كيف عاد العراق الى عصر ما قبل الصناعة خلال 42 يومًا في ذكرى “عاصفة الصحراء”

كيف عاد العراق الى عصر ما قبل الصناعة خلال 42 يومًا

يعيش العراق اليوم الذكرى 34 لعملية عاصفة الصحراء او “حرب الخليج الثانية”، والتي شنتها 35 دولة بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ضد العراق في 17 يناير 1991، والتي كانت ردًا على توغل العراق في الكويت وبعض الأراضي السعودية، والتي تصنف كأعنف عمليات قصف جوي في التاريخ العسكري بـ100 الف طلعة جوية.

وتقول الخلية التكتيكية “وهي صفحة عسكرية متخصصة غير حكومية”، ان ااصفة الصحراء سبقها عملية درع الصحراء لحماية السعودية من غزو عراقي محتمل وهذه العمليات هي جزء من حرب الخليج الثانية.

وتبين ان “عاصفة الصحراء بدأت بحملة جوية تألفت من 2250 طائرة مقاتلة شنت قصف جوي مكثف من الساعات الاولى ليوم 17 كانون الثاني 1991 ولمدة 42 يومًا، أخضعت قوات التحالف العراق لواحدة من أعنف عمليات القصف الجوي في التاريخ العسكري”.

وأشارت الى ان “التحالف نفذ أكثر من 100 الف طلعة جوية، وأسقط خلالها 88500 طن من القنابل، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية العسكرية والمدنية على نطاق واسع، ورافق هذا القصف صواريخ كروز انطلقت من السفن البحرية والغواصات، حيثُ حلقت مقاتلات التحالف بنحوّ 2000 طلعة جوية في اليوم الواحد!، واستطاعت من شّل الدفاعات الجوية العراقية ودمرت بشكل كبير القوة الجوية العراقية و انخفضت الطلعات العراقية من 200 طلعة جوية باليوم إلى صفر طلعة، حيثُ كانَ النظام السابق يعتقد إنَّ الحملة الجوية للتحالف لا تستطيع تحديد نتيجة الحرب”.

وتشير الخلية الى ان طائرات التحالف استغلت ثغرة القصور في منظومات العراق الصاروخية، اذ كانت طائراتهم تحلق على ارتفاعات عالية لا تصل اليها صواريخ الدفاع الجوي والمدفعية العراقية، وتركز على قصف الرادارات العراقية لترك المنظومات عمياء دون قدرة على المناورة؛ مفتقرة الإنذار المبكر، فتترك ليتم القضاء عليها بطائرات دعم ارضي او حتى مروحيات باستخدام الصواريخ “جو-ارض”، المضادة للدروع كصواريخ مافريك و هيلفاير للإطاحة بالمنظومات الصاروخية؛ وبتلك الخطة تم تحطيم الدفاع الجوي العراقي وباقي القوات معه”.

وأوضحت ان “هذه الطائرات انطلقت من قواعد جوية في المملكة العربية السعودية والمجموعات الحربية البحرية الست (CVBG) المتمركزة في الخليج والبحر الأحمر (كل مجموعة حربية من هذه الستة تتألف من حاملة طائرات واحدة ترافقها سرب من مدمرتين او فرقاتين وغواصتين هجوميات وقطع بحرية أخرى)”.

وكانت لعاصفة الصحراء 3 اهداف على 3 مراحل هي اولاً تدمير سلاح الجو العراقي والدفاعات الجوية وذلك باستخدام طائرات ستيلث شبح واستخدام مركز للحرب الالكترونية واستغلال قصور الدفاعات العراقية لفتح ثغرات للطائرات الأخرى، والمرحلة الثانية تدمير مراكز القيادة والإتصالات، والثالثة تدمير منصات الصواريخ البالستية العراقية ومنشآت الأبحاث وباقي القوات العسكرية، حيث كانت صواريخ سكود العراقية تشكل مصدر قلق لدول التحالف بعد ان كبدت خسائر في صفوف القوات الامريكية والخليجية وإسرائيل”.

و خسر التحالف في هذه الحملة الجوية 75 طائرة فقط من اصل 2250 طائرة، وانتهت حرب الخليج بعد انطلاق حملة برية مكونة من قرابة مليون جندي من قوات التحالف دفعت القوات العراقية للانسحاب منالأراضي السعودية والكويتية والعودة لداخل الحدود العراقية.

وتسبب هذه الحرب بخسائر كارثية على العراق وحسب وصف الامم المتحدة اعادت العراق الى عصر ماقبل الصناعة، خسر فيها العراق الآلاف من المدنيين وتدمير البنى التحتية المدنية فضلاً عن الحاق دمار في القوات المسلحة العراقية ومالايقل عن 65 الف عسكري عراقي فقد حياته في هذه الحرب، جزء كبير منهم لقى حتفه نتيجة افعال انتقامية من قبل التحالف في طريق عودتهم الى العراق بعد الإنسحاب من الكويت، بحسب الخلية التكتيكية.