أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، عن استعداده لتسويات جمركية مع الصين مقابل موافقتها على بيع أنشطة منصة تيك توك في الولايات المتحدة.
وقال ترامب إنه “سيتعيّن على الصين أن تؤدي دورا” في بيع أنشطة تيك توك، وأضاف “قد أمنحهم تخفيضا جمركيا ضئيلا أو شيئا ما لإنجاز ذلك”.
وفي 19 يناير دخل حيّز التنفيذ قانون أميركي يأمر الفرع الأميركي لتطبيق تيك توك بفسخ ارتباطه بشركته الصينية الأم “بايت دانس” تحت طائلة حظر المنصة في الولايات المتحدة، وذلك على خلفية مخاوف من إمكان تجسس بكين على أميركيين أو تأثيرها سرا على الراي العام الأميركي.
وجعل القانون من المتعذر استخدام المنصة في الولايات المتحدة لساعات، وقد اختفت تماما من متاجر التطبيقات.
لكن مع توليه سدّة الرئاسة في 20 يناير، جمّد ترامب العمل بالقانون ومنح “بايت دانس” مهلة 75 يوما، قابلة للتمديد، لبيع أنشطتها الأميركية. وتنقضي هذه المهلة في 5 أبريل.
وفي نهاية هذه الفترة، وفي حال لم يتم بيعها، ستحظر المنصة ذات الرواج الكبير في الولايات المتحدة حيث يستخدمها 170 مليون شخص.
وكان ترامب سعى في ولايته الرئاسية الأولى إلى حظر تيك توك في الولايات المتحدة على خلفية مخاوف على صلة بالأمن القومي.
وأبدت شركات كثيرة رغبتها في شراء تيك توك في الولايات المتحدة، مع العلم أنّ “بايت دانس” لم تبد أيّ نيّة لبيع منصّتها.
وفي مارس، قال ترامب “نُجري مفاوضات مع أربع مجموعات مختلفة، والكثير من الأشخاص يبدون اهتماما”.
ويتمثل الهدف المعلن في جعل الإنترنت “أكثر أمانا”، لا سيما من خلال منح المستخدمين إمكانية التحكم ببياناتهم الشخصية وإزالة خوارزمية توصية المحتوى القوية التي يعتمدها التطبيق والتي ساهمت إلى حدّ كبير في نجاحه.
وفي إطار حرب تجارية مع الصين، أعلن ترامب في وقت سابق من الشهر الحالي زيادة بنسبة 10 بالمئة على الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات الصينية لترتفع نسبتها الإجمالية إلى 20 بالمئة منذ توليه المنصب.
وردّت الصين بإعلانها فرض رسوم جمركية بنسبة 15 في المئة على مجموعة من المنتجات الزراعية الأميركية منها فول الصويا ولحم الخنزير والقمح.
وتوعّدت الصين، أكبر منتج للصلب في العالم، باتّخاذ “كل التدابير اللازمة لحماية حقوقها ومصالحها المشروعة” ردّا على رسوم جمركية فرضتها الولايات المتحدة على صادراتها من الصلب والألمنيوم.
إستكشاف مستثمرون في “بايت دانس” صفقة لبيع “تيك توك” لاسترضاء ترامب
يستكشف أكبر المستثمرين الامريكان في شركة بايت دانس الصينية، مالكة “تيك توك”، صفقة مع شركة أوراكل العملاقة للبرمجيات تهدف إلى طمأنة الرئيس دونالد ترامب بأن تطبيق الفيديو الشهير خالٍ من السيطرة الصينية.
وبموجب الخطة، سيسعى الداعمون الحاليون لشركة بايت دانس، بما في ذلك “General Atlantic” و”Susquehanna” و”KKR” و”Coatue”، إلى الاستحواذ على حصص إضافية في أعمال “تيك توك” في الولايات المتحدة، وفقًا لما نقله تقرير لصحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية عن عدة مصادر مطلعة على المحادثات.
ومع ذلك، ستسعى “بايت دانس” إلى الاحتفاظ بحصة في أعمال “تيك توك” في الولايات المتحدة، حسبما قال مصدر آخر، مضيفًا أن الهيكل الدقيق للصفقة لا يزال غير ثابت ويمكن أيضًا إشراك مستثمرين آخرين.
تأتي المناقشات في الوقت الذي يواجه فيه “تيك توك” موعدًا نهائيًا في 5 أبريل بموجب قانون فيدرالي سيحظر التطبيق في البلاد ما لم تبيع مالكته أعمال التطبيق في الولايات المتحدة إلى كيانات غير صينية.
