الياسري تناشد بحظر تيك توك في العراق

تيك توك

التيك توك هي إحدى منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة التي تركز على مشاركة مقاطع الفيديو القصيرة، تم إطلاقها في عام 2016 بواسطة شركة” بايت دانس” الصينية، وحققت شعبية هائلة حول العالم، فهي تتميز بواجهة بسيطة تسمح للمستخدمين بإنشاء مقاطع فيديو قصيرة “تتراوح بين 15 ثانية و 3 دقائق” باستخدام مجموعة متنوعة من المؤثرات والفلاتر والموسيقى، ويمكن تصفح مقاطع الفيديو من خلال التمرير لأعلى ولأسفل.

إذ و أعلنت وزيرة الاتصالات هيام الياسري، السبت، تقديم طلب رسمي إلى مجلس النواب لإصدار قرار بحظر تطبيق تيك توك وقال الياسري في حديث خاص لصحيفة العراق ، إن “من أبرز اولوياتنا خلال العام 2025 استكمال الرخصة الوطنية للهاتف النقال بتقنية الجيل الخامس، وكذلك نشر الكيبل الضوئي وايصاله الى أكبر عدد من المستخدمين لتحسين خدمة الانترنت، ومغادرة خدمة الواي فاي”، مشيرة إلى “العمل على تفعيل مشاريع الترانزيت والكيبل الضوئي التي جعلت دول عالمية وشركات عالمية كبرى تضع انظارها على الممر العراقي”.

وأكدت وزيرة الاتصالات، “تقديم طلب رسمي (في وقت سابق) من أجل حظر تطبيق التيك توك، وذلك لورود آلاف المناشدات من أغلب العوائل العراقية حول إيقاف وحظر التطبيق، لاحتوائه أمور لا تليق بشعبنا وعوائلنا”، مردفة: “ليس نحن فقط أصحاب القرار، حيث قدمنا طلباً، ولكن لم نجد تفاعلاً، ونتمنى من البرلمان العراقي اصدار قرار بذلك ونحن سنطبقه”.

التأثير السلبي لمنصة تيك توك على الشباب

يؤثر التيك توك بشكل كبير على الشباب، سواء بطريقة سلبية أو إيجابية، إذ تُعتبر منصة للإبداع والتعبير عن الذات، حيث تسمح للشباب بإنتاج محتوى فريد وإظهار مواهبهم ومهاراتهم للعالم، مما ساهم في اكتشاف مواهب شابة في مجالات الرقص والغناء والتمثيل والكوميديا وغيرها، كما أتاحت المنصة للشباب بناء مجتمعات حول اهتمامات مشتركة، مما يعزز الشعور بالانتماء والتواصل الاجتماعي.

ويقدم أيضاً فرصاً تعليمية غير تقليدية، حيث ظهرت قنوات متخصصة في تبسيط العلوم والتاريخ واللغات والمهارات الحياتية بأسلوب مشوق وسهل، يناسب طبيعة الشباب المعاصر ويساعد في نشر المعرفة بطرق إبداعية، من ناحية أخرى، يمكن أن يؤدي تيك توك إلى إدمان وسائل التواصل الاجتماعي لدى الشباب، إذ أن تصميم التطبيق بنظام التمرير اللانهائي والخوارزميات التي تقدم محتوى مخصصاً باستمرار تجعل الشباب ينفقون ساعات طويلة على المنصة، مما قد يؤثر سلباً على دراستهم وعلاقاتهم الاجتماعية الواقعية ونشاطهم البدني.

وتظهر مخاوف بشأن الصورة الجسدية وتقدير الذات، حيث تعرض المنصة غالباً نماذج جمالية مثالية ومعايير صعبة التحقيق، وبالتالي يزيد الضغط النفسي على الشباب ويدفعهم لمقارنة أنفسهم بالآخرين، مما يؤثر سلباً على صحتهم النفسية، فضلا عن ذلك، توجد مخاطر أخرى تتعلق بالخصوصية والأمان، حيث يمكن أن يتعرضوا لمحتوى غير مناسب أو للتنمر الإلكتروني أو الاتصال بأشخاص مجهولين، كما أن جمع البيانات الشخصية من قِبل التطبيق يثير قلقاً حول خصوصية المستخدمين الشباب.

