في الصميم : بغداد والقمة العربية الاعتيادية مقالا للكاتب علي الزبيدي

د علي الزبيدي

تعقد جامعة الدول العربية قمتها الاعتيادية السابعة والثلاثين في بغداد خلال يومي ١٧ -١٨ مايس /أيار الجاري وهذه القمة تعقد في ظرف استثنائي ودقيق فالوطن العربي يواجه اكبر مخطط معادي لتقسيم المقسم وتجزأة المجزأ وفق مشروع سايكس بيكو جديد يسمى مخطط برناد لويس الذي صادق عليه الكونكرس الامريكي بالاجماع في جلسة سرية العام ١٩٨٣ وهدفه السيطرة على الوطن العربي

 

وإنهاء مراكز قوته الاقتصادية والبشرية من خلال تقسيم أقطار الامة العربية وفق اسس طائفية واثنية ومذهبية وإنهاء الصراع العربي الصهيوني بما يخدم الكيان الصهيوني من خلال ما سميت بصفقة القرن والمباشرة بتطبيع كل الاقطار العربية مع الكيان الصهيوني بالترغيب أوبالوعيد بعد أن تم تدمير قطاع غزة وقتل ابنائها بأبشع جريمة إبادة جماعية شهدها القرن الحادي والعشرون والتغيرات المتلاحقة في الوطن العربي وفي مقدمتها سقوط نظام بشار الاسد واستغلال الكيان الصهيوني الفرصة وتدمير القدرات القتالية للجيش العربي السوري وإنتهاءا بأحتلال مرتفعات الجولان والوقوف على مشارف دمشق مرورا بالحرب على لبنان واليمن وصراع القوى العسكرية في السودان والمفاوضات الامريكية الايرانية والترقب لما ستسفر عنه هذه المفاوضات والتداعيات المحتملة لفشلها بعد التهديدات المتلاحقة للرئيس الامريكي دونالد ترامب بشن هجوما عسكريا على مراكز القدرات العسكرية والاقتصادية الايراني يرافقها في ذلك التخادم الامريكي الصهيوني في جعل الكيان الصهيوني هو القوة العسكرية الكبرى في المنطقة والوطن العربي .

أمام كل هذه التحديات هل تسطيع قمة بغداد أن تجمع العرب على موقف عربي واحد للتضامن العربي وتوظيف قدرات الامة لمصلحة الشعب العربي وبناء نهضته الصناعية والعمرانية أم تبقى حسابات المصالح الضيقة والحفاظ على كراسي الحكم هي الشاغل الاول لدى النظام الرسمي العربي من خلال تقديم فروض الطاعة لأمريكا وتنفيذ أوامرها حتى لو كانت ضد مصالح الامة وتطلعات الشعب العربي؟
إن القمم العربية الاعتيادية السبع والثلاثون والاستثنائية الاربعةعشرة كانت فرصة للقاء الحكام العرب والقاء الخطب الرنانة وتبادل التحايا والابتسامات واخذ الصور الجماعية والتي لم تقدم للشعب العربي ما يرجوه من موقف يعيد للامة هيبتها وكرامتها أمام شعوب العالم .
فهل تنجح قمة بغداد للقادة العرب في ذلك ام ان قرارات القمة ستبقى مجرد بيان ختامي لا يسمن ولا يغني من جوع؟