تمتلأ صفحات وحسابات اتباع (التيار الصدري)، من اشخاص ورجال دين بمختلف المستويات، بذكريات ما قبل 21 عامًا، وذلك في ذكرى “الانتفاضة المهدوية” التي اندلعت في 4 نيسان 2004.
اندلعت “الغوغاء” نتيجة عمليات القمع ورد الفعل العنيف من قبل القوات الامريكية تجاه انصار زعيم التيار الصدري السيدمقتدىالصدر، الذي حث على تظاهرات سلمية لانصاره تطالب بانسحاب القوات الامريكية وانهاء الاحتلال منذ الأشهر الأولى لسقوط النظام السابق.
وردا على عمليات العنف الامريكية، حشد التيار الصدري لعملية مقاومة كانت ابرزها معارك النجف.
وفي الذكرى السنوية الـ21،ركزت مقاطع الفيديو و الصور والتدوينات التي تداولها الصدريون منذ يوم امس وحتى اللحظة ، على استذكار شهداء الانتفاضة المهدوية، واستذكار “وحدة المقاومة” الشيعية والسنية، حيث قاتل مسلحو المقاومة في الفلوجة حينها مع جيش المهدي ضد القوات الامريكية، في النجف، كما قاتل عناصر جيش المهدي في الفلوجة،
والتي تعد واحدة من ابرز عمليات الوحدة بعد سقوط النظام التي لا تزال تستذكر من قبل كل الأطراف كمثال استثنائي، قبل ان يتم ادخال الطائفية لتشتيت المقاومة وانهاءها، كما يقول مختصون ومراقبون، حيث اعتبروا ان ابرز أسباب الطائفية هي كانت محاولة أمريكية لانهاء “وحدة المقاومة”.
وركز الصدريون كذلك في رسائل الاستذكار على “التصويب” نحو القوى السياسية والأحزاب التي وصفوها بانها “تدعي المقاومة اليوم”، لكنها كانت تساند العمليات الامريكية ضد جيش المهدي، كما نشر رجل الدين حازم الاعرجي المقرب من السيدمقتدىالصدر مقطع فيديو لما وصفه “اول صلاة موحدة على اسوار الخضراء أجبرت السياسيين على الهروب منها”.
ومن الملاحظ ان عملية الاستذكار طغت عليها “الرسائل السياسية الحالية” اكثر من كونها عملية استذكار اعتيادية، خصوصا في هذه الفترة الزمنية التي تشهد انسحاب ومقاطعة التيار الصدري للعملية السياسية، اسوة بما قبل 21 عاما، فيما يكون اشبه برسالة من الماضي الى الحاضر.
