ذات جوانب قانونية وأخلاقية : خطوات عملية لتوظيف الذكاء الاصطناعي

خطوات عملية لتوظيف الذكاء الاصطناعي

 

هناك عدة طرق يمكن لمؤسستك من خلالها إنشاء أساس قوي للذكاء الاصطناعي، كما كتب خوان أورلانديني (*):

التطبيقات الداخلية وسلامة البيانات

1. النظر أولاً إلى الداخل: التركيز على التطبيقات الداخلية لتحسين سير العمل، وأتمتة العمليات، والحد من المخاطر. وهذا يسهل التعرف عليها وأكثر أماناً لأنك لا تُعرّض نفسك لثغرات خارجية. كما يتيح البدءُ من هنا للمؤسسات فرصة التعلم والتكيف قبل التوسع إلى التطبيقات التي تؤثر على مزيد من الأطراف، بما في ذلك الزبائن.

ويمكنك بعدئذ التوسع إلى الخارج بمجرد فهمك العواقب الكاملة للحل مثل المخاوف الأمنية، والعواقب القانونية لكيفية تدريب النماذج، وكيف يجري ترخيصها حقاً، وتكاليف التشغيل الخاصة بك.

2. ضمان سلامة البيانات والامتثال للقواعد المَرعية: سلامة البيانات والامتثال للقواعد أمران مهمان لجميع فئات حالات استخدام الذكاء الاصطناعي الثلاث.

بالنسبة للمبدعين، يُعدّ ضمان الحصول على البيانات بشكل مسؤول أمراً ضرورياً. أما بالنسبة لمتقبّليها من المؤسسات فيجب عليهم تطهير مجموعات البيانات وتوضيبها. وأخيراً يجب على المستهلكين التحقق من خدمات البرامج المقدَّمة لهم، والتأكد من إدارتها البيانات بشكل صحيح.

ذكاء صناعي قانوني وأخلاقي
3. اتباع دلائل التنظيمات السارية: يمكن أن يوفر التعلم من اللوائح القانونية المتوفرة أساساً لخدمات المستقبل. وفي الولايات المتحدة، فإن لوائح ولاية كاليفورنيا – التي كانت أول من وضع ضوابط لتنظيم الذكاء الاصطناعي على غرار الاتحاد الأوروبي – تُقدم رؤى حول الأُطر الفيدرالية المستقبلية. يجب على الشركات أن تتعلم من كيفية تكيف الآخرين وفقاً لذلك.

4. تبنِّي الذكاء الاصطناعي الأخلاقي: يُعد تنفيذ الممارسات المسؤولة أمراً ضرورياً للتنقل في المشهد التنظيمي. يجب على قادة الأعمال وخبراء التكنولوجيا جعل الأولوية للشفافية وخصوصية البيانات والامتثال للقواعد والتعلم المستمر في برامج الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم، جنباً إلى جنب مع المرونة للتكيف مع اللوائح والتقنيات الجديدة أو المتغيرة.

قادة محاطون بخبراء

5. أحط نفسك بفِرق مطّلعة: يجب على القادة أن يحيطوا أنفسهم بفِرق مطّلعة للتنقل في تعقيدات الذكاء الاصطناعي، وفهم الاحتياجات الحقيقية لأعمالهم. يعتمد نجاح مشاريع الذكاء الاصطناعي على جهد تعاوني من فِرق متعددة الوظائف، بما في ذلك المجالات الوظيفية للأعمال التي تعالج تحديات محددة، والتطوير، وعلوم البيانات، وتكنولوجيا المعلومات، وإنشاء مركز للتميز في الذكاء الاصطناعي يوحّدهم.

6. تجنب الأخطاء الماضية: يعكس التسرع الحالي في تبنِّي الذكاء الاصطناعي دورات تبني التكنولوجيا في الماضي، مثل التسرع في تبنّي الخدمات السحابية دون تخطيط مناسب. تجنب التأثر بإغراء التكنولوجيا الجديدة دون تقييم آثارها. وبدلاً من ذلك، تَعاملْ بشكل منهجي مع الذكاء الاصطناعي كما تفعل مع أي أداة مؤسسية أخرى.

من المفاهيم إلى حيز التنفيذ

لقد وصلت صناعتنا إلى نقطة قفزة من التجريد والتفكير المفاهيمي إلى التنفيذ الملموس للذكاء الاصطناعي. والهدف هو إيجاد القيمة الحقيقية في التحديات التي يمكن أن يحلها الذكاء الاصطناعي لعملك.

لكي يولّد الذكاء الاصطناعي تدفقات إيرادات جديدة وعمليات مبسَّطة، اجعل الأولوية للحلول العملية على الابتكارات الكبرى. ركز أولاً على العمل غير المثير الذي يحرر موظفيك من المهام الدنيوية التي لا يحبها أحد.

يتطلب الانتقال من مجرد محاولة توظيف الذكاء الاصطناعي إلى ممارسة الذكاء الاصطناعي، البدء بالعمليات السليمة والتطبيقات العملية التي لن تعزل مؤسستك عن عدم اليقين في المستقبل فحسب، بل تدفعها إلى الأمام. إن العودة إلى أساسيات تكنولوجيا المعلومات هي المفتاح لجعل الذكاء الاصطناعي حقيقة واقعة.

* الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في أميركا الشمالية لشركة Insight Enterprises، خدمات «تريبيون ميديا».

الذكاء الاصطناعي : أداة من “غوغل” لإنشاء فرضيات للباحثين