بالتزامن مع وضع حزب الله اللبناني اللمسات الأخيرة لمراسم تشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، الواحدة بعد ظهر الأحد 23 شباط الجاري، في ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية، أظهرت مؤشرات ان عدد كبير من العراقيين سيشاركون في هذا التشييع.
واستشهد السيد نصر الله في 27 سبتمبر/أيلول ودُفن سرا وبشكل مؤقت (ما يسمى وديعة في العقيدة الشيعية) وفقا لقرار ديني حيث اعتبر مسؤولو حزب الله أن الوضع الأمني غير آمن للغاية بحيث لا يتمكن المسؤولون والزعماء الدينيون من الظهور علنا لتكريمه.
واغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي السيد صفي الدين في غارة استهدفته بالضاحية الجنوبية بعد أيام فقط من اغتيال السيد نصر الله.
*مشاركة عراقية
وبحسب مصادر خاصة تحدثت للسومرية نيوز، فان المئات من العراقيين بدوا بالتحضير للذهاب الى مراسم تشييع الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين في لبنان، متوقعاً ان يكون الحضور العراقي هو الأكبر بين الدول التي ستشارك في هذا التشييع والبالغ عددها 79 دولة.
وأضافت المصادر ان التحضيرات العراقية للمشاركة في التشييع بدأت منذ الإعلان عن موعد الدفن من قبل الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم بداية الشهر الجاري (شباط/ فبراير 2025)، لافتة الى ان الرحلات الجوية العراقية الى العاصمة اللبنانية بيروت ستشهد اقبالاً غير مسبوق بالتزامن مع قرب مراسم التشييع.
وتسيّر الخطوط الجوية اللبنانية والخطوط العراقية ما بين 3 و5 رحلات يومياً ما بين بغداد وبيروت منذ وقف إطلاق النار.
وسبق أن قال الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم إن سلفه السيد حسن نصر الله سيوارى الثرى في 23 فبراير/شباط بعد نحو 5 أشهر من مقتله في هجوم جوي “إسرائيلي” على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت.
كما حصلت السومرية نيوز، على معلومات تفيد بأن مدينة الكاظمية المقدسة ستشهد تشييع مركزي للسيد حسن الله انطلاقاً من شارع التربية والى الامام الكاظم (ع) في نفس يوم التشييع الرسمي في لبنان عند الساعة الخامسة عصراً بتوقيت العاصمة العراقية بغداد.
وفي وقت سابق، أكد المحلل السياسي اللبناني، خليل نصر الله، أن وفدا رسميا عراقيا سيشارك، إلى جانب وفود من دول عدة، في مراسم تشييع جثمان الأمين العام لحزب الله الشهيد حسن نصر الله.
يشار الى ان أعضاء من مجلس النواب العراقي أرسلوا دعوة إلى عائلة الأمين العام السابق لحزب الله الشهيد نصر الله، للموافقة على دفن الشهيد نصر الله في العراق حيث كربلاء، لكن يبدو ان الدعوة رفضت.
*برنامج مراسم التشييع
وتوقع القيادي في حزب الله علي ضاهر خلال مؤتمر صحافي عقده مؤخراً، في قاعة رسالات في الغبيري أن يكون التشييع “مهيباً، يملأ طريق المطار، وستحضره وفود رسمية وشعبية من 79 دولة، ليظهر البعد الإقليمي والدولي لهذا الرمز التاريخي”.
و”ستستغرق مراسم التشييع داخل ساحة المدينة الرياضية حوالي 65 دقيقة، تتخلّلها كلمة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وصلاة الجنازة، قبل أن ينطلق موكب نعشَي الشهيدين في آلية مخصّصة إلى مكان الدفن في طريق المطار للشهيد نصر الله.
فيما يؤجّل دفن الشهيد صفي الدين إلى اليوم التالي، في بلدته دير قانون النهر جنوب لبنان”، بحسب ما نقلت صحيفة الاخبار اللبنانية.
وبحسب ضاهر، “ستكون هناك إطلالات إعلامية في الأيام المقبلة لتوجيه الجمهور من كل المناطق والوفود الخارجية”، ودعا في هذا الإطار الأجهزة الأمنية للمساعدة في تسهيل وصولهم”.
ويدرس حزب الله “فتح مضائف للأجانب المشاركين في التشييع، شبيهة بالمضائف التي يفتحها العراقيون سنوياً في أربعينية الإمام الحسين، علماً أنه خرجت عدة مبادرات فردية لفتح المنازل للضيوف وتقديم الطعام لهم”.
وتتألف اللجنة العليا التي شكّلها حزب الله لمتابعة إجراءات التشييع من عشر لجان، هي: “الميدان وإدارة الحشود، الإعلام والنقل المباشر، الهوية البصرية والفنية، التشريفات والمراسم، المرقد وإجراءات الدفن، الانضباط والحماية، العلاقات الدولية والوفود الرسمية، التوثيق والأرشفة، إدارة الفعاليات، والطوارئ والخدمات”، على أن تنبثق منها لجان فرعية “يشارك فيها ما لا يقلّ عن 20 ألف شخص من كل الاختصاصات”.
وتولي اللجنة العليا أهمية كبرى للحيز الإعلامي لـ”تخليد هذا الحدث التاريخي”، لذلك “جرى تأسيس مركز إعلامي متخصّص يقدّم خدمات صحافية، أهمها توفير قاعة تحرير مجهّزة بخدمات الإنترنت ومزوّدة بمعدات وبرامج مونتاج ومواد بصرية أرشيفية وثائقية، عدا التنسيقِ مع الصحافيين المحليين والأجانب لإجراء جولات ميدانية لمواكبة التحضيرات وزيارة المواقع المرتبطة بالحدث”.
أبنة السيد حسن نصر الله تحسم الجدل ببقاء والدها على قيد الحياة