وسط توتر … خلافات نتنياهو تنهش إسرائيل

خلافات نتنياهو تنهش إسرائيل

أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، الاربعاء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى مجدداً لإقالة رئيس جهاز المخابرات الداخلية «الشاباك» رونين بار، وذكرت بأن اجتماعاً وصف ب«المتوتر للغاية» جمع نتنياهو برئيس«الشاباك»، وذلك بعدما أقال نتنياهو وزير الدفاع السابق يوآف غالانت نتيجة إصراره على وجوب تشكيل هيئة تحقيق رسمية فيما حدث بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأوضحت القناة ال12 العبرية، في تقريرا ترجمته صحيفة العراق من خلال الزميلة خولة الموسوي  أن نتنياهو طالب بار خلال اللقاء بتقديم استقالته في خطوة متوقعة إثر خلافات متراكمة بين الطرفين، لكن بار لم يستجب للدعوة متمسكاً بضرورة استمرار عمل الشاباك وفق المصالح الوطنية لا المصالح السياسية.

وفي وقت سابق، أكد بار أنه سيستقيل ليخلفه أحد نوابه لا أن تخلفه شخصية تُفرض من الخارج، على حد تعبيره، وردّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بالقول: «من يعين رئيس الشاباك هي الحكومة وليس رئيس الشاباك الحالي»، مضيفاً «هكذا يتم الأمر دائماً في دولة ديمقراطية».

وفي ظل الأزمة الأمنية، يتهم نتنياهو الجيش وأجهزة الاستخبارات بالإخفاق، بينما لم يتحمل هو أي مسؤولية عن الهجوم، وتوترت العلاقة بين نتنياهو وبار خلال الأشهر الأخيرة، بسبب خلافات حول عدة قضايا، ما دفعهما إلى التصعيد في الأسابيع الأخيرة.

ولطالما قالت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو يريد إقالة بار، ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي ووزير الحرب يوآف غالانت، وكان هاليفي أعلن استقالته من منصبه والتي دخلت حيز التنفيذ في 6 مارس الجاري، فيما سبق وأقال نتنياهو غالانت من منصبه.
قد تكون إقالة بار الخطوة المقبلة لنتنياهو، ولكن هذا سيكون موضع خلاف كبير، فوفقاً لما ذكرته القناة ال12، فإن بار صرح بأنه لا يخطط للتنحي عن منصبه حتى يتم إعادة جميع الرهائن، وتشكيل لجنة حكومية للتحقيق في الإخفاقات المحيطة بهجوم حماس.
وأفادت وسائل إعلام عبرية، بأن نتنياهو كان يبحث في تداعيات إقالة بار، وتكهنت بأن هذه الخطوة قد تحدث في غضون أسابيع.
وعلى غرار ما حصل في رئاسة الأركان، يبحث رئيس الوزراء عن شخص مقرب منه لإدارة الشاباك، ويعتقد وفقاً لما نشرته هيئة البث الإسرائيلية أن نائب رئيس الشاباك السابق الذي عيّنه نتنياهو في طاقم المفاوضات بدلاً عن بار قد يكون مرشحه لإدارة الشاباك.
وقد يكون لدى رئيس الوزراء مرشحون من خارج الجهاز، وهذا من شأنه أن يشعل خشية من تسييس جهاز الشاباك الذي كان ينظر إليه على أنه مؤسسة مهنية ليست داخلة في الخلافات السياسية.
لماذا يريد نتنياهو إقالة بار؟

ويعتقد محللون في الشأن الإسرائيلي أن نتنياهو يريد خلق أجواء بالشارع الإسرائيلي مضمونها أن هناك مؤسسات داخل إسرائيل، تحاول إسقاط رئيس الوزراء بأساليب غير قانونية، وبعيداً عن صناديق الانتخابات.
ويرجح المحللون أن دوافع نتنياهو نتيجة صراع بينه وبين المؤسسة الأمنية بقيادة الشاباك، إذ يرى رئيس الوزراء أن الشاباك غير مخلص له رغم أنه يتبع مباشرة لرئاسة الوزراء «لذلك يوجه رسائل للإسرائيليين وخاصة المؤسسة الأمنية والعسكرية، والمستشارة القضائية للحكومة وكل معارضيه».
ووفق المحللين، توجد مشاكل وصراعات بين نتنياهو والشاباك بعضها على خلفية هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وإصدار الجهاز وثائق تحذيرية بشأنه، إلى جانب ضغط الشاباك لإجراء تحقيقات حقيقية بشأن تسريبات داخل الجيش يعتبرها نتنياهو محاولة لاستخراج معلومات للإضرار به.

ماذا يرى الإسرائيليون؟

وفي هذا السياق، أظهر استطلاع رأي أجرته القناة ال12 الإسرائيلية نشر يوم 5 مارس/آذار الجاري أن 60% من الإسرائيليين يؤيدون استقالة رئيس الحكومة نتنياهو، كذلك أعرب 64% عن تأييدهم لاستقالة رئيس الشاباك رونين بار.
إضافة إلى دعم كبير لإنشاء لجنة تحقيق مستقلة حول أحداث 7 أكتوبر، فقد دعم هذه الفكرة 75% من الإسرائيليين، كما أيد 42% إقالة المستشارة القضائية غالي بهراف ميارا، فيما عارض هذه الخطوة 41% من المستطلعة آراؤهم.
تشير هذه الحالة من الجدل والاتهامات بعد نشر جهات متخصصة لنتائج التحقيق، أن تراجعاً كبيراً في الثقة تجاه المؤسسات المسؤولة عن توفير الأمن في إسرائيل على كافة المستويات، وهو ما يشكل خطراً داخلياً.
وعليه، وفق ما نقله موقع «واينت» الإسرائيلي، فمن المتوقع أن تنضم هيئات أمنية إسرائيلية إلى موقف رئيس الشاباك، الذي يرى أن الطريقة الوحيدة لإعادة تعزيز ثقة الجمهور بالشاباك هي من خلال تشكيل لجنة تحقيق رسمية فقط، وليس لجنة تحقيق حكومية لن تحظى بثقة الجمهور.