في الصميم مطرة ومطيرة وغرقت بغداد ! مقالا للكاتب علي الزبيدي

د علي الزبيدي

 لعل كلامي في مقالي لهذا اليوم سيزعج السادة المسؤولين عن الشؤون البلدية في بغداد وبقية المحافظات  لأن كارثة غرق بغداد وأغلب  مدن المحافظات نتيجة الزخات المطرية خلال الايام الماضية يدين الطبقة السياسية الحاكمة منذ ٢٢عاما  وبدلا من الاعتراف بالتقصير والاعتذار للمواطنين الذين غرقت بيوتهم وتلفت ممتلكاتهم  وتعطلت أعمالهم 

طلع  علينا أحد  المسؤولين في أمانة بغداد مبررا سبب الفيضانات هو ان السعة التصريفية للمجاري لا تتحمل هكذا زخات مطرية  وأنا اؤيد كلامه  ولكن السؤال لماذا لم تفكر أمانة بغداد طيلة أثنين وعشرين عاما في  إيجاد

حل لهذه المعضلة ؟

نعم إن شبكة تصريف المياه في بغداد مضى عليها ٤٥ سنة منذ العام ١٩٨٠ عندما نفذتها شركة مدماك الكورية  وإن العمر الافتراضي للمشروع  شارف على الإنتهاء مع الأخذ بنظر الإعتبار الزيادة الكبيرة في عدد سكان العراق خلال السنوات الماضية وخاصة العاصمة وعدم وضع ضوابط حاكمة في مسألة إستخدام المياه  والصيانة والتخسفات   علاوة على التعدي على شبكة المجاري من قبل العشوائيات في عموم العاصمة فهل عجزت الحكومات السابقة والحالية كلها عن وضع دراسة لمشروع مجاري متكامل لبغداد بكرخها ورصافتها  في ظل الميزانيات الترليونية  وكلنا يتذكر (صخرة عبعوب(  التي أغلقت مجاري منطقة القناة وأصبحت مادة لتندر المواطنين في عموم العراق .

أيها السادة نحن لا نعيش في جزيرة منعزلة في هذا العالم وهناك تجارب  لشركات عالمية في هذا المجال  فبالامكان الاستفادة  منها في تنفيذ شبكة مجاري عصرية تخدم العاصمة والمحافظات لعشرات السنين أم إن السادة المسؤولين لم يسمعوا عن مشروع مجاري مدينة لندن الجديد وبعمق ٥٠ مترا  وبعمر ١٥٠عاما مستقبلية  أم نحن نبقى تحت رحمة المطر في كل شتاء وبعدها تهب الجهات الساندة لسحب المياه من الشوارع بواسطة السيارات الحوضية بطريقة بدائية عفى عليها الزمن  وهنا لابد من التأكيد  إن موضوع غرق بغداد والمحافظات يعتبر تقصيرا ليس من أمانة بغداد وحدها بل من كل الحكومات المتعاقبة التي  لم تهتم بأمور المواطن بقدر أهتمامها  بالامتيازات والايفادات والمبادرات الفيسبكية  التي لم نجد لها وجود على أرض الواقع. وأخير أردد المثل الشعبي  القائل ( ظل البيت لمطيرة وطارت بيه فرد طيرة) والامثال تضرب ولا تقاس.