قبل يوم العشرين من كانون الثاني يناير الماضي أشتغلت وسائل الاعلام الامريكية وخاصة صحيفة الواشنطن بوست على توجيه العديد من الرسائل الي أنظمة الحكم في الخليج العربي فيها عدة نقاط توضح سياسة الرئيس السابع والاربعين للولايات المتحدة الامريكية
والمطالبة بدفع ما أسمته إستحقاقات الحماية الامنية من جانب والسكوت على ممارسات السعودية بالذات في قضية مقتل الصحفي المعارض السعودي جمال خاشقجي في السفارة السعودية في أنقرة المقيم أصلا في واشنطن وكذلك موضوع عقد كل من قطر وعمان صفقات تسليح مع الصين وفرنسا وهذا ما لا تقبله أمريكا والسكوت على تدخل الامارات في السودان وهذا الحديث ورد في عدد الواشنطن بوست يوم١٦ يناير وكانت أنظار النظام الرسمي والرأي العام العربي تتجه الى واشنطن يوم التنصيب لسماع خطاب الرئيس ترامب
وماذا يحمل من إتهامات ومواقف مسبقة لهذه الدول العربية لكن خطاب ترامب خلى من أي إشارة الى دول الخليج أو القضية الفلسطينية إلا من جملة واحدة هي عودة المحتجزين لعائلاتهم وبرغم الدعم الامريكي المعروف للكيان الصهيوني منذ لحظة إنشائه الى يومنا هذا وبكل تأكيد سيستمر الى سنوات قادمة وكذلك كان متوقعا أن يتطرق الى إيران وبرنامجها النووي وإشعالها لحروب في المنطقة بالاعتماد على قوى وفصائل مسلحة في العراق واليمن ولبنان لكنه لم يأتي على ذكر هذا الموضوع حتى ولو بالإشارة .فماهي توجهات ترامب التي إحتواها خطاب التنصيب إذا؟
لقد حدد ترامب الاولويات لرئاسته الثانية بأن تكون أمريكا أولا اقتصاديا وعسكريا وعلميا ووعد الشعب الامريكي باستعادة أمريكا العظمى على العالم وبالوصول إلى المريخ كما أعلن صراحة ضرورة عودة قناة بنما الى الولايات المتحدة ومكافحة الهجرة غير الشرعية وضبط الحدود مع المكسيك فهل نسي الرئيس الامريكي الشرق الاوسط الجديد كما يطلق الان على الوطن العربي أم إنه أوكل مهمة معالجة كل قضايا إيران الى فريق عمل ووضع اوليات التعامل مع ايران وكذلك أوكل موضوع الفصائل المسلحة في العراق الى فريق عمل أخر أما التفاصيل والشيطان الذي يدخل في ادقها فقد تحدثت عنه الصحف الامريكية وفق وجهة نظر ترامب وبرنامجه الرئاسي فلم يتطرق اليه في خطاب التنصيب فهل يعي النظام الرسمي العربي وخاصة الخليجي إن للحماية الاجنبية ثمن وعليهم السداد كما فعلها في ولايته الاولى حيث استوفى منهم مئات المليارات وبزيارة واحدة فقط ودائما يصح في هذه الحالة القول المشهور (المتغطي بلحاف غيره عريان).