تأثير التيك توك السلبي على الشباب

– يمكن أن تكون منصة تيك توك مصدر قلق كبير ومتزايد بسبب تأثيرها السلبي على الشباب، والتي تؤدي إلى أضرار نفسية واجتماعية وجسدية خطيرة، فإدمان المحتوى على تيك توك هو أحد أهم وأبرز المشكلات، حيث صُممت خوارزمياتها لإبقاء المستخدمين متصلين لأطول فترة ممكنة، بفضل تقنية “التمرير اللانهائي” والمقاطع القصيرة المشوقة التي تجعل من السهل قضاء ساعات طويلة دون إدراك مرور الوقت، مما يؤثر سلباً على التركيز الدراسي ويقلل من وقت النوم ويضعف القدرة على أداء المهام اليومية الأساسية.

– تساهم المنصة في تعزيز اضطرابات الصورة الجسدية وتدني احترام الذات لدى الشباب، حيث تنتشر فيها المعايير الجمالية غير الواقعية والفلاتر التي تغير الملامح، مما يؤدي إلى تطوير مشاعر سلبية تجاه الجسد والمظهر، وقد تدفع البعض نحو سلوكيات ضارة مثل الحميات القاسية أو إجراءات تجميلية غير ضرورية، كما تشكل ظاهرة “التحديات الخطيرة” مصدر قلق كبير، حيث ينساق الشباب وراء تحديات قد تعرض صحتهم وسلامتهم للخطر بهدف الحصول على المزيد من الإعجابات والمتابعين.

– يمكن أن يؤدي تيك توك إلى تسطيح المحتوى الفكري وتقصير مدى الانتباه لدى الشباب، فالمقاطع القصيرة التي تستغرق ثواني معدودة تعود المستخدمين على استهلاك معلومات سريعة وسطحية، مما يضعف القدرة على القراءة المتعمقة والتفكير النقدي والتركيز لفترات طويلة على مهام تتطلب جهداً ذهنياً.

– تجمع المنصة بيانات شخصية واسعة عن مستخدميها الشباب، مما يثير مخاوف تتعلق بالأمان والخصوصية، بالإضافة إلى مخاطر التواصل مع غرباء ومحترفي استغلال الأطفال، كما أن الاستخدام المفرط قد يعرض الشباب لمحتوى غير مناسب لأعمارهم، ويمثل التنمر الإلكتروني مشكلة متفاقمة، حيث تسمح المنصة بالتعليقات العلنية والرسائل المباشرة التي قد تستخدم للإساءة والتحرش، ويجد بعض الشباب أنفسهم ضحايا للسخرية من مظهرهم أو أدائهم، مما يسبب ضرراً نفسياً قد يصل إلى الاكتئاب والقلق الاجتماعي.

– كما تؤثر المنصة سلباً على التفاعل الاجتماعي، حيث يعتاد الشباب على التواصل الافتراضي القصير والمباشر، مما يضعف مهارات المحادثة وجهاً لوجه، وبالتالي تقلل من الترابط الأسري والصداقات الحقيقية وتزيد الشعور بالوحدة رغم الاتصال الرقمي المستمر.

تأثير التيك توك علي البنات

– تشكل منصة تيك توك تأثيراً خاصاً على الفتيات، حيث تخلق بيئة من التحديات والفرص التي تؤثر على تطورهم الشخصي والاجتماعي، وتفرض ضغوطاً كبيرة تتعلق بالمظهر والجمال، حيث تنتشر فيها صور مثالية ومعايير جمالية صارمة، وتتعرض الفتيات باستمرار لمقاطع تظهر أجساداً مثالية ووجوهاً معدلة بالفلاتر، مما يخلق مقارنات غير صحية ويؤثر سلباً على ثقتهن بأنفسهن.

– يعزز تيك توك سلوكيات نمطية معينة، والتي تنتشر فيها محتويات تركز على المظهر والأزياء والرقص بطرق قد تكون مبالغاً فيها، مما يحد من الطموحات والاهتمامات المتنوعة للفتيات ويعزز الصور النمطية المحددة عن قدراتهم وأدوارهم، وتواجه الفتيات أيضاً على المنصة مخاطر التحرش الإلكتروني والتعليقات غير اللائقة، خاصة عندما ينشرن محتوى شخصياً، وقد تؤدي إلى مشاعر الخوف والقلق والشعور بعدم الأمان في الفضاء الرقمي، وتعلم الفتيات تقييم أنفسهن بناءً على التعليقات والآراء الخارجية.

