أبرزها سبت النور : رحلة في قلب الطقوس المسيحية

رحلة في قلب الطقوس المسيحية

في كل عام، يحتفل المسيحيون حول العالم، ومنهم أبناء الطوائف المسيحية في العراق، بحدث يعد من أعظم الأعياد وأقدسها في العقيدة المسيحية الا وهو “عيد القيامة المجيد”، الذي تتقدمه محطات روحية تبدأ بـ”الجمعة العظيمة” مروراً بـ”سبت النور” وتنتهي بـ”أحد القيامة”، في رحلة إيمانية تمثل جوهر الإيمان المسيحي ومعاني الخلاص والرجاء.

*سبت النور

سبت النور، أو ما يُعرف أيضًا بـ “السبت العظيم”، هو اليوم الذي يلي الجمعة العظيمة ويستبق أحد القيامة. في هذا اليوم، يتذكر المسيحيون فترة بقاء السيد المسيح في القبر، وينتظرون لحظة قيامته، حاملين الشموع في طقوس روحية تُقام عادةً عند منتصف الليل، في قداس احتفالي يُعرف بـ “قداس النور”.

يرمز النور في هذا اليوم إلى المسيح الذي هزم الموت، وتُضاء الشموع في الكنائس إيذانا بعودة الحياة، وفي بعض التقاليد الأرثوذكسية ينتظر ما يعرف بـ”النار المقدسة” التي تخرج من القبر المقدس في القدس – في حدث يتابعه المسيحيون حول العالم ويعدونه معجزة سنوية.

*أحد القيامة.. الحدث المحوري في المسيحية

مع بزوغ فجر يوم الأحد، يبدأ أحد القيامة، وهو اليوم الذي يعتقد فيه أن المسيح قام من بين الأموات بعد ثلاثة أيام من صلبه وموته، وفق العقيدة المسيحية. وتعتبر هذه المناسبة الركيزة الأساسية للإيمان المسيحي، لأنها ترمز إلى الغلبة على الموت وفتح باب الخلاص أمام البشرية.

في هذا اليوم، تتردد التراتيل التي تحمل رسالة الفرح: “المسيح قام.. حقا قام!”، وتقام القداديس الخاصة في الكنائس التي تكتظ بالمسيحيين، وتزين بالأزهار والشموع والرموز الدينية، وتوزع البيض الملون كرمز للحياة الجديدة والقيامة.

*رمزية الطقوس

تأخذ الطقوس الممتدة من سبت النور إلى أحد القيامة طابعا عميقا يرمز إلى الانتقال من الألم والظلمة إلى النور والفرح، ومن اليأس إلى الرجاء. وهي ليست مجرد طقوس احتفالية، بل تجربة روحية تعيد التأكيد على الإيمان بالقيامة كفكرة تتجاوز المفهوم الحرفي للموت، إلى الإيمان بالحياة المتجددة والروح التي لا تموت.

*عيد القيامة في العراق

في العراق، حيث تتجذر أقدم الكنائس الشرقية وأعرق التقاليد الديانة المسيحية ، يحتفل المسيحيون بهذا العيد بصلوات خاصة وطقوس يشارك فيها المسلمون أحيانا بدافع الجيرة والمحبة. وتقام الصلوات في كنائس بغداد، والموصل، وقرقوش، وأربيل، وغيرها من المدن التي تحمل في أحجارها عبق التاريخ وإرث القداسة.

ورغم التحديات التي واجهها أبناء الديانة المسيحية في السنوات الماضية، فإن الاحتفال بعيد القيامة في العراق يبقى شاهدا على قوة الإيمان وصلابة التعايش، وسط أجواء من الأمن والاستقرار المتنامي في البلاد.