أكد مصدر مقرب من رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، إن “العراق بات يشكل رقما صعبا في المعادلة الإقليمية”. وقال المصدر في تصريح لـ “مرصد الحقيقة” أن “الحكومة العراقية نجحت في التصدي لملف التغيرات التي عصفت بالمنطقة على خلفية الحرب التي أعقبت عملية الطوفان الأقصى في السابع من أكتوبر عام 2023, وما أعقبها من تداعيات ألقت بظلالها على دول المنطقة”.
مؤكدا، “موقف العراق الثابت والمبدئي بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، والتضامن مع الشعب اللبناني في محنته، وإحترام إرادة الشعب السوري في إختياراته الحرة”. وتابع المصدر،
“إن مسار الحكومة العراقية واضح جدا في سياسته الخارجية، والذي يقوم على أساس مبدأ – العراق أولا – الذي أعتمده رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني منذ اليوم الأول وسار عليه فريقه الحكومي وفي مقدمته وزارة الخارجية”. مشيرا الى “تحول العراق من ساحة صراع الى ساحة تلاقي لدول المنطقة”. واصفا علاقات العراق بمحيطه العربي والإقليمي بالجيدة، في ظل إستمرار قنوات التواصل والتفاعل على مختلف الأصعدة والمستويات. فضلا على الإنفتاح الإقتصادي والأستثماري الذي بات يشكل بوابة تلاقي المصالح لدول المنطقة والعالم.
إننا رسمنا سياستنا الخارجية بناء على مبدأ أساسي وهو العراق أولا ، ونضيف لذلك مبدأ آخر وهو الدبلوماسية المنتجة “.
وقال السوداني – خلال جلسة حوارية في المجلس الأطلسي بواشنطن، وفقا لما ذكرته قناة/ القاهرة الإخبارية/ – إن “زيارتي إلى واشنطن جاءت من أجل فتح صفحة جديدة في العلاقات بين العراق والولايات المتحدة الأمريكية ومناقشة العديد من القضايا المهمة وعلى رأسها تفعيل اتفاقية الاطار الاستراتيجي وتطوير العلاقة لتتضمن جميع القطاعات الأساسية ومنها الاقتصادية والاستخباراتية والبيئية والثقافية والتعليمية والتعاون في مجال الطاقة وعدم اختصار العلاقة على الجانب الأمني والعسكري”.
وأضاف “أننا نبحث مع الولايات المتحدة عن علاقات أكثر استدامة قوامها الأساسي الارتكاز على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والتعاون المثمر بين الشعبين”، مشيرا إلى أن العراقيين انتصروا بتآخيهم وتلاحمهم على أعتى تنظيم إرهابي شهده التاريخ الحديث وهذه الانتصارات وحدت كل أطياف الشعب العراقي واتجهت بالبلاد نحو الاستقرار والتنمية.
وتابع، “أننا ننفذ سياساتنا الحكومية حسب رؤية واضحة ومحددة المعالم ورسمنا سياستنا الخارجية بناء على مبدأ أساسي وهو العراق أولا ونضيف لذلك مبدأ آخر وهو الدبلوماسية المنتجة، حيث أن علاقتنا الخارجية تساهم في بناء المصالح المشتركة مع دول الجوار والإقليم والمجتمع الدولي ونربط مصالح الدول والشعوب في المنطقة مع مصلحة بلدنا وشعبنا ونجعل العراق نقطة تلاقي وتعاون بدل أن يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات أو لتبادل الرسائل”.
وحول تطورات الأوضاع في المنطقة ، قال رئيس الوزراء العراقي ، إن” ما يجري في غزة من حرب شعواء و ظالمة على الشعب الفلسطيني من قبل حكومة بنيامين نتنياهو يعرض المنطقة وأمنها إلى مخاطر كبيرة وتداعياتها لا يمكن التكهن بها، لذلك علينا جميعا وفي المقدمة الولايات المتحدة الأمريكية أن نعمل على إيقاف هذه الحرب فورا ومنع سفك الدماء بشكل نهائي وايجاد الحل لتشكيل الدولة الفلسطينية التي أقرتها المواثيق والقرارات الدولية منذ عقود من الزمن”.
وأوضح السوداني، أن توسيع رقعة الحرب لتشمل المنطقة بأكملها تهديد حقيقي كبير على السلم والأمن الإقليمي والدولي.. قائلا “لابد أن نكرر تحذيرنا من مغبة هذا التوسع في نطاق الأزمة ومعالجتها قبل فوات الأوان”.
