تمر في التاسع من ابريل /نيسان الجاري الذكرى الثانية و العشرون لغزو واحتلال العراق الذي قادته الولايات المتحدة الامريكية و٣٨ دولة خارج قرارات مجلس الامن الدولي والشرعية الدولية بعد ان سوقت لغزوها سلسلة من الاكاذيب والادعاءات التي اعترفت هي نفسها بأنها كانت ادعاءات كاذبة كما صرح بذلك كولن باول وزير خارجية بوش الابن و جورج تينيث رئيس المخابرات الامريكية وبغض النظر عن الاسباب فان عملية الغزو والاحتلال هي جريمة ضد الشرعية الدولية وضد الانسانية كونها استهدفت دولة مستقلة ذات سيادة وعضو مؤسس للامم المتحدة وقتلت المدنيين ودمرت بلدا كان يعد في طليعة الدول العربية في التقدم الحضاري والصناعي
واليوم بعد ٢٢ عاما من ذلك الغزو والاحتلال كيف هو العراق الان ؟
المتابع لما يجري في العراق خلال السنوات الماضية غياب المفهوم الوطني الجامع لدى القوى والاحزاب السياسية التي تسلمت مقاليد امور البلاد من قبل الامريكان ضمن عملية سياسية حددت معالمها امريكا وبريطانيا وجاءت بالمحاصصة السياسية التي اضعفت روح الانتماء الوطني وجعلت الانتماء الطائفي والمذهبي والاثني هو المتقدم وان جميع هذه الاحزاب يكون ولاؤها للطائفة او المذهب ومنها ما اعلن صراحة وبمواقف معلنة ان ولاءه يتبع لهذه الدولة اوتلك وفقا لمرجعيته الطائفية والمذهبية وهذا ما اجج الصراع الطائفي وتحويله من صراع سياسي الى صراع اجتماعي كانت ابرز نتائجه انهار الدماء الغزيرة التي ازهقت لأرواح العراقيين اثناء الفتنة الطائفية في الاعوام ٢٠٠٥ و٢٠٠٦ وما رافقها من عمليات قتل وتهجير وتطهير عرقي في اغلب مناطق بغداد وكذا عمليات تصفية علماء العراق واساتذة الجامعة وكل الكوادرالعراقية المتميزة مما افقد العراق خيرة رجاله في شتى مجالات العلم والمعرفة وادارة الدولة وتأتي كل النتائج اليوم في غير صالح المواطن العراقي الذي يعاني من تغول منظومة الفساد في كل مؤسسات الدولة وضياع مليارات الدولار نتيجة النهب والاختلاس والسرقة المعلنة وغير المعلنة مثل ما عرفت بسرقة القرن التي وصلت قرابة ٣ مليارات دولار من مبالغ الامانات الضريبية وكذلك تفشي تعاطي المخدرات بين اوساط الشباب يشكل ظاهرة خطرة ومدانة وزيادة عدد المواطنين تحت خط الفقر الى نسبة كبيرة من الشعب العراقي علاوة على زيادة اعداد الاميين بين اوساط الشباب الى ١١ مليون امي من مجموع الشعب العراقي بعد ان كان العراق خاليا من الامية بشكل كامل وتأخر العراق في مقياس الشفافية الدولية وتراجع موقعه في قطاعات الصحة والتعليم والخدمات وامور كثيرة اخرى.
هذه هي صورة العراق كما يراها العالم اليوم.
ماذا جرى في اليوم الثالث عشر من غزو العراق 31 آذار 2003 ؟ بقلم علاء لفتة موسى
