متى سيتم إطلاق سراح أربيل يهود التي كادت تعرقل هدنة غزة ؟

اربيل يهود

كشف وسائل اعلام فلسطينية، أن حركتي حماس و”الجهاد الإسلامي” اتفقتا على إطلاق سراح المحتجزة الإسرائيلية أربيل يهود يوم الجمعة المقبل.

وذكرت: إن الحركتين اتفقتا على إطلاق سراح يهود قبل 24 ساعة من دفعة الرهائن الثالثة، التي سيتم الإفراج عنها يوم السبت المقبل.

وأضاف أنه سيُفرج عن المحتجزة الإسرائيلية مقابل الإفراج عن 30 فلسطينيا من أصحاب الأحكام المؤبدة وعودة النازحين لشمال غزة.

وأوضح المصدر أنه تم تبليغ الوسطاء بهذا القرار، “في انتظار رد إسرائيل”.

في السياق ذاته، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول بـ”الجهاد الإسلامي” قوله إن “الرهينة الإسرائيلية يهود سيفرج عنها قبل الجولة المقبلة من تحرير الرهائن”.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب لم تؤكد بعد التوصل لاتفاق بشأن إطلاق سراح يهود، مضيفة أن المحادثات مستمرة وهناك تقدم”.

من هي الرهينة التي كادت تعرقل هدنة غزة؟

وصل ملف الرهينة الإسرائيلية، أربيل يهود، إلى نهايته، بإعلان التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراحها، الخميس المقبل، بعد أن كان استمرار احتجازها يهدد بانهيار تفاهمات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وتُمثل يهود (29 عاما)، حالة خاصة في ملف الرهائن الإسرائيليين في غزة، كونها آخر رهينة مدنية أنثى تؤكد إسرائيل أنها على قيد الحياة.

ورغم وجود رهينة مدنية أخرى في غزة، وهي شيري بيباس، التي اختُطفت من نير عوز مع طفليها أريئيل (4 سنوات) وكفير (9 أشهر)، فإن المخاوف تتزايد بشأن مصيرهم، إذ عبّر الجيش الإسرائيلي عن قلقه العميق على حياتها وطفليها، لكنه لم يؤكد وفاتهم حتى الآن.

اختطاف يهود

واختطفت يهود مع شريكها أريئيل كونيو (26 عاماً) من منزلهما في كيبوتس “نير عوز” على حدود غزة، خلال الهجوم الذي شنته حماس على جنوبي إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وكان الاثنان قد عادا من رحلة في أميركا الجنوبية قبل وقت قصير من الهجوم، ليجدا نفسيهما في قلب أحداث غيرت مجرى المنطقة بأكملها

وكانت يهود تعمل في النظام التعليمي للكيبوتس، قبل أن تنتقل للعمل كمرشدة في مركز “غروف تك”، وهو مركز تعليمي في جنوب إسرائيل، يركز على استكشاف الفضاء والتكنولوجيا.

وحسب شهادات نقلتها صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” في الأيام الأولى لاختطافها، تحدث عدد من معارفها على أن يهود تُعرف بين أفراد عائلتها وأصدقائها بشغفها العميق بكل ما يتعلق بالفضاء الخارجي وعلم الفلك.

وتصفها زوجة أخيها، سيجي، بأنها “العمة المفضلة” التي “دائما تزورنا، دائماً تلعب، دائماً تأخذ الأطفال معها، دائماً تهتم بهم.

في هجوم السابع من أكتوبر أيضا، تعرضت عائلة يهود لفاجعة أخرى بمقتل شقيقها دوليف الذي ظل مصيره مجهولاً لشهور، حيث اعتُقد في البداية أنه اختُطف أيضا، إلى أن تم التعرف على رفاته في الثالث من يونيو 2024 في نير عوز من خلال فحوصات جديدة.

وطيلة فترة احتجازها، لم تتوقف عائلة يهود عن المطالبة بإطلاق سراحها. وفي ديسمبر، تحدثت قريبتها ليان فايس في احتجاج بنيويورك، قائلة: “أغمضوا أعينكم للحظة وتخيلوا: تخيلوا أنه أنتم. يتم انتزاعكم من منزلكم.. لا يمكننا أن ندع هذا يصبح مصيرهن إلى الأبد”.

