بين فترة وأخرى، تتصاعد الشكاوى حول تردي مستوى الخدمات المقدمة في المطار إضافة إلى البنية التحتية التي تعاني من الإهمال وضعف الصيانة، فضلاً عن غياب عمليات التطوير اللازمة لجعل المطار منافسًا لنظرائه الإقليميين والدوليين.

فبعد الضجة التي أثيرت أمس حول تأهيل حمامات المطار، طالب النائب عدنان حسين السعبري، اليوم الأربعاء، رئيس الوزراء العراقي بالتدخل العاجل لحل ما وصفه بـ”الوضع المزري” في مطار بغداد الدولي، مشيراً إلى تدهور الخدمات وسوء الإدارة.

ووثق السعبري في مقطع فيديو من داخل قاعة بابل في المطار، مشاهد تظهر تردي البنية التحتية وتعطل توزيع الحقائب.

وقال السعبري في الفيديو، الذي صوّر صباح الأربعاء، إن “السقوف في قاعة بابل تخضع لأعمال مقاولات منذ 17 يوماً دون إنجاز”، مشيراً إلى أن “توزيع الحقائب معطل، والمسؤولون يتبادلون اللوم فيما بينهم، بينما ينتظر المواطن أكثر من ساعة دون أن يحصل على حقيبته”.

وأضاف السعبري أن هذه المشاهد تمثل رسالة واضحة إلى سلطة الطيران المدني ورئيس الوزراء حول “الوضع المتردي” للمطار، داعياً إلى اتخاذ إجراءات فورية لتحسين الخدمات في بوابة العاصمة.

يأتي ذلك في وقت أثار فيه مدير مطار بغداد الدولي، حارث العبيدي، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مقابلة تلفزيونية قال فيها إن “المرافق الصحية في بعض صالات المطار جرى تأهيلها لتكون بمستوى أفضل وأجود مرافق صحية في “العالم”، وذلك خلال حديثه عن مراحل تطوير المطار.

وأثار الأمر سخرية الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي، الأمر الذي فاقم الانتقادات على إدارة المطار والحكومة.

وتحدث حالات تأخير الرحلات بشكل متكرر داخل مطار بغداد، ففي 12 تموز  يوليو 2024، وجه وزير النقل، رزاق محيبس السعداوي، بتشكيل لجنة تحقيقية بشأن تأخر إقلاع إحدى الطائرات المغادرة من مطار بغداد الدولي إلى عمّان.

ويعد مطار بغداد الدولي أكبر مطارات العراق والوحيد في العاصمة، ويقع على بعد 16 كيلومترا إلى الغرب من العاصمة العراقية، وكانت شركات بريطانية وفرنسية قد شرعت في بنائه بين عامي 1979 و1982، ويرمز له بـ”بي جي دبليو” (BGW) وفق الاتحاد الدولي للنقل الجوي للمطارات المعروف اختصارا بـ”إياتا” (IATA)، في حين يرمز له بـ”أو آر بي آي” (ORBI) في لوائح منظمة الطيران المدني الدولي المعروفة اختصارا بـ”إيكاو” (ICAO).

الاستياء من مستوى الخدمات دفع برئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تكليف وزير الإعمار والإسكان بنكين ريكاني، في حزيران يونيو 2024، بإدارة سلطة الطيران المدني العراقي، في محاولة لتحسين الوضع وإجراء إصلاحات عاجلة. هذه الخطوة جاءت في إطار مساعي الحكومة لإعادة هيكلة وتطوير قطاع الطيران الذي يعتبر من القطاعات الحيوية، والذي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز مكانة العراق إقليميًا ودوليًا.

وفي آذار مارس 2024، أثار تسرب مياه الأمطار إلى صالة التشريفات في مطار بغداد، الجدل عبر منصات التواصل االجتماعي، فيما وجه وزير النقل باستنفار الجهود في مطار بغداد الدولي.

ونشر المكتب الإعلامي لوزارة النقل، توضحيًا حول تسرب مياه الأمطار إلى صالة التشريفات، وقال إنه “تم رفع حالة الاستعداد القصوى بكافة المطارات العراقية، من أجل مواجهة سقوط الأمطار، وأن تسرب مياه الأمطار إلى صالة التشريفات تمت معالجته، وأصبح تحت السيطرة.

وكان النائب عن لجنة الخدمات عباس يابر أكد في تقرير سابق لـ”العالم الجديد”، بأن “الخطوط الجوية العراقية من أقدم الخطوط الجوية الموجودة في الدول العربية، وهي شركة عريقة، ولكن الإدارات وسوء التخطيط جعلها تتراجع”، مبينا أن “إدارة الشركة والتقاطعات في العمل بين إدارة المطار وشركة الخطوط الجوية وسلطة الطيران المدني، أثرت سلبا على الوضع، وكذلك التدخلات الحزبية ووضع أشخاص غير مناسبين في مواقع القرار”.

وأضاف أن “ترك شركة الخطوط الجوية تتنافس مع شركات القطاع الخاص من دون دعم حكومي أثر عليها بشكل كبير، بالإضافة إلى أنه بعد 2003 خرجت الخطوط العراقية من التصنيف الدولي للسلامة المهنية، ما جعلها مقيدة ولا تستطيع الذهاب إلى الدول الأوروبية وغيرها، وهو ما قلل مردوداتها”.

يذكر أن للخطوط الجوية العراقية، مبالغ ضخمة بذمة الرئاسات في العراق، وقد كشفت “العالم الجديد” في عام 2020، عن قيمة هذه الديون، حيث بلغت الأموال التي بذمة رئاسة الجمهورية للطائر الأخضر 138 مليونا و29 ألفا و829 دينارا، بالإضافة إلى 677 ألفا و86 دولارا، عن تسيير رحلات عارضة ومواد تموينية وتزويد وقود وعبور أجواء.

وبلغت ديون رئاسة البرلمان 164 ألفا و431 دولارا، إضافة إلى مبلغ 67 مليونا و836 ألف دينار.