– يتيح للفتيات فرصاً للتعبير عن الذات وتطوير الهوية الشخصية، حيث تستطيع العديد منهن استخدام المنصة كمساحة للإبداع وعرض مواهبهم ومهاراتهم، سواء في الفنون أو العلوم أو غيرها من المجالات، مما يعزز ثقتهن ويطور مهاراتهن الإبداعية، كما توفر قنوات للتعليم وتبادل المعلومات المفيدة، وتنتشر محتويات تعليمية متنوعة حول مواضيع تهم الفتيات بدءاً من العلوم والتكنولوجيا وصولاً إلى الصحة النفسية والجسدية.

– كما يسهم في إنشاء مجتمعات داعمة للفتيات، حيث تتشكل مجموعات افتراضية تناقش تحديات مشتركة وتوفر دعماً نفسياً واجتماعياً، والتي تساعد الفتيات على الشعور بأنهن لسن وحيدات في تجاربهن وتحدياتهن، وتقدم منصة للتضامن وتبادل النصائح.

تأثير التيك توك على المجتمع

أدي ظهور التيك توك إلى حدوث تأثير كبير وملحوظ على المجتمع سواء في الحياة الاجتماعية أو الثقافية أو غيرها، والتي امتد تأثيرها إلى مختلف جوانب الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية، فالمنصة غيرت طريقة إنتاج المحتوى، وأصبحت مقاطع الفيديو القصيرة السريعة هي الشكل السائد للتواصل والترفيه، وأثر هذا التحول نحو المحتوى السريع والمكثف على قدرة المجتمع على التركيز لفترات طويلة وغيّر توقعات الناس حول طبيعة المحتوى وسرعة تلقيه، وانعكس على وسائل الإعلام التقليدية والمؤسسات التعليمية التي تكافح للتكيف مع هذه التوقعات الجديدة.

وأحدث تيك توك ديمقراطية في الشهرة وصناعة المحتوى، حيث أصبح بإمكان أي شخص من أي خلفية اجتماعية أو اقتصادية أن يصبح مؤثراً ويكتسب جمهوراً عالمياً خلال أيام قليلة، وساهمت المنصة في تغيير الثقافات المحلية وتكوين ثقافة عالمية مشتركة بين الشباب، فالموسيقى والرقصات والتحديات تنتشر بسرعة متجاوزة الحدود الجغرافية والثقافية، مما يؤدي إلى توحيد بعض الاهتمامات والسلوكيات بين الشباب في مختلف أنحاء العالم.

وفي الوقت نفسه، يمكن أن يؤدي هذا إلى تقليل التنوع الثقافي وإضعاف الهويات المحلية، كما أثرت المنصة على العلاقات الأسرية والاجتماعية، حيث باتت تستهلك وقتاً كبيراً من حياة الناس، خاصة الشباب، مما قلل من التفاعل المباشر وجهاً لوجه داخل الأسر والمجتمعات، كما تغيّر المشهد الاقتصادي والتسويقي، حيث أصبحت وسيلة مهمة للتسويق والترويج للمنتجات والخدمات، وظهرت مهن جديدة مرتبطة بصناعة المحتوى وأصبح “صانع المحتوى” خياراً مهنياً مرغوباً، وهذا أثر على اختيارات الشباب المهنية وقيم العمل في المجتمع، وأحياناً على حساب المهن التقليدية.

وساهمت المنصة في نشر الوعي حول قضايا اجتماعية وسياسية مهمة، حيث استخدمها النشطاء للتعبير عن آراء معينة، وفي بعض البلدان، -لعبت دوراً في تحريك الوعي العام حول القضايا السياسية والاجتماعية وتنظيم الاحتجاجات والحملات، لكن في الوقت نفسه، سهلت انتشار المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة بسبب سرعة الانتشار وغياب التحقق الكافي.

بالإضافة إلى ذلك، أثارت المنصة مخاوف تتعلق بالخصوصية والأمن القومي في العديد من البلدان، وأصبحت محور نقاش حول سيادة الدول على بياناتها ومواطنيها في العصر الرقمي، مما أدى إلى تغييرات في السياسات والتشريعات المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي والخصوصية الرقمية.

هل يُصبح تيك توك الذي يثير جدلاً في الولايات المتحدة مهنة المستقبل ؟