في عصر تنتشر فيه الأخبار بسرعة فائقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح التحقق من صحة المعلومات أمرًا بالغ الأهمية. انتشرت مؤخرًا عبر حساب “بصرة الأمل” على منصة إنستغرام شائعة تفيد بوفاة بول بريمر، الحاكم المدني الأمريكي السابق للعراق بعد الغزو عام 2003، عن عمر ناهز 78 عامًا. وقد أثارت هذه الشائعة تفاعلًا واسعًا وجدلاً بين المتابعين، ما استدعى التحقق والتقصي عن صحة الخبر.

من هو بول بريمر؟

 

بول بريمر، أو لويس بول بريمر الثالث، هو دبلوماسي أمريكي بارز، اشتهر بدوره كمبعوث رئاسي وحاكم مدني للعراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003، حيث ترأس “سلطة الائتلاف المؤقتة” التي أدارت شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية. يعد بريمر من الشخصيات المثيرة للجدل بسبب قراراته المصيرية في تلك المرحلة، وعلى رأسها حل الجيش العراقي.

أصل الشائعة

في يوم 8 ابريل 2025، نشر حساب “بصرة الأمل” على إنستغرام صورة ومحتوى نصيًا يدّعي وفاة بول بريمر عن عمر يناهز 78 عامًا، دون ذكر مصدر رسمي أو جهة إعلامية موثوقة تؤكد صحة هذا الخبر. وقد أثار هذا الادعاء موجة من التفاعل، بين من صدق الخبر ومن شكك فيه.

التحقق من صحة الخبر

عند مراجعة المصادر الموثوقة والجهات الإعلامية العالمية، لم يصدر أي إعلان رسمي أو خبر مؤكد من وكالات أنباء معروفة مثل “رويترز”، “أسوشيتد برس”، “بي بي سي”، أو غيرها بشأن وفاة بول بريمر. كما أن أي من الحسابات الحكومية أو السفارة الأمريكية في العراق لم تصدر بيانًا بهذا الشأن.

بالإضافة إلى ذلك، لم يظهر اسم بول بريمر في أي من سجلات الوفيات الرسمية أو في الصفحات الخاصة بتغطية الوفيات في المواقع الإعلامية الكبرى. ويُلاحظ أن عمره الحقيقي يتجاوز 80 عامًا، إذ وُلد في 30 سبتمبر 1941، وليس 78 عامًا كما ورد في الشائعة.

لماذا تنتشر مثل هذه الشائعات؟

تعتمد الكثير من الحسابات على نشر الأخبار المثيرة بهدف تحقيق التفاعل وزيادة عدد المتابعين. وغالبًا ما تكون هذه الأخبار غير دقيقة أو عارية من الصحة، لكنها تنتشر بسرعة بسبب الإعادات والمشاركات دون التحقق. وفي ظل غياب الرقابة الدقيقة على منصات التواصل، يصبح المستخدم العادي عُرضة لتلقي معلومات مغلوطة.

أهمية التحقق قبل النشر

هذه الحالة تسلط الضوء على ضرورة التريث قبل تداول الأخبار، خصوصًا تلك المتعلقة بوفاة شخصيات عامة. فمثل هذه الأخبار قد تكون لها تداعيات أخلاقية وإنسانية، فضلًا عن احتمال المساءلة القانونية في حال نشر معلومات كاذبة تتعلق بحياة الأفراد.

الخلاصة، حتى لحظة كتابة هذا المقال، لا توجد أي دلائل أو مصادر موثوقة تؤكد وفاة بول بريمر، وما نُشر عبر حساب “بصرة الأمل” يُعد شائعة غير موثقة بمصادر رسمية. نهيب بجميع المستخدمين توخي الحذر، وعدم المساهمة في نشر أخبار كاذبة دون التحقق من صحتها.

تحدث بول بريمر الحاكم الأمريكي للعراق بعد غزو العراق   ، لأول مرة بعد مرور 18 عاماً ، عن الخطأ الذي ارتكبته أمريكا حيث تركوا قصور صدام والمؤسسات الحكومية “فريسة للنهب والسلب” بعد سقوط بغداد .

 

وقال بريمر : ” إن ما حدث في العراق من نهب للمؤسسات والقصور ، يُظهر أننا لم نقم بتوفير الأمن كقوة إحتلال ، فجنودنا كانوا جزء من المشكلة التي شهدتها عند وصولي بغداد حيث كٌنا نمتلك 40 ألف جندياً في بغداد وضواحيها ، والنهب كان قائماً على قدم وساق وجنودنا لم يكن لديهم أوامر بإيقاف النهب في الوقت الذي كان علينا إيجاد طريقه لإيقافه “. حماية آبار النفط وترك المؤسسات العراقية للنهب والسرقة وعن حماية آبار النفط مقابل ترك المؤسسات العراقية للنهب والسرقة دون حماية

 

، أكد بريمر :” نحن لم نبذل الكثير من الوقت والكوادر في حماية النفط فخلافاً لتجربة حرب الخليج الأولى لم يقم جنود صدام بمهاجمة الآبار وقد توقعنا فعل ذلك هذه المرة ولكن لم يفعلوا ، لذلك لم تقم قواتنا بحماية كل الآبار وحافظنا على وزارة النفط وضرورة أن يعود الإنتاج لطبيعته “. وأضاف بريمر :” أخبرت فريقي عن مشاهد النهب التي رأيتها منذ خروجي من المطار ، فالمباني تحترق والناس يسرقون الاساس من الوزارات ، بينما نحن لم نقم بفعل شيء ، وسألت فريقي ” لدينا 40 ألف جندي ربما علينا إطلاق النار على اللصوص ؟ ” ، والإعلام سرب سؤالي لفريقي بأنه عبارة عن أوامر وهذا غير صحيح فنحن لم نفعل ذلك كما أنني ليس لدي السلطة لفعل ذلك “. السلطة العراقية بعد الاحتلال وكشف بريمر عن سبب تمسكه بعدم تسليم العراقيين زمام الأمور بعد الاحتلال

قائلاً :” تحدثت من الرئيس الأمريكي ونائبه وعدد من العاملين بوزارة الخارجية الأمريكية ، وكان الجميع بحكم معرفتهم للعراق مٌتفقين على أن تسليم السلطة للعراقين لن تتم في وقت سريع ، والسبب الرئيسي عدم امتلاكنا لرؤية واضحة ، فمعظم من تحدثنا معهم من المعارضة العراقية بعضهم عاش خارج العراق لمدة تزيد عن 30 عاماً ، وكان هاجسنا الأكبر وسؤالنا الأهم كيف سنجد الآليات السياسية التي ستحظى بدعم غالبية العراقيين ، وكان يجب ان نتأكد أن من سنُعطيه السلطة سيكون مناسب لنا وهذا يتطلب الكثير من الوقت “.