميلاتونين قد يكون مفيدا في حالات معينة، لكنه ليس علاجا سحريا، ويجب أن يُستخدم بحذر وتحت إشراف طبي لتفادي المضاعفات المحتملة”.