غيّب الموت، ، هشام المدفعي، المهندس العراقي المخضرم والذي ارتبط اسمه بمشاريع شهيرة في العراق، ويعد شيخ المهندسين العراقيين لحين وفاته.
ونعت عائلة المدفعي البغدادية العريقة، المهندس هشام، والذي توفي في العاصمة البريطانية لندن التي تستضيف عددا كبيرا من النخب الأكاديمية العراقية.
وشارك الفنان العراقي الهام المدفعي، النعي على حسابه في فيس بوك، ليتلقى سيلاً من عبارات التعازي والمواساة من قبل جمهوره الكبير في العراق والعالم العربي.
ونعى رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد الراحل بحسابه الرسمي على منصة “إكس”، قائلا: ” غادرنا الى دار الحق المعماري البغدادي الكبير هشام المدفعي بعد مسيرة حافلة بالإبداع، تاركا خلفه إرثا زاخرا بالإنجازات، ومكرسا حياته من أجل تطور البلد وازدهاره. أحرّ التعازي والمواساة الى عائلته وأصدقائه ومحبيه والرحمة لروحه الطاهرة. إنا لله وإنا إليه راجعون”.
ارتبط اسم المهندس هشام بمشاريع هندسية وإنشائية شهيرة في مدينة بغداد، وبينها مشروع سكني في شارع حيفا الشهير في العاصمة العراقية.
كما ارتبط اسمه بحادثة إعدام نجا منها عن طريق الصدفة، حيث التقت ابنته عن طريق الصدفة في إحدى المناسبات، بالرئيس العراقي صدام حسين، وطلبت منه العفو عن والدها المحكوم بالإعدام، وقد استجاب لطلبها بالفعل.
من هو المهندس هشام المدفعي؟
ولد المدفعي في بغداد عام 1928 لعائلة بغدادية ذات أصول كردية من جهة الجد وعربية من جهة الجدة، وقد اكتسبت لقبها من عمل أحد الأجداد في المدفعية بالجيش في العهد العثماني في العراق.
تخرج عام 1950 من كلية الهندسة في جامعة بغداد، ليعمل متنقلا بين محافظات العراق، وكانت أول وظيفة يشغلها هي مهندس مسّاح في البلديات العامة شمال العراق، ومن ثم في مطار الغزلاني بالموصل ومن بعدها في أمانة العاصمة بغداد لينتقل بعدها الى شركة نفط البصرة.
سافر عام 1955 إلى إنكلترا ضمن دورة تدريبية على إقامة المشاريع الكبرى مثل المطارات والسدود والمدن والمشاريع الضخمة الأخرى.
وبعدها عاد للعراق مجددا، وأسهم بمفرده او برفقة مهندسين عراقيين كبار مثل المعماري الراحل رفعت الجادرجي، في تصميم وإنشاء مشاريع هندسية سكنية وخدمية في بغداد وشمال العراق.
ومن أهم تلك المشاريع، مشروع تطوير بغداد الذي أنجز جزءاً منه في الثمانينيات، مثل شارع حيفا ووزارة التخطيط ونصبي الشهيد والجندي المجهول.
وأصدر هشام المدفعي في عام 2017 كتابه الوحيد (نحو عراق جديد…سبعون عاماً من البناء والاعمار)، والذي لخص فيه تجربته الهندسية الطويلة بجانب سيرة شخصية لحياته.
حادثة الإعدام
اعتقل هشام المدفعي عام 1986 مع موظفين بارزين آخرين في أمانة بغداد حينها، بتهمة قبض رشاوى والتجسس لصالح جهة خارجية، وهي تهم مفبركة كما يقول من عاشوا تلك الحقبة ودونوا عنها.
وقضت محكمة عراقية حينها بإعدامه، وتم نقله بالفعل إلى سجن أبوغريب الشهير قرب بغداد، تمهيدا لإعدامه، قبل أن ينجو بشكل مفاجئ.
ففي تلك الفترة، حظيت ابنته غادة بلقاء مع صدام حسين، لتستغل الفرصة وتبلغ الرئيس السابق بأن والدتها مصابة بالسرطان وسوف تخسرها كما ستخسر والدها، وتطلب منه العفو عنه، وهوما تم فعلا في نهاية عام 1988.