في الصميم من يحمي المواطن ؟؟ مقالا للكاتب علي الزبيدي

د علي الزبيدي
تعددت المخاطر التي يواجهها المواطن في حياته اليومية في ظل الجشع المفرط للتجار والذين من أجل الربح الفاحش مستعدون أن يعملوا أي شيء حتى لو كان على حساب صحة المواطن وحياته .
فقد كثرت في مجتمعنا مع الاسف عمليات الغش في المطاعم وسمعنا قصصا وقرأنا أخبارا عن ضبط الجهات الرقابية لمطاعم تستخدم لحوم الحمير بدل لحوم الاغنام والابقار وكثرت كذلك محلات بيع المواد الغذائية المغشوشة با سعار زهيدة وبعروض مغرية للفقراء تحت مسميات قاهر الاسعار وتكسير الاسعار وغيرها من التسميات التي تغري الناس البسطاء وكثيرا ما تكون المواد المعروضة منتهية الصلاحية اوقريبة من إنتهاء الصلاحية ومعرضة للتلف بسبب سوء الخزن والتعبئة.
وجاءت كارثة العجول المصابة بالطاعون والحمى القلاعية حتى تكتمل الحلقة وكأنما البلد خلى من الرقابة الصحية والبيطرية ولا توجد في البلاد جهات رقابية صحية واقتصادية تجيز الصالح للاستخدام البشري وترفض من يخالف المواصفات فأين الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية وهل كل المعروض في الاسواق اليوم حائز على إجازة الجهات الرقابية ؟
فاليوم نشاهد مقاطع الفديو التي تظهر نفوق أعداد كبيرة من الجاموس والعجول في بغداد والمحافظات فمن يضمن إن قسما من هذه الحيوانات المصابة لم تأخذ طريقها الى الاسواق عن طريق الجشعين من تجار اللحوم وكيف إذا ظهرت حالات مرضية بسبب إنتقال الوباء الى الانسان وما هي إجراءات الجهات المختصة لمعالجة هذه الكارثة المتوقعة الحدوث وهناك أسئلة أخرى تفرض نفسها فمن أجاز دخول هذه العجول المصابة الى البلاد؟ علما إن هناك نواب في البرلمان حذروا من أن باخرة تحمل عجولا مصابة بالطاعون في طريقها الى موانيء البصرة قبل وصولها بإسبوعين وهل عجزت الجهات الرسمية أن تطمئن المواطنين بتصريح أو بيان حكومي يوضح أجراءاتها في تدارك هذه الكارثة .
وهل ينتظر المواطن أن تفصح الجهات الرقابية الرسمية عن الجهة التي تقف وراء إستيراد هذه العجول المصابة والجهة المتنفذة الساندة لها ؟
أم أصبحت حياة المواطن العراقي اليوم لا تعني شيئا أمام مصالح الجهات التي أثرت على حساب صحة المواطن فلمن المشتكى ومن يحمي المواطن .؟