بعد أقل من عام على الكسوف الشمسي الكلي الذي أبهر الملايين في أمريكا الشمالية في 8 أبريل الماضي، تستعد السماء لكسوف جديد يوم 29 مارس الجاري.

لكن هذه المرة، سيكون المشهد مختلفا تماما، حيث سيكون الكسوف جزئيا وستكون فرصة مشاهدته محدودة بمناطق معينة من العالم.

ظل القمر يزور القطب الشمالي

في هذه الظاهرة الفلكية، سيسقط ظل القمر بشكل رئيسي على المناطق القطبية الشمالية للأرض. وعلى عكس الكسوف الكلي الذي شهدناه العام الماضي، لن يتمكن أي مكان على الأرض من رؤية الكسوف الكلي هذه المرة، بل سيكون المشاهدون على موعد مع كسوف جزئي متواضع.

ظاهرتان في شهر واحد

يأتي هذا الكسوف الشمسي بعد أسبوعين فقط من خسوف القمر الكلي الذي حدث في 13-14 مارس، ما يجعله جزءا مما يعرف بـ”موسم الكسوف” الذي يستمر عادة 37 يوما. وخلال هذه الفترة، يمكن أن يحدث خسوف قمري وكسوف شمسي في فترة زمنية قصيرة.

أين يمكن مشاهدة الكسوف؟

سيكون الكسوف الجزئي مرئيا بدرجات متفاوتة في:

– شمال غرب إفريقيا

– معظم أنحاء أوروبا (باستثناء بعض المناطق الشرقية)

– شمال غرب روسيا

– أيسلندا وغرينلاند

أما في الأميركتين، فستشهد بعض المناطق في سورينام وغويانا الفرنسية والبرازيل كسوفا طفيفا عند شروق الشمس.

رغم أن معظم القارة الأمريكية الشمالية لن تشهد الظاهرة، إلا أن سكان بعض المناطق الشرقية في كندا والولايات المتحدة سيحظون بمشهد استثنائي عند شروق الشمس، حيث سيظهر قرص الشمس كـ”مخلب كركند” (أو مخلب جراد البحر) رفيع بسبب تغطية القمر لنسبة كبيرة منه.

ويؤكد الخبراء على ضرورة استخدام معدات الحماية المناسبة عند مشاهدة الكسوف، مثل النظارات الخاصة أو التلسكوبات المجهزة بمرشحات شمسية، حيث أن النظر مباشرة إلى الشمس قد يسبب أضرارا دائمة للعين.

وسيشهد سكان منطقة نونافيك في كيبيك الكندية أعلى نسبة تغطية للشمس بنسبة 94%، حيث ستظهر الشمس كشريحة رفيعة من البطيخ فوق الأفق الجنوبي.

كسوف جزئي يوم 29 مارس

سيحدث كسوف جزئي يوم 29 مارس الجاري، وسيكون مرئيًا في أجزاء مختلفة من الجزائر بنسب متفاوتة. وفق ما أفاد به مركز البحث في علم الفلك والجيوفيزياء والفيزياء الفلكية.

وأوضح بيان للمركز يوم الجمعة، أن هذه الظاهرة الفلكية تحدث عندما تكون الشمس والأرض والقمر في استقامة واحدة. فيحجب القمر جزئيا أو كليًا قرص الشمس. مما يلقي بظله على جزء من سطح الأرض.

وستُشاهد هذه الظاهرة في العديد من مناطق العالم، حيث سيبلغ الكسوف الجزئي حدّه الأقصى في شمال كندا. أين ستصل نسبة الاحتجاب إلى 93.76 بالمئة.

أما في الجزائر، فسيظهر الكسوف بنسب مختلفة حسب المناطق، فعلى سبيل المثال:

  • قسنطينة: 7,5 بالمئة بذروة قصوى عند الساعة 11:44 بالتوقيت المحلي.
  • الجزائر العاصمة: 14.6 بالمئة بذروة قصوى عند الساعة 11:41 بالتوقيت المحلي.
  • وهران: 19.4 بالمئة بذروة قصوى عند الساعة 11:34 بالتوقيت المحلي.
  • تندوف: 19.6 بالمئة بذروة قصوى عند الساعة 11:10 بالتوقيت المحلي.
  • الغزوات: 20.6 بالمئة بذروة قصوى عند الساعة 11:31 بالتوقيت المحلي.

ومن المتوقع أن يكون الكسوف الجزئي التالي في الجزائر يوم 12 أوت 2026، حيث سيبلغ الاحتجاب 98 بالمئة في الجزائر العاصمة عند غروب الشمس.

كما ستشهد البلاد كسوفًا كليًا نادرًا يوم 2 أوت 2027، سيغطي شمال الجزائر، مع احتجاب كامل للشمس لمدة أكثر من 5 دقائق و30 ثانية، خصوصًا في مناطق شمال شرق الجزائر.

وحذّر بيان المركز من أن مشاهدة كسوف الشمس بالعين المجردة والتحديق فيه أو باستخدام أدوات غير مخصّصة قد ينطوي على مخاطر جسيمة على البصر، تصل إلى التلف الدائم في شبكية العين.

وسيبدأ الكسوف في الساعة 5:26 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ولكن نظرًا لأن ذلك يحدث قبل شروق الشمس، حيث سيتم حجب 1.2 في المائة فقط من الشمس عند الساعة 6:59 صباحًا بالتوقيت الشرقي.

وتصل الشمس في الوقت الحالي لذروة نشاطها الشمسي، مما يعني أن نجمنا في ذروة دورته الشمسية التي تستمر 11 عامًا.

وقد حدد العلماء أن الشمس بلغت أعلى مستوى من النشاط الشمسي في أكتوبر 2024، وسيستمر هذا لمدة عام تقريبًا، و هذا يعني أنه قد تظهر بقع شمسية على سطح الشمس عند حدوث الكسوف.