وتمثل قصة يهود جزءا من مأساة أكبر حلت بكيبوتس نير عوز، الذي تحول إلى رمز للإخفاق العسكري والاستخباراتي والحكومي الإسرائيلي، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.

فمن بين سكانه البالغ عددهم نحو 400 شخص قبل الهجوم، فقد الكيبوتس أكثر من ربع قاطنيه بين قتيل ومخطوف في السابع من أكتوبر.

ملف “يهود”

وشكل ملف يهود محورا رئيسيا في المفاوضات المعقدة بين الكيان الصهيوني وحماس. فبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الأولي، كان يُفترض أن تكون ضمن أول مجموعتين من الرهائن المفرج عنهم في 19 و25 يناير 2024. لكن عدم إطلاق سراحها أدى إلى توتر في تنفيذ الاتفاق.

وتصاعدت الأزمة عندما ربطت إسرائيل عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمالي قطاع غزة بإطلاق سراح يهود، متهمة حماس بانتهاك الاتفاق.

ونتيجة لذلك، أبقت إسرائيل نقاط العبور مغلقة، مما منع عودة مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين إلى مناطقهم في شمال القطاع.

وفي ساعة متأخرة من مساء الأحد، أعلن الوسطاء القطريون التوصل إلى اتفاق جديد يقضي بإطلاق سراح يهود مع الجندية أغام بيرغر ورهينة ثالثة، الخميس، على أن يُفرج عن 3 رهائن آخرين، السبت.

في المقابل، تعهدت إسرائيل بالسماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى شمالي قطاع غزة اعتبارا من صباح الإثنين.

وأكد مكتب بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي،، أن هذا الاتفاق جاء “بعد مفاوضات مكثفة وحاسمة”، فيما قدمت حماس إلى الوسطاء المصريين والقطريين لائحة توضح وضع جميع الرهائن الذين يمكن إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى، سواء الأحياء منهم أو الأموات.

وبالفعل، بدأ مئات الآلاف من سكان شمالي غزة إلى مناطقهم، حيث تحوّل شارع الرشيد الساحلي، الذي شهد على مدار الأشهر الماضية مآسي النازحين، إلى مسار للعودة، بموجب تفاهمات جديدة بين حماس وإسرائيل.

وأعلنت وزارة الداخلية في غزة، فتح شارع الرشيد للمشاة في الاتجاهين منذ السابعة صباحا، مع منع مرور المركبات بكافة أنواعها.

فيما سيُفتح شارع صلاح الدين للمركبات في اتجاه واحد من الجنوب إلى الشمال، عند التاسعة صباحاً، مع إخضاع جميع المركبات للفحص.

وأوضحت ألوية الناصر صلاح الدين في بيان لها ان الأسيرة الاسرائيلية سيتم تسيلمها وفق ما يتم الاتفاق عليه بين قيادة الوفد المفاوض والوسطاء وتجري في هذه الأثناء لقاءات مكوكية للتوصل لاتفاق بشأنها.

وأصرت حكومة الاحتلال الإسرائيلية على أن أربيل يهود البالغة من العمر 29 عامًا مدنية ويجب إطلاق سراحها السبت، وفقًا لصفقة وقف إطلاق النار.

وقالت مصادر في الفضائل الفلسطينية، إن أربيل يهود الرهينة التي طالبت حكومة الاحتلال الإسرائيلية بإطلاق سراحها، على قيد الحياة وسيتم الإفراج عنها خلال أيام.

وبحسب “سي إن إن” فإنه على عكس الجنديات الإسرائيليات الأربع اللاتي أطلق سراحهن السبت، لم يتم أسر يهود في قاعدة عسكرية، بل تم أخذها كرهينة من منزلها في نير عوز في 7 أكتوبر من عام 2023.

وبحسب مصدر نقلت عنها “سي إن إن” فإن أربيل يهود “تم احتجازها من جانب سرايا القدس (الجناح العسكري للجهاد الإسلامي) كونها جندية مدربة داخل برنامج الفضاء في الجيش الإسرائيلي”.

وتعليقا على ذلك قالت مصارد في حماس: “أبلغنا الوسطاء أن أربيل يهود على قيد الحياة وسيتم إطلاق سراحها يوم السبت المقبل”.