سلوان صباح ماثيو موميكا، عراقي من أصول آشورية، وُلد في 23 يونيو 1986، واشتهر عالميًا بسبب إحراقه نسخًا من القرآن الكريم في السويد، مما تسبب في موجة غضب واسعة في العالم الإسلامي، وأدى إلى تصعيد دبلوماسي بين السويد والعديد من الدول الإسلامية.
رحلته إلى السويد وحصوله على اللجوء
هاجر موميكا من العراق إلى السويد في عام 2018، حيث حصل على تصريح إقامة مؤقت لمدة ثلاث سنوات عام 2021.
وقد ادعى في أكثر من مناسبة أنه تعرض لتهديدات واضطهاد سياسي في العراق بسبب آرائه المثيرة للجدل، لكنه لم يكن شخصية معروفة حتى عام 2023.
إحراق المصحف وإثارة الجدل
في يونيو 2023، نفذ موميكا أول عملية حرق علني للقرآن أمام مسجد ستوكهولم الكبير، بموافقة الشرطة السويدية، ما أثار احتجاجات عنيفة في العراق ودول إسلامية أخرى.
وتكرر هذا الفعل عدة مرات، مما أدى إلى إدانات دولية ودعوات لمقاطعة السويد اقتصاديًا ودبلوماسيًا.
كما أدى فعله إلى تعزيز الخطاب المعادي للسويد في الدول الإسلامية، حيث قامت بغداد بطرد السفيرة السويدية، بينما تصاعدت الضغوط على السلطات السويدية لتقييد حرية التعبير في ما يتعلق بالإساءة للمقدسات الدينية.
السويد وسحب إقامته
نتيجة لموجة الغضب العالمية، بدأت السلطات السويدية إجراءات قانونية لسحب تصريح إقامته.
وفي أكتوبر 2023، صدر قرار نهائي بترحيله من السويد، لكنه استأنف القرار واستمر في العيش هناك دون وضع قانوني واضح.
مقتله الغامض في يناير 2025
في 29 يناير 2025، أفادت وسائل إعلام سويدية بأن موميكا قُتل بطلق ناري داخل شقته في منطقة هوفسجو جنوب ستوكهولم، أثناء بث مباشر على تطبيق تيك توك.
وقد تم العثور عليه مصابًا بجروح خطيرة، ونقل إلى المستشفى، حيث أُعلن عن وفاته لاحقًا.
لم تصدر الشرطة السويدية بيانًا رسميًا حتى الآن، لكن التحقيقات الأولية تشير إلى عملية اغتيال مدبرة، مع اعتقال شخص واحد على الأقل على صلة بالجريمة.
ماضي موميكا يظهر أنه حافل بنشاط سياسي واحتجاجي وصلات مع مجموعات مسيحية مسلحة، وفق ما ذكرته “فرانس برس”.
وقبل انتقاله إلى منفاه في السويد، تشير حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي إلى محاولته الانخراط في العمل السياسي في العراق، بما في ذلك صلات له مع مجموعة مسيحية مسلحة أثناء القتال ضد تنظيم “داعش”، وإنشاء حزب سياسي سرياني غامض، ومنافسات مع مجموعات مسيحية مسلحة مؤثرة، واعتقل لفترة قصيرة.
كما شارك في المظاهرات الواسعة ضد الفساد في العراق في نهاية 2019، وقتل خلالها أكثر من 600 شخص.
قطعة من لحم خنزير
في 28 حزيران/يونيو 2023، داس الرجل الذي يبلغ من العمر 38 عاما نسخة من المصحف قبل أن يدس فيه قطعا من لحم خنزير، ويحرق بضع صفحات منه أمام أكبر مسجد في ستوكهولم في اليوم الأول من عيد الأضحى.
ونظم تجمعا جديدا سمحت به الشرطة السويدية، داس خلاله مصحفا ومزق صفحات منه أمام سفارة العراق.
خطط سلوان موميكا في البداية للقيام بعمله في ستوكهولم في شباط/فبراير 2023، لكن الشرطة حظرت التجمع آنذاك، مشيرة إلى خطر إخلال بالنظام العام.
طعن المنظمون في منع المظاهرة، وأصدرت محكمة إدارية في بداية نيسان/أبريل 2023، ثم محكمة الاستئناف الإدارية في منتصف حزيران/يونيو، قرارا لمصلحتهم.
بدوره، أكد سلوان موميكا أنه لا يهدف إلى “المس بهذا البلد الذي استقبله وحافظ على كرامته”، موضحا أنه يأمل أن يمنع القرآن في السويد، وفق ما نقلته صحيفة “افتونبلاديت” السويدية في نيسان/أبريل.
وقال لصحيفة “إكسبريسن” السويدية ” في وقت سابق، سأحرق العلم العراقي والقرآن أمام السفارة العراقية في ستوكهولم”، نافيا أن تكون أفعاله “جرائم كراهية”.
مشكلة دبلوماسية
من جانبها، أدانت الحكومة السويدية ما وصفته بـ”العمل المعادي للإسلام”، وفتحت الشرطة تحقيقا في “التحريض ضد مجموعة عرقية” لأن إحراق المصحف حدث أمام مسجد.
فيما دفع قرار السويد السماح بالتجمع الثاني، العراق إلى الرد بطرد السفيرة السويدية في بغداد، وتعليق ترخيص مجموعة “إريكسون” السويدية العملاقة لمعدات الاتصالات في البلاد.
وأُحرقت السفارة السويدية في بغداد خلال مظاهرة لمؤيدي مقتدى الصدر، وجرت مظاهرات في العراق وإيران ولبنان، وأعلنت إيران أنها لن تقبل بالسفير السويدي الجديد بعد انتهاء مهام سلفه، ولن تعيّن سفيرا لها في ستوكهولم.
وعقب تحركه، نشر على فيسبوك رسالة قال فيها “سأستمر في مواجهة الفكر الإسـلامي وتجاره إلى أن يتم حظره”.
وأقر سلوان موميكا في أوائل تموز/يوليو بأن لديه طموحات سياسية في السويد، قائلا إنه يأمل في أن يترشح يوما ما للبرلمان عن حزب الديمقراطيين السويديين المناهض للهجرة.
ورد الحزب المؤيد للحكومة الائتلافية الحالية برئاسة أولف كريسترسون أن تصرفات سلوان موميكا لا تمثله.
فتح تحقيق واعتقال 5 مشتبه بهم
يذكر أن الشرطة السويدية أعلنت اليوم الخميس عن مقتله سلوان موميكا بإطلاق نار في منطقة هوفخو في منطقة سودرتاليا، أمس الأربعاء.
وكانت الشرطة تلقت بلاغا حول سماع صوت إطلاق نار في منطقة هوفخو في منطقة سودرتاليا، أمس الأربعاء.
وعند وصولها إلى المبنى وجدت “رجلا مصابا بالرصاص جرى نقله إلى المستشفى”، قبل أن تعلن لاحقا مقتله وفتح تحقيق في جريمة قتل، وفق ما نقلت الإذاعة السويدية.
كما أعلنت توقيف 5 مشتبه بهم في قتله.
مشاهد من بث مباشر اثناء قتل سلوان موميكا (فيديو)