ودخل التشريع، الذي قدمه الكونغرس بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي، حيز التنفيذ في يناير الماضي، مما أجبر التطبيق على التوقف مؤقتًا عن العمل بالنسبة لمستخدميه البالغ عددهم 170 مليونًا في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، عادت خدمة التطبيق بسرعة بعد أن وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يمدد الموعد النهائي لإبرام صفقة لمدة 75 يومًا، وصرح بأنه يريد أن يكون للولايات المتحدة “حصة ملكية بنسبة 50% في مشروع مشترك”.
وقال مصدر مطلع إن “بايت دانس” تُفضّل بشدة هيكل الصفقة المتمحور حول “أوراكل” على غيرها من الهياكل المتداولة.
ترامب وصفقة “أوراكل”
منذ أن مدد ترامب الموعد النهائي للحظر، تولى البيت الأبيض دورًا غير عادي كوسيط في أي صفقة محتملة لتيك توك، داعيًا المستثمرين إلى تقديم عروض محتملة لشراء أعمال التطبيق في الولايات المتحدة.
وقبل أيام، قال ترامب إن إدارته تُجري الآن مناقشات مع “أربع مجموعات مختلفة” من المشترين المحتملين.
وتتطلب أي صفقة موافقة ترامب، وكذلك “بايت دانس” والحكومة الصينية، التي هددت سابقًا بعرقلة أي صفقة لكنها خففت من حدة موقفها منذ ذلك الحين.
برزت شركة أوراكل، التي شارك في تأسيسها حليف ترامب لاري إليسون، كمرشح رئيسي، وفقًا لما ذكره العديد من الأشخاص المطلعين على الأمر.
أبرمت مجموعة البرمجيات بالفعل صفقة مع “تيك توك” في عام 2020، تُعرف باسم “Project Texas”، لتخزين البيانات الشخصية للمستخدمين الأميركيين في خوادمها السحابية الموجودة في الولايات المتحدة.
وبموجب اقتراح صفقة مع مستثمرين أميركيين، ستقدم “أوراكل” ضمانات أمنية بأن بيانات مستخدمي “تيك توك” الأميركيين آمنة. ويمكنها بعد ذلك السماح لشركة بايت دانس بمواصلة تشغيل خوارزميتها المرغوبة للغاية، وهو ما كان مطلبًا رئيسيًا للحكومة الصينية.
قالت مصادر إن المستثمرين الأميركيين مستعدون لزيادة استثماراتهم ودعم عرض “أوراكل”، من أجل حماية مصالحهم الاقتصادية. وفي يناير، قال بيل فورد، رئيس شركة “General Atlantic” وعضو مجلس إدارة “بايت دانس”، إنه يشعر “بالتفاؤل” بشأن إبرام صفقة.
ومع ذلك، لا يزال هيكل الملكية الكامل غير واضح، مثل ما إذا كانت “بايت دانس” ستستمر في الوصول إلى أرباح “تيك توك”، وفقًا لشخص مطلع على المناقشات.
وقالت “تيك توك” سابقًا إن 60% من أسهم “بايت دانس” مملوكة لمستثمرين عالميين، بينما يمتلك الموظفون 20%، ويمتلك مؤسسها تشانغ يي مينغ 20% أخرى.
عروض أخرى
كانت هناك عروض أخرى لشراء “تيك توك”، من بينها من فرانك ماكورت، رجل الأعمال الأميركي في مجال الإعلام والرياضة، وأليكسيس أوهانيان، المؤسس المشارك لريديت، اللذان أسسا تحالفًا من المستثمرين الذين سيقدمون عرض شراء لتيك توك من خلال كيانه غير الربحي “Project Liberty”.
وقُدم عرض آخر إلى البيت الأبيض من الرئيس التنفيذي لشركة إدارة الثروات “Omnivest Financial”، ريد راسنر. وصرح راسنر لصحيفة فاينانشيال تايمز بأنه حصل على التزامات غير رسمية بما يقرب من 50 مليار دولار من شركات أسهم خاصة أميركية للاستحواذ على أعمال “تيك توك” بالكامل في الولايات المتحدة.
وقال نائب الرئيس جيه دي فانس قبل أيام إنه يتوقع التوصل إلى “اتفاق على مستوى عال” بحلول الموعد النهائي في 5 أبريل بشأن صفقة “تُرضي مخاوفنا الأمنية الوطنية، وتسمح بوجود مؤسسة تيك توك أميركية متميزة”.
